وقالت في حوار لـ«الوطن» خلال زيارتها لمنطقة حائل إن علاقة المملكة والولايات المتحدة تمتد لثماني عقود جرى العمل خلالها على دعم أسس الشراكة، ودائمًا ما ترحب بلادنا بآلاف السعوديين سواء للدراسة أو الزيارة أو للعمل مشيرة إلى وجود 80 ألف مواطن أمريكي يعيشون ويعملون في المملكة ويعتبرونها بيتا لهم، وكثيرًا ما يعبرون عن حبهم للمملكة ويشيدون بكرم السعوديين وحسن ضيافتهم وبالصداقة القوية التي تربط البلدين.
وفيما يخص برامج 2030 أوضحت سترونج أن بلادها تشجع الشركات الأمريكية لتصبح جزءًا من التحول السعودي، كذلك فإن الرؤية تركز على الشباب من خلال برامج التبادل فضلًا عن البعد البيئي الذي يتيح العمل المشترك.
وعن السياحة، أكدت القائمة بأعمال سفارة الولايات المتحدة الأمريكية لدى المملكة على رغبة السائح الأمريكي لزيارة المملكة خاصة بعد فتح أبوابها للسياح منذ سبتمبر 2019 والسماح بالتأشيرات الإلكترونية بطريقة بسيطة سهلت على الأمريكيين وغيرهم زيارة السعودية وحل الأمريكيين في المرتبة الثانية من حيث عدد السياح.. وفيما يلي نص الحوار:
أولويات مشتركة
كيف ترين مستقبل العلاقات السعودية الأمريكية؟
– لو نظرنا للوراء فيما يخص علاقة المملكة والولايات المتحدة الأمريكية نرى أنها تمد لثماني عقود خلال هذه الفترة قمنا بالعمل سويا على أولويات مشتركة، فالمملكة رحبت بضيوفها وكانت بمثابة بيت لآلاف الأمريكيين، وحاليًا يتواجد في السعودية 80 ألف مواطن أمريكي يعيشون ويعملون في المملكة ويعتبرونها بيتًا لهم وبناء على أحاديثي مع كثير منهم، فهم يحبون السعودية بشكل كبير بسبب كرم الناس وحسن الضيافة والصداقة القوية الموجودة في المملكة، وبالتالي كان دائمًا قلب علاقتنا النابض هو علاقة الناس بعضها ببعض كما أن علاقتنا التجارية قوية بشكل كبير، وقد كنا منذ البدء متواجدين في تطوير قطاع الطاقة وعلاقتنا ستستمر في النمو والازدهار، فهناك شركات أمريكية وهناك اهتمام مشترك لازدهار البلدين، وبالتالي أساس العلاقة هو التعاون والرغبة في الازدهار وأيضًا ستقوم العلاقة بين المواطنين بدفع العلاقة للأمام كما أننا كحكومات نعمل بشكل قوي وحثيث على أولويات بين البلدين.
اكتشاف واطلاع
كيف تنظرين للسياحة السعودية ومستقبلها؟
– في نقطة واحدة «مذهلة» وأنا أحب التاريخ وزيارة الدول والتعرف على التاريخ والثقافات المختلفة وكانت هذه فرصة لنعرف ونتعلم أكثر عن المملكة التي كانت مجهولة لمعظمنا في الخارج حتى فترة قريبة والآن هناك فرص للسفر حول المملكة واكتشافها والاطلاع على تاريخها الغنى، وقد استمتعت كثيرًا بكل المناطق التي زرتها منذ 3 سنوات وكانت أولى زياراتي لجدة والظهران بسبب وجود قنصليات هناك ووجدت كيف كانوا مؤثرين في تطوير العلاقات بين البلدين وأيضًا تعرفت على تاريخهم الغني بشكل خاص، وبعد ذلك سافرت بين أنحاء المملكة وفي كل رحلة وجدت فرصة مذهلة للتعرف على الأماكن والناس وبشكل عام الانطباع إيجابي جدًا.
أهداف طموحة
خطت المملكة خطوات كبيرة بتهيئة وتجديد الأنظمة في العديد من المجالات هل سيزيد هذا من فرص تدفق الاستثمارات الأمريكية للسعودية؟
– من خبرتي هناك اهتمام كبير جدًا في الولايات المتحدة الأمريكية برؤية 2030 وبالعمل في المملكة، وتحدثنا عن تأثير وباء كورونا وإيقاف السفر، ولكن بالرغم من ذلك قمنا بتنظيم العديد من الجلسات عن بعد لشركات أمريكية لتعريفهم بالمشروعات الموجودة في المملكه، ومنها نيوم والبحر الأحمر ومشروعات أخرى، وفي كل جلسة كان يتم ترتيبها هناك 200 شركة حاضرة من الجانب الأمريكي لمعرفة الجديد بالمملكة، وبالطبع هم يسمعون عن رؤية 2030 وعلى معرفة ببعض أهدافها الطموحة ويحبون أن يتعرفون بشكل أكبر كيف يمكن أن يصبحوا جزءًا من هذا التحول الهائل، وبالتالي فالسفارة الأمريكية أولت أهمية كبرى لإيصال وإيضاح المعلومات للشركات أو المستثمرين الأمريكان وهم مهتمون كثيرًا وسنساعدهم ليكونوا جزء من الفترة الديناميكية التي تمر بها المملكة ونحن حاليا نحاول أن نلحق بركب المعلومات لتوصيلها لشركائنا ليتمكن زملاؤنا في القطاع الخاص من الوصول لآخر المعلومات والتحديثات وبالتالي العمل عليها.
