عبدالعزيز أيمن.. طالب بالفرقة الأولى بكلية الآداب جامعة بنها
النور مكانه في القلوب، هكذا أكد صناع فيلم «أمير الظلام» للنجم عادل إمام، قبل نحو عشرين عاما بأغنية الفيلم التي غناها المطرب مدحت صالح وكتب كلماتها الشاعر مجدي كامل ولحنها الملحن خالد حماد، وهذا أيضا ما تؤكده حكاية «عبد العزيز أيمن عبد العزيز»، الطالب بالفرقة الأولى كلية الآداب جامعة بنها، والفاقد لنعمة البصر، ورغم ذلك يحلل مباريات كرة القدم عبر قناة خاصة به على منصة يوتيوب، معتمدا في الأساس على وصف المعلقين للمباريات التي يحرص على مشاهدتها، إلى جانب نور بصيرته الذي عوضه به الله سبحانه وتعالى عن حرمانه من نعمة البصر.
يبلغ عبد العزيز أيمن عبد العزيز 20 عاما، ويعيش بقرية ميت العطار التابعة لمركز بنها بمحافظة القليوبية، ونجح مؤخرا في تخطي امتحانات الفصل الدراسي الأول لسنته الأولى بكلية الآداب جامعة بنها وينتظر حاليا نتيجة امتحانات الفصل الدراسي الثاني التي أنهاها قبل أسابيع قليلة، وإلى جانب دراسته أنشأ مؤخرا قناة خاصة به على منصة يوتيوب يقدم من خلالها رؤيته التحليلية لمباريات كرة القدم المختلفة.
يقول «عبد العزيز»، في بداية حديثه مع «»، إنه جاء إلى هذه الحياة فاقدا للبصر بشكل شبه كامل، لكنه في نفس الوقت راضيا بقضاء الله وقدره ويحاول من حينها التعامل مع الأمر بكل رضا ولا يشعر أنه فاقد لأي نعمة، بل على العكس يشعر أن المولى سبحانه وتعالى اختار له هذا القدر ليميزه عن الآخرين.
أهلاوي صميم
ويوضح طالب كلية الآداب، أن علاقته بكرة القدم بدأت منذ الطفولة، حيث كان يحرص جده على جلوسه إلى جواره وهو يشاهد مباريات كرة القدم المختلفة وبالأخص مباريات نادي القرن وزعيم القارة «الأهلي» (حسبما يصف)، مشيرا إلى أن من حينها تعلق قلبه بكرة القدم وأصبح شغوفًا بها بشكل كبير ومشجعا أهلاويا صميما.
ويكشف المشجع الأهلاوي، أنه يعتمد على معلقي المباريات بشكل أساسي ليتعرف على أحداثها وأين المرمى الذي يهاجم عليه كل فريق من طرفي كل مباراة يشاهدها.
ويتابع: «الأول كنت طفل فرحان أني بتفرج على ماتش كورة للأهلي زي أي طفل، بس لما وصلت 15 سنة لقيت نفسي حابب أعرف طرق اللعب وأفهمها».
محلل رياضي
ويشير «عبد العزيز»، إلى أنه حين وصل إلى سن الخامسة عشرة أصبح شغوفا بدرجة كبيرة للاستماع لاستديوهات التحاليل التي تسبق وتتبع مباريات كرة القدم، لافتا إلى أنه حينها وجد نفسه مهتم بدرجة كبيرة بمعرفة كل التفاصيل الخاصة بالمباريات سواء من الناحية الرقمية أو الفنية ليحاول التوصل إلى طريقة لعب كل فريق وما يدور في رأس مديره الفني من خطط وأفكار.
ولم يقتصر الأمر على هذا فقط بل وجد نفسه مهتما بكل إحصائيات المباريات، حين يذهب إلى مدرسته يناقش مع زملاء فصله وأصدقائه بقريته تفاصيل كل مباراة ويحلل لهم ما جاء بها من أحداث ولماذا كان يجب الدفع بلاعبين معيين خلال مباراة ما أو الطريقة الأنسب للعب لكل فريق، (حسبما يحكي طالب كلية الآداب).
قناة يوتيوب
واستكمالا لهذا الشغف حرص «عبد العزيز»، على إنشاء قناة على منصة يوتيوب خاصة به، يطرح عبرها فيديوهات صوتيه بالمقام الأول يشرح من خلالها ما جرى خلال مباريات كرة القدم بشكل دوري ومستمر.
وينبه ابن محافظة القليوبية، في نهاية حديثه مع «» أنه أنشأ هذه القناة بعد تشجيع من أصدقائه ومعارفه، ويعلم جيدا أنها حتى الآن لا تحقق نسب مشاهدات عالية وأرقام مشاهدتها ضعيفة للغاية، لكنه سيكمل في هذا الطريق حتى يصبح في يوما من الأيام أحد محللي برامج تحليل المباريات التي يستمع إليها بالساعات بعد كل مباراة، حتى يصبح في يوما من الأيام محلل رياضي بقناة تليفزيونية مثل المحللين الدكتور طه إسماعيل، والكابتن وليد صلاح الدين، لاعبي النادي الأهلي السابقين، حيث يرى أنهما أفضل محللي كرة القدم.