أحاديث عن الخصام في رمضان هي أحاديثٌ نبوية شريفة سنقوم بذكرها من خلال سطور هذا المقال، فقد بيَّن الإسلام أُسس العلاقة بين المُسلمين، وجعل الألفة والمحبة والتسامح هي أساس هذه العلاقات، كما حرّضم الخصام والعداوة والبغضاء بينهم، ووضَّحت لنا الأحاديث النبوية الشريفة ذلك بشكل واضح، ومن خلال هذا المقال سنقوم بذكر بعص الأحاديث عن الخصام، والخصام في رمضان.
الخصام في الإسلام
الخصام في الإسلام هو مُقاطعة المُسلم لأخيه المُسلم ومُعاداته وهجرانه بدون أي عذر أو مسوغ شرعي، وقد نهت الشريعة الإسلامية عن الخصام لغير عذر شرعي، وأكَّدت على أنَّ الخصام يحول بين العبد والمغفرة، وقد بيّنت الشريعة حقوق المُسلم على أخيه المُسلم وتفاوت ذلك من شخص لآخر باختلاف صلّة القرابة العلاقة، وبكل الأحوال فإنّ الخصام وعدم السلام والمقاطعة هو أمر غير جائز، وإنَّ خير المتخاصمين هو من يبدأ بالسلام والعفو والمسامحة، والله أعلم.[1]
أحاديث عن الخصام في رمضان
حذَّر رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم من الخصام في شهر رمضان الكريم وفي غيره، وقد بيَّن أثر ذلك على العبد، وأنَّه أحد الأمور التي تمنع مغفرة الله تعالى عنه، ومن الأحاديث النبوية التي ذكرت الخصام نذكر:
- قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: “تُفْتَحُ أبْوابُ الجَنَّةِ يَومَ الإثْنَيْنِ، ويَومَ الخَمِيسِ، فيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لا يُشْرِكُ باللَّهِ شيئًا، إلَّا رَجُلًا كانَتْ بيْنَهُ وبيْنَ أخِيهِ شَحْناءُ، فيُقالُ: أنْظِرُوا هَذَيْنِ حتَّى يَصْطَلِحا، أنْظِرُوا هَذَيْنِ حتَّى يَصْطَلِحا، أنْظِرُوا هَذَيْنِ حتَّى يَصْطَلِحا. وقالَ قُتَيْبَةُ: إلَّا المُهْتَجِرَيْنِ”.[2]
- قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: “لا تَحاسَدُوا، ولا تَناجَشُوا، ولا تَباغَضُوا، ولا تَدابَرُوا، ولا يَبِعْ بَعْضُكُمْ علَى بَيْعِ بَعْضٍ، وكُونُوا عِبادَ اللهِ إخْوانًا المُسْلِمُ أخُو المُسْلِمِ، لا يَظْلِمُهُ ولا يَخْذُلُهُ، ولا يَحْقِرُهُ التَّقْوَى هاهُنا ويُشِيرُ إلى صَدْرِهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ بحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أنْ يَحْقِرَ أخاهُ المُسْلِمَ، كُلُّ المُسْلِمِ علَى المُسْلِمِ حَرامٌ، دَمُهُ، ومالُهُ، وعِرْضُهُ”.[3]
أحاديث عن الخصام
حرَّم الإسلام الخصام بين المُسلمين، ووضَّح ذلك رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم من خلال أحاديثه الشريفة، ومنها نذكر:
- قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: “إنَّ اللهَ تعالى لَيطَّلِعُ في ليلةِ النصفِ من شعبانَ فيغفرُ لجميعِ خلْقِه ، إلا لمشركٍ أو مشاحنٍ“.[4]
- قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: “لا تَباغَضُوا، ولا تَحاسَدُوا، ولا تَدابَرُوا، وكُونُوا عِبادَ اللهِ إخْوانًا، ولا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أنْ يَهْجُرَ أخاهُ فَوْقَ ثَلاثٍ”.[5]
شاهد أيضًا: حكم المحبة والتعاون بين المسلمين
أحاديث عن العفو والتسامح
إنّ العفو والتسامح هي أخلاق حميدة حثّ عليها الإسلام، وبيّن فضلها، وفضل المبادرة إليها بين المُسلمين، وقد ورد ذلك في عدد من الأحاديث النبوية ومنها نذكر:
- قوله صلّى الله عليه وسلَّم: “لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أنْ يَهْجُرَ أخاهُ فَوْقَ ثَلاثٍ، يَلْتَقِيانِ؛ فَيَصُدُّ هذا، ويَصُدُّ هذا، وخَيْرُهُما الذي يَبْدَأُ بالسَّلامِ”.[6]
- قوله صلّى الله عليه وسلَّم: “ما نَقَصَتْ صَدَقةٌ مِن مالٍ، وما زادَ اللَّهُ عَبْدًا بعَفْوٍ إلَّا عِزًّا، وما تَواضَعَ أحَدٌ للَّهِ إلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ“.[7]
- قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: “رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا سَمْحًا إذا باعَ، وإذا اشْتَرَى، وإذا اقْتَضَى”.[8]
أحاديث عن الإصلاح بين الناس
إنّ الإصلاح بين المُسلمين والمتخاصمين هو عمل صالح له أجرٌ عظيم بيّنه رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في أحاديثه الشريفة، ومنها نذكر:
- قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: “لا تَدْخُلُونَ الجَنَّةَ حتَّى تُؤْمِنُوا، ولا تُؤْمِنُوا حتَّى تَحابُّوا، أوَلا أدُلُّكُمْ علَى شيءٍ إذا فَعَلْتُمُوهُ تَحابَبْتُمْ؟ أفْشُوا السَّلامَ بيْنَكُمْ”.[9]
- قوله صلَّى الله عليه وسلَّم:”ألا أُخبِرُكم بأفضلَ من درجةِ الصيامِ والصلاةِ والصدقةِ ؟ قالوا: بلى، قال: صلاحُ ذاتِ البَيْنِ، فإنَّ فسادَ ذاتِ البَيْنِ هي الحالقةُ”.[10]
شاهد أيضًا: صحة حديث فأروا الله من أنفسكم خيرا
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي ذكر أحاديث عن الخصام في رمضان، كما ذكر عدد من الأحاديث النبوية الشريفة عن الخصام بشكل عام، وعدد من الأحاديث الشريفة عن العفو والتسامح والإصلاح بين الناس.
المراجع
- ^
islamweb.net , درجات الهجر والخصام , 28/03/2022 - ^
صحيح مسلم , أبو هريرة، مسلم، 2565، صحيح. - ^
صحيح مسلم , أبو هريرة، مسلم، 2564، صحيح. - ^
صحيح الجامع , أبو موسى الأشعري، الألباني، 1819، حسن. - ^
صحيح مسلم , أنس بن مالك، مسلم، 2559، صحيح. - ^
صحيح البخاري , أبو أيوب الأنصاري، البخاري، 6237، صحيح. - ^
صحيح مسلم , أبو هريرة، مسلم، 2588 ، صحيح. - ^
صحيح البخاري , جابر بن عبد الله، البخاري، 2076، صحيح. - ^
صحيح مسلم , أبو هريرة، مسلم، 54، صحيح. - ^
سنن الترمذي , أبو الدرداء، الترمذي، 2509، صحيح.