هل يجوز طاعة الزوج في عدم زيارة الوالدين؟ وما صحة حديث منع الزوج لزوجته من الخروج؟ نجيب على هذه الاستفسارات من صحيح الدين، بما ورد في كتاب الله، وسنة رسوله، فتابعونا في التالي لنتعرف معًا إلى حكم طاعة الزوج في قطع الأرحام.. تابعونا.
هل يجوز طاعة الزوج في عدم زيارة الوالدين
نبدأ من الأصل، وهو أن طاعة الزوج واجبة ما دامت في غير معصية الله، ولكن أمر الزوج زوجته بقطع رحمها أمر يخالف الشرع، وخاصة وإن كان أهل الزوجة لا يعنوا الزوجة على الفساد، أو المعصية، وفي ذلك إثم على الزوج، وذلك استنادًا لقول الله تعالى في سورة محمد:
-
فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22)
أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ (23) -
وجاء في حديث رسول الله -صل الله عليه وسلم-عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
-رضي الله عنه -، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “إِنَّ
اللهَ خَلَقَ الْخَلْقَ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْهُمْ قَامَتِ الرَّحِمُ، فَقَالَتْ: هَذَا
مَقَامُ الْعَائِذِ مِنَ الْقَطِيعَةِ، قَالَ: نَعَمْ، أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ،
وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ؟ قَالَتْ: بَلَى، قَالَ: فَذَاكِ لَكِ ” ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ
تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ، أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ
وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ، أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}.
وهذا يعني أنه لا يحق على الزوج أن يمنع زوجته من زيارة أهلها، لأنه بذلك قاطع للرحم، ويعينها على معصية الله، وقطع الأرحام من الكبائر، فحتى وإن وجد في أهل زوجته مفسدة فعليه أن يعينها على صلة الرحم، استنادًا لقول الله تعالى: “وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ”.
صحة حديث المرأة التي منعها زوجها من الخروج
أما ن حديث منع الزوج لزوجته من الخروج فيقول الشيخ الأللباني أنه حديث ضعيف السند، وعن نص الحديث فنذكره في التالي:
روى ابن بطة في أحكام النساء عن أنس: أن رجلاً سافر ومنع زوجته
من الخروج، فمرض أبوها فاستأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في
عيادة أبيها، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: اتقي الله، ولا تخالفي
زوجك. فمات أبوها فاستأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حضور
جنازته، فقال لها: اتقي الله، ولا تخالفي زوجك، فأوحى الله إلى النبي صلى
الله عليه وسلم إني قد غفرت لها بطاعة زوجها.
نعلم أن طاعة الزوج واجبة، ولكن لا تقام البيوت بالتعنت، والتشبث بالأفكار، فيجب على الزوج والزوجة أن يتناقشا ويتفقا على ما يقربهم إلى الله، وفي صلة الرحم طاعة لله، وفي قطعها إثم كبير.
هل يحق للزوج منع زوجته من زيارة أمها المريضة؟
لا يحق للزوج أن يمنع زوجته من زيارة أمها المريضة، وعلى الزوج الذي يقوم بذلك إثم كبير، وذنب أكبر، فواجب على الزوج أن يقف بجوار زوجته في أمور كذلك، وفي التالي نتعرف إلى رأي الدكتورة نادية عمارة حول منع الزوج زوجته من زيارة أهلها.
-فيديو مناسب للباقة-
ومن هنا نكون قد تعرفنا إلى هل طاعة الزوج مقدمة على صلة الرحم؟ وهل للزوج أن يمنع زوجته من زيارة أهلها لمجرد أن طاعته واجبة؟ وفي ختام هذا المقال نذكركم بقول الله تعالى: “وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ“.