تطرقت صحيفة “معاريف” العبرية، مساء اليوم السبت، إلى أحد المعضلات الرئيسة التي تواجه الاحتلال الإسرائيلي في هذه المرحلة والتي تتمثل بمواصلة حزب الله اللبناني، بناء قدراته وتطوير مشروع الصواريخ الدقيقة وما يترتب عليها من زيادة الخطر على الجبهة الداخلية والمنشآت الاستراتيجية الحساسة في “إسرائيل” عدا عن قدرته إطلاق آلاف الصواريخ يومياً تجاه اسرائيل.
وقال مراسل الصحيفة معاريف تال لف رام، إن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن حزب الله اللبناني بات يمتلك العشرات من تلك الصواريخ واستمراره في تطويرها نوعا وكما.
وأضاف لف رام أن معضلة الصواريخ الدقيقة ستجبر الحكومة الإسرائيلية اتخاذ قرارات هامة وحاسمة في كيفية التعامل معها خلال الأعوام القادمة؛ خصوصاً بعد أن نقل حزب الله مركز ثقل تطويرها من سوريا إلى لبنان بعد الضربات الإسرائيلية التي تعرض لها المشروع في سوريا.
ووصف ما يحدث حالياً بأنه سباق مع الزمن لأن “إسرائيل” تدرك أن التكنولوجيا باتت متوفرة أكثر ما يساعد حزب الله على تطوير إمكانياته الصاروخية.
ونوه إلى أن الصناعات الأمنية في “إسرائيل” لديها قناعة بأنها قادرة على إعاقة المشروع الصاروخي للحزب بالاعتماد على منظومة الدفاع الجوي التي تعتمد على الليزر إلى جانب القدرات الهجومية والإمكانيات الاستخبارية؛ لكن هذه الإمكانيات تتطلب المزيد من الوقت.
واعترف لف رام، أن التطورات التي شهدتها منظومة الدفاع الجوي في “إسرائيل” دفعت الطرف الآخر إلى تكثيف جهوده لتطوير قدراته الصاروخية كما ونوعا والقدرة على إطلاقها دون أن يتمكن الجيش من اكتشاف مرابضها أو إيقافها كما حدث خلال عملية “حارس الأسوار” التي شكلت ناقوس خطر بالنسبة لـ”إسرائيل” وأثبتت فشل الجيش في التعامل مع هذه المعضلة.
وتابع: ما يعني أن هذا السيناريو قد يتكرر في حال اندلاع مواجهة مع حزب الله ولن يكون بإمكان “إسرائيل” التعامل مع عدد كبير من الصواريخ الدقيقة التي يتم إطلاقها من عدة أماكن ومن مرابض تحت الأرض.
وأشار إلى أن رئيس هيئة الأركان أفيف كوخافي قال في مرحلة سابقة إن امتلاك حزب الله كميات كبيرة من الصواريخ التقليدية والمئات من الصواريخ الدقيقة يمثل تجاوز للخطوط الحمراء ومبرر للحرب؛ إلا أن الإقدام على مثل هذه الخطوة لن يكون سهلاً في هذه المرحلة لاسيما لأن العالم سيتهم “إسرائيل” بجر المنطقة إلى الحرب في ظل حالة الانهيار التام الذي تمر بها لبنان وهو ما سيفقدها شرعية للعمل العسكري.
وطرح سؤال حول هذه المعطيات بشأن المرحلة التي يجب على “إسرائيل” العمل فيها ضد المشروع الصاروخي لحزب الله، وبأي طريقة وهل من الضرورة أن يترتب عليها الدخول في حرب مع حزب الله وهل يمكن محاكاة طريقة العمل أمام إيران في التعامل مع حزب الله في الأراضي اللبنانية لاسيما وان الحديث يدور عن دولة حدودية.
وفي المقابل هل يمكن لـ”إسرائيل” أن تسمح لنفسها أن يمتلك الحزب مثل هذه الإمكانيات في ظل تزايد احتمالات المواجهة، لذلك من غير المستبعد أن تكثف الأجهزة الأمنية عملها في القنوات السرية خلال الأشهر القادمة لتعطيل المشروع الصاروخي للحزب كما فعلت قبل عامين حينما تسببت في تعطيل أحد المنظومات التكنولوجية خلال العملية التي نفذتها في الضاحية، بحسب مراسل الصحيفة.
ووفق لف رام، فإنه سيُطلب من الجيش أن يكون على استعداد للقيام بعملية مفاجئة لشل قدرة الحزب على إطلاق هذه الصواريخ قبل أن يتمكن من إطلاقها.
وقال: “على أي حال يبدو بأن إسرائيل تقترب من مفترق طرق حاسم وستضطر لاتخاذ قرار حول كيفية التعامل مع منظومة الصواريخ الدقيقة التي يسعى الحزب إلى تطويرها وزيادة عددها خلال فترة ولاية رئيس هيئة الأركان الحالي أفيف كوخافي ولربما خلال العام القادم”.