«عليكم بحسن الخط فإنه من مفاتيح الرزق»، كلمات أوصى بها الإمام علي كرم الله وجهه، ليحسن الناس من خطهم وطريقة كتابتهم، تلك النصيحة التي أثرت في فتاة لم يتعد عمرها 17 عاما، رأت أن لديها خط ضعيف، فعكفت على تحسينه، ولكنها لم تجود من خطها في كتابة اللغة العربية، بل اتجهت إلى ما هو أبعد من ذلك، وحاولت تحسين خطها في اللغة الإنجليزية، وفي ذهنها يجول حلم بعيد، أن تكون «خطاطة بالإنجلش».
هاجر عزت عبدالعزيز أبو زيد، فتاة في الصف الثالث من المرحلة الثانوية، ساعدها تأجيل امتحانات نصف العام الماضية لمدة شهر كامل بسبب انتشار فيروس كورونا، على تحسين خطها في اللغة الإنجليزية، حتى أصبحت «خطاطة» في مدة زمنية قصيرة.
بداية تحسين خط ابنة القاهرة في اللغة الأجنبية، جاءت حينما كانت تتصفح حسابها على «فيس بوك» بالصدفة، ورأت أحد أشكال حروف اللغة الإنجليزية بالطريقة المتصلة، «قولت لنفسي ليه ماستغلش الأجازة وأبدأ في تحسين خطي لأنه كان مش حلو خالص».
على الفور أحضرت «هاجر» ورقة وقلما، وبدأت تقلد طريقة كتابة الحروفن وتتدرب ساعات طويلة على الخطوط الإنجليزية المختلفة، «اتدربت من وقتها لمدة تقريبًا 15 يوم، ووصل خطي لمرحلة حلوة جدا، واستمريت في الكتابة والتدريب كل يوم لمدة شهرين تقريبًا لحد ما وصل خطي للمرحلة اللي بكتب بيها دلوقتي».
هاجر طالبة ثانوية عامة.. حسنت خطها في الإنجليزي وعملت قناة يوتيوب لتعليمه
في منتصف شهر رمضان الماضي، فكرت الصغيرة أن تفيد غيرها وتساهم بما تعلمته وتكسب ثوابا في الشهر الكريم، فأنشأت قناة يوتيوب في يوم 20 رمضان الماضي، ونشرت عليها مقاطع فيديو مصورة لتعليم الخط الإنجليزي المتصل، من الصفر للمبتدئين، «بنزل كل حرف في فيديو منفرد، والحمدلله فيه إقبال كبير جدا عليها».
لم تكتف صاحبة الـ17 عاما بكتابة اللغة الإنجليزية فقط، بل حسنت خطها في اللغة العربية أيضًا وكتبت مقولات باللغة العربية، لا يستطيع الشخص تمييزها عن ما يكتبه الكمبيوتر من شدة دقتها، وتذيل كتاباتها بإمضاء بسيط باسمها أسفل الورقة.
القرآن الكريم كان له نصيبًا في كتابات طالبة علمي علوم، حيث كتبت بخطها سورة الفاتحة باللغة الإنجليزية، وهو ما لاقى انتشارا واسعا على موقع التواصل الاجتماعي، «ترجمت سورة الفاتحة باللغة الإنجليزية وكتبتها بخطي، وبسعى إني أعلم الناس الخط مجانا على سبيل تبادل المعرفة».