أكّد المُستشرِق والمحلل السياسي في صحيفة هارتس العبرية تسفي بارئيل، نّ انتقال إيران إلى الهجوم المُباشِر ضدّ إسرائيل عبر مهاجمتها السفينة المملوكة لاسرائيلي في بحر العرب لا يُمكِن اعتباره ضمن “المعركة بين الحروب”، إنمّا يدور الحديث عن بداية حربٍ بين الدولتيْن، على حدّ تعبيره.
وقال إنّ التصرّفات الإسرائيليّة ضدّ إيران في معركتها للحدّ من تطورّها النوويّ من ناحية، والحدّ من انتشارها في كلٍّ من سوريّة ولبنان والعراق، هي تصرفات استفزازيّة وتدفع الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة إلى الردّ، الأمر الذي يُشكِّل تهديدًا إستراتيجيًا ووجوديًا على إسرائيل، كما قال.
المُستشرِق الإسرائيليّ شدّدّ في سياق تحليله على أنّ ارتفاع حدّة التوتّر بين إيران وكيان الاحتلال يحدث في الوقت الذي يؤكِّد فيه جيش الاحتلال الإسرائيليّ وسُكّان كيان الاحتلال على أنّهم ليسوا على استعدادٍ وجاهزيّةٍ وقُدرةٍ لخوض الحرب ضدّ إيران، الأمر الذي يُشكّل، بحسب رأيه، فشلاً مُدويًّا للسياسة الإسرائيليّة التي باشر بها رئيس الوزراء السابِق، بنيامين نتنياهو، والتي تبنّتها الحكومة الجديدة بقيادة الثنائيّ بينيت ولابيد، كما قال.
المُستشرِق د. بارئيل، المُرتبِط بطبيعة الحال مع دوائر صنع القرار في تل أبيب، حذّر من أنّ إسرائيل قد تجِد نفسها وحيدةً في المعركة ضدّ إيران، مُشيرًا إلى أنّ الدعم الذي تلقته إسرائيل من الولايات المُتحدّة الأمريكيّة ومن بريطانيا بعد تعرّض السفينة الإسرائيليّة للهجوم في الخليج العربيّ هو أمرٌ هامٌّ، ولكنّ يجِب ألّا يقود هذا الدعم إلى رؤية الأمور صورةٍ خاطئةٍ، مُضيفًا أنّ إسرائيل لم تحصل من واشنطن ولندن على تصريحٍ لمُواصلة الحرب ضدّ إيران، على حدّ قوله.
عُلاوةً على ذلك، أكّد أنّ الزعماء الذين يقومون اليوم بالتنديد بإيران وبعدوانها على السفينة الإسرائيليّة سيتخّذون موقِفًا مُغايِرًا في حال تبينّ لهم أنّ الردّ الإسرائيليّ على الهجمات الإيرانيّة سيقود إلى التخريب على الاتفاق النوويّ، الذي تعتزِم الولايات المُتحدّة الأمريكيّة التوقيع عليه مع إيران، كما قال المُستشرِق الإسرائيليّ في تحليله اليوم في صحيفة (هآرتس).
وخلُص المُستشرِق الإسرائيليّ إلى القول إنّ التهديد الذي أطلقه وزير الأمن، الجنرال في الاحتياط بيني غانتس، بأنّ إسرائيل ستُعاقِب كلّ مَنْ يمسّ بها، هو أمر مضحِك للغاية، ذلك أنّ الردّ الإيرانيّ الأخير على سلسلة الهجمات الإسرائيليّة داخل الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران هو ليس بالأمر الجديد، ويأتي كغيره ردًّا على قيام إسرائيل بمهاجمة أهدافٍ إيرانيّةٍ في الداخِل أوْ في الدول المُرتبِطة بطهران، منها على سبيل الذكر لا الحصر، سوريّة، على حدّ قوله.