عادات خاطئة يرتكبها البعض بين الحين والآخر، دون دراية بالعواقب الوخيمة التي يمكن أن تسببها، ولكن تزداد أهمية معرفتها كلما كان الأمر يتعلق بأمر ديني، حتى لا ترتكب ذنوبا ومعاصي تغضب الله سبحانه وتعالى، وتمثل أبرزها في مسألة حكم دعاء الأباء على أبنائهم، وهو الأمر الذي يحدث عادة عند ارتفاع حدة الغضب لدى الأم أو الأب داخل الأسرة عند الحديث عن أطفالهم.
وأجابت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمي على ذلك السؤال المحير لبعض المسلمين، حتى لا يرتكبوا عادة خاطئة مثل دعاء الأباء على أبنائهم، وذلك عندما وردها سؤال من أحد الأشخاص حول حكم الدعاء على النفس والولد والمال
ما حكم دعاء الأباء على أبنائهم؟
نهى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يدعو الإنسان على نفسه أو ولده أو ماله أو خدمه؛ واستدلت الدار بحديث النبي، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَوْلَادِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى خَدَمِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ؛ لَا تُوَافِقُوا مِنَ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى سَاعَةَ نَيْلٍ فِيهَا عَطَاءٌ فَيَسْتَجِيبَ لَكُمْ» رواه مسلمٌ وأبو داود واللفظ له.
ما مدى صحة قول «إنَّ اللهَ لا يَقْبَلُ دُعَاءَ حَبِيبٍ عَلَى حَبِيبِهِ»
وواصلت درا الإفتاء ردها قائلة، قال الإمام عبد الحميد الشرواني في حاشيته على «تحفة المحتاج في شرح المنهاج»: «وَيُكْرَهُ لِلإِنْسَانِ أَنْ يَدْعُوَ عَلَى وَلَدِهِ، أَوْ نَفْسِهِ، أَوْ مَالِهِ، أَوْ خَدَمِهِ»؛ لِخَبَرِ مُسْلِمٍ.. وَأَمَّا خَبَرُ: «إنَّ اللهَ لا يَقْبَلُ دُعَاءَ حَبِيبٍ عَلَى حَبِيبِهِ» فَضَعِيفٌ.
وقال الرَّشِيدِيُّ: «وَالظَّاهِرُ أَنَّ الْمُرَادَ بِالدُّعَاءِ الدُّعَاءُ بِنَحْوِ الْمَوْتِ، وَأَنَّ مَحَلَّ الْكَرَاهَةِ عِنْدَ الْحَاجَةِ؛ كَالتَّأْدِيبِ وَنَحْوِهِ، وَإِلا فَاَلَّذِي يَظْهَرُ أَنَّهُ بِلا حَاجَةٍ لا يَجُوزُ عَلَى الْوَلَدِ وَالْخَادِمِ».
ولذلك يحرم الدعاء على النفس أو الولد أو الخدم أو المال من غير حاجةٍ، وإذا كانت هناك حاجة؛ كالتأديب ونحوه، فإن ذلك يكون مكروهًا، مع مظنة استجابة الدعاء في الحالتين.