جدول المحتويات
أين ومتى ولد الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ هو أحد الأسئلة المهمّة جدًا والتي لا بدّ أن يعرف المسلمون إجابتها، فهل هناك أغلى على المسلم من نبيه محمّد صلّى الله عليه وسلم، لذلك لا بدّ من معرفة المعلومات الكاملة عن النبيّ الكريم عليه الصلاة والسّلام وعن سيرته وعن أخلاقه وعن صفاته، وذلك للاقتداء به والسير على نهجه وسنته صلّى الله عليه وسلّم.
الرسول صلّى الله عليه وسلم
هو رسول الله محمّد بن عبدالله بن عبد المطّلب بن هاشم بن مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن هر بن مالك بن النّضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان، وينتهي نسب النبيّ الكريم إلى إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهما السلام، وهو خاتم الأنبياء والمرسلين، اصطفاه الله تعالى من بين عباده ليحمل رسالة الإسلام، فمحمّد عليه الصلاة والسلام هو خير البشر خلقًا وخُلقًا، وهو قائد أمّة الإسلام ورسولها ونبيها، ولرسول الله عليه الصلاة والسلام أسماء عدّة فهو محمّد وأحمد وهو الماحي والحاشر والعاقب، ولنبي الله فضائل عظيمة لم تكن لأحد من قبله ولن تكون لأحد من بعده، وهو شفيع الأمّة، وأول من يقرع للناس باب الجنّة يوم القيامة.[1]
شاهد أيضًا: متى توفيت ام الرسول وكم كان عمره
أين ومتى ولد الرسول صلى الله عليه وسلم
كان مولد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلّم نورًا أضاء الدنيا بضيائه، وسنعرف فيما ياتي أين ومتى ولد الرسول عليه الصلاة والسلام:
تاريخ مولد الرسول
ولد النبيّ المصطفى صلّى الله عليه وسلّم في يوم الأثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول في عام الفيل وذلك بحسب أغلب الروايات وأكثرها صحّة، وقد ورد في قول قيس بن مخرمة رضي الله عنه: “وُلِدْتُ أنا والنَّبيُّ عامَ الفيلِ”[2]، وقد مان مولد النبيّ الكريم عند طلوع الفجر في بداية النهار، وفي الحديث عن تاريخ مولد الرسول الميلادي فهو في الثاني والعشرين من شهر إبريل من عام 571م، والله تعالى أعلم.[1]
مكان مولد الرسول
ولد الرسول الكريم في واحدٍ من شعاب مكّة المكّرمة، وهو شعب بني هاشم، كما يُسمّى شعب أبي طالب، وهو الشعب الذي حاصرت فيه قريش بني هاشم بعد البعثة النبوية، ويقع الشعب في منطقة أبي قُبيس في جهة اليسار منه، ومن جهة اليمين من جبال الخنادم، وفي الوقت الحالي يقع في مكّة المكرّمة بحيث يبعد ثلاثمئة متر عن المسجد الحرام.[1]
أحداث وإرهاصات سبقت مولد الرسول
سبق مولد النبيّ الكريم عليه الصلاة والسلام بالعديد من الأحداث والإرهاصات، ومن الأمور العظيمة التي سبقت المولد النبويّ ما يأتي:[3]
- حادثة الفيل كانت من الأحداث التي كانت قبل ولادة رسول الله عليه الصلاة والسلام، وقد حمى الله تعالى بيته الحرام من وصول الفيل إليه.
- دعوة إبراهيم الخليل عليه السلام أن يكون خاتم الأنبياء والمرسلين من ولده.
- بشرى نبيّ الله عيسى عليه السلام برسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
- رؤية السيدة آمنة بنت وهب أمّ النبي عليه الصلاة والسلام أن عندما ولدت به أنّ نورًا يخرج منها ليضيء ما بين بصرى والشام.
- ويقول البيهقي أنّه في يوم مولد الرسول عليه الصلاة والسلام أهتزّ إيوان كسرى ووقعت من قصره أربع عشرة شرفة.