تغير المناخ
أعلن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، عن مشروع المملكة الخضراء والشرق الأوسط لحماية الأرض.. فماذا ترين في هذه الخطوة؟
– تحدثنا عن رؤية وطموحاتها المدرجة ومن ضمنها بعد مهم وهو البيئة بما يتعلق بتحول المملكه لقضية البيئة والتغير المناخي أيضًا هي قضية تركز عليها، وبالتالي العمل سويا لتجنب بعض الآثار المضرة لتحول المناخ وهو نقطة اهتمام مشتركة فيما بيننا، ومؤخرًا كان في زيارة للملكة المبعوث الخاص للبيئة جون كيري وزير الخارجية الأسبق، والتقى مسؤولين سعوديين كبار أبرزهم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وكان التساؤل كيف يمكننا العمل فيما يتعلق بقضية تغير المناخ؟ وبالتالي هناك فرص واعدة للعمل في هذا المجال بين البلدين من خلال زيارة المبعوث الخاص وأنشطة أخرى ووجدنا أن هناك اهتمامًا بنقاط التعاون المثمر في المستقبل، ونرى أن مبادرة السعودية الخضراء فرصة هائلة للتعاون مع المملكة.
وكما سمعت من وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبدالرحمن الفضلي ان التصحر مشكله كبيرة تواجهها المملكه وكل الدول وأهمية هذه المبادرة تكمن في إيقاف التصحر وبالتالي نحن مهتمين جدا بهذه المبادرة، وأيضًا كسفارة قمنا بمجهود وزراعة بعض الأشجار والمشاركة في الجهد، كما لمسنا أيضًا زيادة ملحوظة وأعمال مستمرة لزراعة الأشجار في منطقة الرياض، وفي حديثنا أيضًا مع الطلاب الخريجين من برامج وزارة الخارجية الأمريكية كان مستهل حديثنا أيضًا عن البيئة ولمسنا اهتمامًا بقضايا وشؤون البيئة، وفيما يخص حائل نرى أن هناك مجالًا هائلًا للتعاون والتطوير.
مجالات مشتركة
* العلاقات السعودية الأمريكية متجذرة فهل هناك برامج ورؤى مشتركة لتعزيز هذه العلاقة مستقبلا؟
– مما لاشك فيه أن المملكه العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية يعملون سويًّا بشكل دائم فمثلًا هناك 37 ألف طالب سعودي يدرسون في الولايات المتحدة الأمريكية، ويوميا يتعرفون على أمريكا ويقومون بدراسة معلومات ومواد مهمة سيعودون بها إلى المملكة للمساهمة في التنمية والتغير كما أن شركاتنا تعمل مع نظرائها في المملكة بشتى المجلات بالطاقة والتكنولوجيا وقطاع الصيدلة هذا التعاون مستمر وسيستمر وأيضًا هناك أوجه جديدة لتعاون في المجالات الثقافية والفنون والرياضة، وتعاوننا بدأ منذ عام 1930 مع قدوم أول شركة أمريكية وهي شركة استاندرد أوف أويل كالفورنيا للتنقيب عن البترول، وعلاقتنا ناجحة ومستمرة حتى اليوم فهي علاقات غنية وزاخرة بالتعاون وعلاقة الشعبين أيضًا علاقة قوية وغنية وذلك سيستمر في المستقبل.
كرم وضيافة
ما انطباعاتك في نهاية زيارتك لمنطقة حائل؟
– علينا العودة مرة أخرى لأنني لم أملك الوقت الكافي لرؤية كل ما أود رؤيته وأيضًا وعدت أمير منطقة حائل الأمير عبدالعزيز بن سعد بالعودة مرة أخرى وحضور رالي دكار وكانت زيارة رائعة وأنا أبحث عن فرصة لاكتشاف أجزاء أخرى من المملكة.
وشكرًا على مشاركتنا مشاعرنا وانطباعنا عن زيارة منطقة حائل والتي استمرت لمدة يومين بمساعدة من أمير المنطقة الذي قابلناه، كما زرنا الأمانة والغرفة التجارية وجامعة حائل وجمعية بسمة لمرضى السرطان، وأيضًا كانت لنا الفرصة لقضاء بعض الوقت في مشاهدة الفن الصخري واستمتعنا بالرحلة وبالكرم وحسن الضيافة البالغ الذي كان في كل خطوة من خطوات الزيارة والترحيب بأذرع مفتوحة مما جعلنا نشعر أننا في بيتنا.
التأشيرات الإلكترونية
هل هناك رغبة من السائح الأمريكي في استكشاف المواقع الأثرية والسياحية بالمملكة؟ وما رسالتك لهم؟
– بالطبع الرغبة موجودة، وكما رأينا في سبتمر 2019 عندما قامت المملكة بفتح أبوابها للسياحة وسمحت بالتأشيرات الإلكترونية بطريقة بسيطة سهلت وصول المسافرين، وبالتالي هناك اهتمام ولكن للأسف حال وباء كورونا استمرار الوضع، فجميعا تأثرنا بهذا الوضع والسفر توقف حول العالم وهو شيء لم أرَ له مثيلًا من قبل ونأمل أن ينتهي الوباء لنرى عودة بشكل أكبر للسياح إلى المملكة.