لا شك أن واجهة الدماغ والحاسوب تعد من أبرز الاختراعات التي عرفها البشر. هذا بالرغم من أنها لازالت في مهدها. تعرف واجهة الدماغ والحاسوب أيضًا باسم الدماغ الحاسوبي، والمصطلح يعبر عن ارتباط دماغ البشر بالحاسوب، وبالإنجليزية Brain-Computer Interfaces (BCI).
ويمكنك أن تطلق العنان لخيالك في تصور ما يمكن أن يحدث عند ربط الحاسب بالعقل البشري. هذا سيسمح بأمور مثل إضافة ذكريات لم تمر بها من قبل، تعلم مهارة دون أن تمارسها أبدًا، إلا أن هذا لازال تصورًا مستقبليًا إلى حد كبير.
ويمكن تعريف واجهة الدماغ والحاسوب بأنها جهاز قادر على قراءة الموجات الكهرو كيميائية المتدفقة من نقاط التشابك العصبي. ويقوم الـBCI بترجمة هذه التدفقات الكهرو كيميائيةإلى إشارات يستطيع الحاسب فهمها.
اقرأ أيضًا: جوجل تدعم ماسك في مجال الدماغ الحاسوبي
واجهة الدماغ والحاسوب بين الماضي والحاضر
بدأت الأبحاث العلمية في الظهور حول هذه التقنية في عام 1970. وهو ما تم على يد معهد بحوث المخ في جامعة كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية. وقد تمت هذه الأبحاث تحت اشراف Dr. Jacques J. Vidal وهو من رواد هذا المجال.
واحتاجت العملية من العلماء عقدين كاملين حتى يضعوا الأساس التقني والطبي لها. إلى جانب عشرات الاختبارات التي تمت على الحيوانات، وفي منتصف التسعينيات تم لأول مرة تنصيب نموذج من واجهات الدماغ والحاسوب في جمجمة إنسان.
ويتم تصنيف واجهات الدماغ والحاسوب بناءًا على المعلومات التي تعمل على جمعها. ولكل طريقة من طرق عمل هذه التقنية خصائص مميزة.
اقرأ أيضًا: Neuralink حفزت دماغ قرد للعب ألعاب الفيديو بعقله
ومثال على تطبيقات هذه التقنية كان في محاولة إعادة القدرة على المشي لرجل مشلول. وذلك بالاعتماد على نموذج من BCI يعمل على التعديل على كهربية الدماغ. وحينها تمكن الأمريكي صاحب الـ27 عامًا Adam Fritz من العودة للمشي مرة أخرى، لكن فقط داخل عقله.
واستمر Fritz على التدرب على استخدام الكمبيوتر الموصول بجسده إلى أن استطاع في النهاية أن يمشي لمسافة ثلاثة أمتار ونصف، وهو حدث جلل بالنسبة لمريض شلل.
ومع مرور الوقت تم تطوير طرق تركيب وتوصيل واجهات الدماغ والحاسوب بجسم الإنسان. لكن استمرت هذه التقنية في مواجهة الصعوبات والمعاناة من النمو البطيء والضعيف.
وهذا التطور البطيء وهذه الصعوبات لم توقف إيلون ماسك من دخول هذا المجال. لكن إيلون ماسك يختلف عن العلماء والأطباء، حيث أنه فعلًا بارع في البيع والتسويق لمنتجاته. ولعل هذا ما دفعه للتصريح بادعاءات عديدة لشركته الناشئة.
وادعى إيلون ماسك عند الترويج لشركة Neuralink بأن الإنسان سيكون قادر على جعل القرود يلعبون التنس. أو سيكون قادر على استئصال ذكريات من دماغة وتحميلها داخل دماغ روبوت!
وبطبيعة الحال، إدعاءات ماسك قد قوبلت بكم كبير من الانتقادات خصوصًا من المتخصصين في بحوث الأعصاب.