التوعية بأهمية النوم والحصول على راحة كافية تجنبًا للإصابة بأمراض أو انخفاض كفاءة الجهاز المناعي، ينصح بها كل الأطباء بكل التخصصات، ولكن هل تساءلت يوما ماذا يحدث إذا ظللت مستقيظا لأيام متواصلة دون نوم على الإطلاق؟
راندي جاردنر، طالب في المرحلة الثانوية يبلغ عمره 17 عامًا، أقدم على أغرب وأخطر ما يمكن تخيله وهو السهر لمدة 11 يومًا و25 دقيقة دون نوم على الإطلاق، والسبب رهان بينه وبين أحد أصدقائه، خاضه دون أن يتوقع أنه سيخسر وسيضطر إلى السهر أطول فترة ممكنة، وأن هذه التجربة ستؤثر عليه جسديًا، رغم تسجيله رقمًا قياسيًا في السهر المتواصل.
يحكي «راندي» أنه في ديسمبر عام 1963، قرر مع صديقه «روس مكاليستر» اختبار فكرة لمشروع معرض العلوم الخاص بهما عندما كانا في المدرسة الثانوية في ذلك الوقت، واعتقدا أنه سيكون من الرائع رؤية المدة التي يمكن أن يظلا فيها مستيقظان، وتسجيل أي آثار جانبية قد تحدث: «قررنا الرهان على عملة معدنية والخاسر سيكون هو من يسهر»، وفقًا لـ«ladbible».
بعد 3 ليال من السهر المتواصل، بدأ «راندي» في فعل أشياء غريبة، وجد ملاحظات عجيبة لا يفهمها كتبها بخطه على الحائط، بدأ المراهق بالتعثر في نطق الكلمات وشعر بثقل في اللسان، واتفق «روس» على تعيين شخص آخر لمراقبة صديقه ومعرفة أطول مدة سيسجلها بدون نوم، وبالفعل بعد نوم «روس» كان «جو مارسيانو» هو من يتولى المراقبة وتسجيل كل ما يحدث بدقة: «كنا أغبياء، كما تعلمون شباب بلهاء».
بحلول اليوم الرابع، بدأ «راندي» يعاني من هلوسة، وليظل مشغولا كان يلعب كرة السلة والقدم مع زملائه وكان الأمر سهلًا في النهار ولكن بحلول الليل يصبح السهر غاية في الصعوبة، ظل المراهق مستقيظا لمدة 264 ساعة و25 دقيقة متواصل أي نحو 11 يوما، والغريب أنه وجد صعوبة في العودة إلى نومه الطبيعي وعانى من الأرق بعد انتهاء التجربة.
ورغم أن الأمر كان نوعًا من المزاح، إلا أن التجربة لاقت اهتمامًا من قبل الدكتور ويليام ديمينت، الباحث في النوم بجامعة ستانفورد، وجون جيه روس، الملازم القائد بالبحرية الأمريكية، لدراستها ومعرفة الأثار الناتجة عن الحرمان من النوم.
وخلصت إحدى الدراسات، التي تابعت 276 بالغًا لمدة ست سنوات، أن خطر الإصابة بالسمنة كان مرتفعًا لمن ينامون لفترات قصيرة وطويلة، مقارنة بمن ينامون لمدة متوسطة، مع زيادة في المخاطر بنسبة 27 % و21 %، وتؤثر مدة النوم أيضًا على معدل الوفيات، إذ أن فترات النوم القصيرة والطويلة من العوامل الهامة للتنبؤ بالوفاة في الدراسات السكانية المرتقبة، ومن الأفضل النوم لـ8 ساعات يوميا لضمان صحة جيدة.