| 40 عاما من التشرد.. «عم سعيد» تخلى عنه الأشقاء واحتضنه الشارع

حالة يرثى لها، جعلت جميع المارين من أمامه يتحدثون مع سكان المنطقة التي يتواجد بها، كي يستطيعون إيجاد حل له، لإنقاذه من قسوة الشوارع والأرصفة والطرقات، كان «عم سعيد» يجلس على رصيف إحدى الشوارع بالقاهرة، بملابس ممزقة كادت أن تنشق ليظهر جسده من أسفلها، تظهر منها قدماه، وإحداها كأنها متآكلة من عوامل الزمن بعد 40 عاما من التشرد، تكاد تجعله غير قادر على المشي أو الحركة، ليتم توجيه استغاثة لإنقاذه، لتتحرك على الفور مؤسسة «معا لإنقاذ إنسان» للتكفل بحالته.

لم يكن «عم سعيد» يرغب في أن يعيش حياة التشرد تلك، ولكن الظروف التي تعرض لها جعلته مشردا بالشوارع لمدة 40 عاما، فبعد وفاة والديه ثم هدم المنزل الذي كان يعيش فيه برفقة إخوته، ليتخلى عنه الجميع، دون أن يحرص إخوته الذين استطاعوا توفير مأوى لهم على مساعدة شقيقهم باصطحابه معهم أو توفير وحدة سكنية له، ليصبح الشارع هو مأواه الوحيد، كما أنه لم يصبح لديه القدرة على الزواج، فكيف له أن يتزوج بعد أن أصبحت أرصفة الشوارع هي منزله ومأواه، وفق ما نشرته مؤسسة «معا لإنقاذ إنسان» عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك».

 

تعرض «عم سعيد» لحادث سير أثناء تجوله في الشوارع بحثا عن مأوى أو مسكن له، أدى ذلك الحادث إلى تعرضه لإصابة شديدة في قدمه، جعلته غير قادر على الحركة، دون أن يعالج تلك الإصابة، لتتعرض قدمه للتهتك حتى أصبحت متآكله، وبعد تعرضه لذلك الحادث أصبح غير قادر على الحديث بشكل صحيح.

بعد 40 عاما من التشرد، وجه أهالي المنطقة التي كان يتواجد عم سعيد على أحد أرصفتها عدد من الاستغاثات لعدد من دور الرعاية المختلفة، حتى يتم استضافته بها، لإنقاذه من التشرد والضياع الذي لازمه، وعلى الفور وعقب تلقي مؤسسة «معا لإنقاذ إنسان» تلك الاستغاثة، توجه فريق الإنقاذ لمكان تواجده ليتم استضافته بدار الرعاية، ومحاولة علاجه بعد تعرضه لذلك الحادث الذي أدى إلى تدهور حالته الصحية.

وبعد العثور على عم سعيد في نفس المكان الذي تم ذكره في الاستغاثة التي تم توجيهها لمؤسسة «معا لإنقاذ إنسان»، قامت إدارة المؤسسة بتوفير مكان له داخل المؤسسة حتى يستطيع أن يعيش حياة كريمة، بعد أن تم إجراء اللازم له حتى تنحسن حالته الصحية السيئة، فضلا عن محاولة إعادة دمجه في المجتمع مرة أخرى.