شاهد أيضًا: متى ولد الرسول صلى الله عليه وسلم بالهجري
قصة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم
ولد النبيّ المصطفى عليه الصلاة والسّلام على يد السفا وهي أمّ الصحابيّ الجليل عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، وقد وصفت السيدة آمنة بنت وهب أمّ الرسول الكريم بأنّ حملها به كان سهلًا هينًا لينًا، ولم تتعب كما تتعب كالحوامل في حملها، وقد بشّرت أم عبد الرحمن جدّ النبيّ عبد المطلب يوم ولادة رسول الله عليه الصلاة والسلام فقالت: “يا أبا الحارث ولد لك مولود عجيب فذعر عبد المطلب وقال أليس بشراً سوياً؟ فقالت نعم ولكن سقط ساجداً ثم رفع رأسه وأصبعيه إلى السماء”، فأخذه جدّه للكعبة ودعا له وأسماه محمدا، وقد سماه كذلك ليكون محمودًا عند أهل الأرض وأهل السماء، وقد كانت سنة ولادة النبي سنّة فرج وخير على قريش بعد سني قحط وضيق.[1]
حادثة الفيل
قامت حادثة الفيل في العام نفسه الذي ولد فيه النبيّ الكريم عليه الصلاة والسلام، وكان السبب فيها الملك الحبشي أبرهة أحد ملوك اليمن، وقد بنى كنيسة وأسماها القليّس، حتّى يحجّ إليه العرب بدلًا من الكعبة، بعد أن أقسم أن يهدمها، وبدأ بالسير مع جيشه إلى مكّة المكرمة، وقاتل كل القبائل التي اعترضت طريقه، وقد أخذ معه الفيلة، وقبل أن يصل إلى مشارف مكّة أرسل رسوله إلى أهل مكّة ليخبرهم بمراده في هدم الكعبة، ودخل عبد المطلب على أبرهة الحبشي يطالبه ببعير له أخذه جيش أبرهة، فاستغرب ابرهة من طلب عبد المطلب، فقد تحدّث عن البعير ولم يتحدث عن هدم الكعبة، فأجاب أبرهة بقوله المشهور: “لهذا البيت ربٌّ سيمنعه”، وخرج من عند أبرهة وطلب من قريش أن يخرجوا إلى الجبال، وعندما أراد أبرهة دخول مكّة توقف الفيل ولم يتحرك باتجاه الكعبة، وأرسل الله تعالى طير الأبابيل التي ذكرت في سورة الفيل في القرآن الكريم في قوله تعالى: “أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ* أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ* وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ* تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ* فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ”[4]، وسلّط الله على أبرهة وجيشه مرضًا تساقط جلدهم منه، وقد أثرت هذه القصة في نفوس العرب، فزادت حرمة البيت الحرام في قلوبهم، وأصبحت القبائل تهاب العرب وقريش، فقد دافعه الله تعالى عنهم وردّ أعدائهم.[5]
شاهد أيضًا:سبب نزول سورة الفيل وسبب تسمية سورة الفيل بهذا الاسم
وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم
توفي النبيّ المصطفى عليه الصلاة والسلام في يوم الأثنين في الثاني عشر من ربيع الأول عام 11هجرية، الموافق في عام 633م في شهر حزيران، وعمره عليه الصلاة والسلام ثلاثة وستون عامًا، وكانت وفاة الرسول الكريم في المدينة المنورة في حجرة السيدة عائشة رضي الله عنها، وقد بدأ مرض الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام فأصابه صداع شديد في رأسه الشريف وقد كان في طريق عودته من جنازة في البقيع، وقد اشتد عليه الألم فأستأذن أزواجه أن يمرّض في بيت السيدة عائشة رضي الله عنها، فاخذه علي بن أبي طالب والفضل بن العباس إلى حجرتها، وقبل وفاته بأيامه القليلة اشتدّت عليها الحمّى وارتفعت حرارة جسده، ثم أحس تحسنًا في جسده فدخل المسجد وأبو بكر رضي الله عنه يصلي في الناس، فأراد أن يقدّم النبي إلى الإمامة ولكنّ النبي أشار له أن يكمل الصلاة وألّا يتأخر، وبدا احتضار النبيّ حتّ صباح يوم الأثنين وهو حجر السيدة عائشة رضي الله عنه، وقد أقرّ الرسول الكريم أن للموت لسكرات ورفع إصبعه الشريف وشخص بصره إلى الأعلى وسمعته السيدة عائشة يقول: “اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي وارْحَمْنِي وأَلْحِقْنِي بالرَّفِيقِ”[6]، وكررها ثلاثًا قبل وفاته عليه الصلاة والسلام.[7]
شاهد أيضًا: سبب عودة الرسول صلى الله عليه وسلم من مرضعته إلى أمه
شكر نعمة مولد النبي وبعثته
إنّ مولد النبيّ المصطفى صلّى الله عليه وسلّم وبعثه رسولًا هي من أعظم نعم الله تعالى على البشر، وعلى كلّ مسلم أن يشكر الله سبحانه على هذه النعمة فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: “كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ* فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ”[8]، فقد أخرج نبيّ الرحمة الناس من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان، والضلال إلى الهداية، فقد أعطاه ربّه القرآن الكريم والسنّة النبويّة الشريفة، وورد ذلك في قوله تعالى: “هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ”[9]، ويكون الشكر باتباع سنّة النبيّ الكريم صلّى الله عليه وسلّم واتباعه سنته الشريفة وتبليغها للناس أجمعين، والبعد عن كلّ ما نهى عنه رسول الله من الأفعال والأقوال وذلك من أجل الفوز بشفاعة رسول الله ودخول الجنّة في يوم القيامة، كما يجي الإكثار من الصلاة على النبيّ الكريم وخاصة في أيام الجمعة.[10]
وبهذا نكون قد أجبنا على السؤال أين ومتى ولد الرسول صلى الله عليه وسلم ، بان ذكرنا مكان وزمان وتاريخ ولادة النبيّ عليه الصلاة والسلام، كما ذكرنا قصة ولادته والإرهاصات والأحداث التي سبقت يوم مولده الشريف، وأخيرًا تحدثنا عن وفاته صلّى الله عليه وسلّم وشكر نعمة مولده وبعثه.
هل لديك سؤال؟
تابعنا على السوشيال ميديا او اتصل بنا وسوف نرد على تساؤلاتك في اقرب وقت ممكن.