اقترب موعد عيد ميلادها وكانت تتمنى أن تسافر فيه إلى مصر، فهي مغربية الجنسية، وأمنيتها التي تريد تحقيقها يومًا ما أن تزور أم الدنيا، لأن قلبها متعلق ببلد الحضارات وبأهراماتها الشاهقة، ولكن اقتراب عيد الميلاد رافقه مرضها، فلم تستطع تحقيق ما تمنته، فقررت شقيقتها، أن تجعل مصر كلها تحتفل معها بعيد ميلادها، ويلتقطون لها صورًا ببطاقات عليها تهنئة لها من أمام الأماكن السياحية والأثرية المختلفة بمصر.
رسالة تلقاها طه عبيد عبر صفحته الشخصية على «فيس بوك»، وهو أحد الأشخاص الذين لديهم عدد كبير من المتابعين، من فتاة مصرية صديقة للأسرة المغربية، تطلب منه أن يكتب منشورًا عبر صفحته يقول فيه: «في بنوتة من المغرب ممنوعة تسافر أو تتحرك من مكانها لأنها مريضة وعيد ميلادها بكرة، أختها كانت بتطلب لو حد يقدر يكتب ليها ورقة ويصورها قصاد الأماكن الأثرية في القاهرة أو أي مكان في مصر عشان تفرح».
كل سنة وإنتي طيبة.. رسالة لـ غالية لشرف
وطلبت الفتاة أن يكتبوا جملة «كل سنة وإنتي طيبة.. غالية لشرف، من مصر أم الدنيا»، واستقبل «طه» الرسالة ونشرها لمتابعيه، وفوجئ بسيل من الصور عبر التعليقات والرسائل الشخصية، من أماكن مختلفة في مصر، ووصل الأمر إلى الاحتفال بها من أحد الأشخاص وهو راكبًا «توك توك»، سواء بالقاهرة أو الأقاليم، وتظهر الصور ببطاقات كتب فيها رسالة التهنئة، يحكي «طه»: «لقيت استجابة كبيرة من المصريين بتهنئة الفتاة المغربية غالية، أنا فخور أوي بينا كمصريين والله».
جدعنة المصريين.. احتفلوا بمغربية لا يعرفونها
بعد ساعات وردت العشرات من بطاقات التهنئة لدى «طه»، وتفاعل المصريون بشكل واسع مع الفكرة، واحتفل العديد بعيد ميلاد المغربية التي لا يعرفون سوى اسمها، وقام بإرسالها جميعها لصاحبة الطلب، وبدورها أرسلتهم إلى صديقتها المغربية «غالية»، التي لم تتمالك نفسها من فرحتها، «غالية فرحت جدًا ونفسيتها اتحسنت»، ويعد هذا الاحتفال هو واحدًا من أفضل أعياد الميلاد التي عاشتها الفتاة المغربية الصغيرة.