جدول المحتويات
أضخم توسعة شهدها المسجد النبوي في عهد الملك من ؟ قام النبي صلى الله عليه وسلم ببناء المسجد النبوي بعد هجرته إلى المدينة المنورة وإقامة الدولة الاسلامية فيها، فقد كانبناء المسجد أول أعماله فيها صلى الله عليه وسلم، وعبر العصور الاسلامية ومع اتساع رقعة الدولة الاسلامية اهتم المسلمون بتوسعة المسجد النبوي الشريف؛ حتى يتسع للزوّار القادمين من شتى بقاع الأرض.
تاريخ بناء المسجد النبوي
بعد أن هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة، نزل في قباء بضعة أيام وبنى أول مسجد في الإسلام وسمي مسجد قباء، ثم تابع طريقه إلى المدينة المنورة، ولمّا دخل المدينة رغب كل سكانها من الأنصار في كسب شرف استضافة النبي باعتراض ناقته صلى الله عليه وسلم “القصواء”، حتى بركت في مربد لغلامين يتيمين من الأنصار هما سهل وسهيل، فاشترى منهما الرسول المربد ليبني مسجده.[1]
وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بإصلاح المكان، وبدأ صلى الله عليه وسلم بيده الشريفة يساهم في بناء المسجد النبوي، من خلال نقل الحجارة وحمل اللبـِـن بنفسه، وكانوا يرتجزون فيرتجز معهم: “اللهم إن العيش عيش الآخرة فارحم الأنصار والمهاجرة”. فقد تم جعل أساس المسجد من الحجارة، وحيطانه من اللبن، وأعمدته كانت من جذوع النخل، وسقفه من الجريد، وفي وسطه رحبة، وجعلوا له محرابًا. وكان طول المسجد 35 مترًا، وعرضه 30 مترًا، وارتفاع جدرانه متران ومساحته ما يقارب 1060 مترا مربعا.[1]
أضخم توسعة شهدها المسجد النبوي في عهد الملك
كان للمملكة العربية السعودية دور كبير في تحديث المسجد النبوي الشريف وتوسعته ليصبح على الصورة التي نراها في وقتنا الحاضر، وقد شهد المسجد النبوي أضخم توسعة في عهد الملك عبد الله عام 1433ه، وقد كانت هذه التوسعة على ثلاث مراحل.[1]
تاريخ توسعة المسجد النبوي
بدأت توسعة المسجد النبوي من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، فعند عودته من غزوة خيبر، أصبح المسجد يضيق بالمصلين، فعمل الميسلمون على توسعته حيث بلغ كل من طوله وعرضه 100 ذراع، واستمرت التوسعة عبر تاريخ المسلمين كما يأتي:[1]
- وسعه الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه عام 17 هـ، وأضاف ثلاثة أبواب أخرى: باب النساء، وباب الرحمة، وباب السلام، وصارت مساحة المسجد 3575 مترا مربعا.
- وسعه الخليفة الثالث عثمان بن عفان عام 29 للهجرة بزيادة قدرها 496 مترا مربعا، وقد تم بناء أعمدة من الحجارة، ووضع بداخلها الحديد والرصاص لتقويتها، وبني السقف من خشب الساج القوي، وتمت إنارة للمسجد بقناديل الزيت.
- أمر الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك واليه على المدينة عمر بن عبد العزيز عام 88 هـ بزيادة مساحة المسجد، فبلغت مساحته 6440 مترًا مربعًا، وبنيت مآذن أربع في أنحاء المسجد، وبني المحراب المجوف، وزخرفت حيطان المسجد، وبلغ عدد أعمدة المسجد 232 عمودا.
- زاد عدد أبواب المسجد النبوي في عهد الخليفة العباسي المهدي، فصارت 24 بابًا، وتوسّعت مساحة المسجد إلى 8890 مترًا مربعًا، وعدد نوافذه 60 نافذة.
- سعى الخليفة العباسي المستعصم بالله لإعادة إعمار المسجد النبوي عندما تعرض المسجد النبوي لحريق عام 654 هـ، إلا أن غزو التتار وسقوط بغداد سنة 656 هـ حال دون ذلك، لم تتم عمليه الترميم إلا في عصر اللماليك.
- ساهم العثمانيون في إصلاح المسجد وترميمه، ففي عهد السلطان سليمان القانوني أصلحت القبة الشريفة ووضع عليها هلالًا جديدا عام 974 هـ، وفي عام 1228 هـ جدد السلطان محمود الثاني القبة الشريفة، ودهنها باللون الأخضر، فأصبحت تعرف بالقبة الخضراء، بعد أن كانت بيضاء أو فيحاء.
- أمر السلطان عبد المجيد خان عام 1277 هـ، بإصلاح المسجد بعد أن ظهرت عليه شقوق، فأصبحت مساحته 10303 مترًا مربعًا.
توسعة المسجد النبوي في عهد دولة السعودية
حافظت دولة السعودية على أعمال التوسعة، وأضافت إلى المسجد باب الملك عبد العزيز، وباب الملك سعود، وباب عثمان وباب عمر، وباب الصديق. واستمرت التوسعة كما يأتي:[1]
- في عهد الملك عبد العزيز آل سعود أمر بتوسعة المسجد النبوي، فصارت مساحته 16327 مترًا مربعًا، وعدد الأعمدة 706، و170 قبة. وصارت الإنارة بالكهرباء من خلال محطة خاصة.
- في عهد الملك فيصل بن عبد العزيز تمت توسعة عام 1393ه؛ نتيجة لتزايد أعداد الزائرين، فخصصت الأرض الواقعة غرب المسجد للصلاة، ونصبت فوقها مظلات منارة بالكهرباء، ومكبرات للصوت، ومراوح.
- في عهد الملك خالد بن عبد العزيز تمت توسعة عام 1398هـ، وواحدة أخرى كبرى (سنة 14051414 هـ) في عهد الملك فهد بن عبد العزيز، فقد أضيف الباب المجيدي وباب البقيع، وبلغ مجموع أبواب الحرم 85 بابًا، وفيما يتعلق بساحة الحرم فقد زينت بقباب، وصارت المساحة الكلية للمسجد 400327 مترًا مربعًا.
- في عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود أمر بتصنيع 182 مظلة توضع على أعمدة ساحات المسجد، وصار مجموع المظلات 250، وقد أطلق في عهده أكبر مشروع لتوسعة للمسجد النبوي الشريف في ثلاث مراحل.
فضل المسجد النبوي الشريف
المسجد النبوي له مكانة خاصة وزيارة المسجد النبوي مستحبة فيجميع الأوقات، وهي مشروعة قبل الحج وبعده ، كما أنه لا تعلق لزيارة المسجد النبوي بأداء مناسك الحج والعمرة ، فهي تعد عبادة مستقلة، وذلك خلاف ما يعتقده البعض من أنه لابد من زيارة المسجد النبوي في الحج أو العمرة، لكنها ليست ركنا ولا شرطا فيهما، فإذا وصل الحاج أو المعتمر إلى تلك البقاع الطاهرة فمن المستحب أن يحرص على زيارة مسجد المصطفى الحبيب محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ والصلاة والإكثار من العبادة والدعاء، لما فيه من فضل وشرف وثواب كبير. [2]
تطرقنا فيما سبق لذكر تاريخ بناء المسجد النبوي الشريف، وأهم التوسعات التي حصلت فيه عبر العصور، وأن أضخم توسعة شهدها المسجد النبوي في عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود.