إذا كان المأموم واحدا فأين يقف بالنسبة للإمام

جدول المحتويات

إذا كان المأموم واحدا فأين يقف بالنسبة للإمام، فالإمامة والمأموم في الصلاة تقع عليهم بعض الأحكام الشرعية التي تتوجب على كل منهما، وذلك تيمنا بالنبي الكريم عليه الصلاة والسلام، الذي كان يؤم بالمسلمين جميعاً في حياته الكريمة، ومن ذلك حالة الإفراد بين الإمام والمأموم إذا كانا يصليان وحدهما، وفي مقالنا اليوم عبر موقع سوف نتعرف على حكم هذه المسألة الشرعية وفق ما بينه العلماء وبالشواهد الشرعية.

إذا كان المأموم واحدا فأين يقف بالنسبة للإمام

إذا كان المأموم واحدا في الصلاة، فإنه يقف على يمين الإمام، وهذا ثابت في السنة النبوية الشريفة، وورد فيه أحاديث صحيحة تدل عليه، ومنه ما حدث في صلاة ابن عباس رضي الله عنهما مع النبي عليه الصلاة والسلام عندما صلى معه فأجلسه عن يمينه، وهذا حديث ثابت ورواه البخاري في صحيحه وجاء فيه: “عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْهمَا، قالَ: قُمْتُ لَيْلَةً أُصَلِّي عن يَسَارِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فأخَذَ بيَدِي – أَوْ بعَضُدِي – حتَّى أَقَامَنِي عن يَمِينِهِ، وقالَ بيَدِهِ مِن ورَائِي”[1]، ونص الحديث واضح من حيث وجوب الاقتداء بما فعله النبي عليه الصلاة والسلام فيما خص الإمامة في هذه الحالة.

شاهد أيضًا: ما معنى الفتح على الامام وهل هو جائز أم لا

حكم محاذاة الإمام في الصلاة

يجوز محاذاة الإمام في الصلاة وهي سنة عن النبي –عليه الصلاة والسلام وقد ورد ذكرها في أقوال الصحابة رضي الله عنهم ممن روى الحديث الصحيح، ومن ذلك ما ذكرناه سابقاً عن حديث الصحابي ابن عباس رضي الله عنهما من محاذاته للصلاة مع النبي عليه الصلاة والسلام وأما عن المحاذاة، فيجب أن تكون بأَكعاب الأقدام، وهذا الراجح في أقوال أهل العلم حتى تكون صلاتهم صحيحة، ومنهم قول الإمام ابن باز رحمه الله تعالى إذ قال: “فالمقصود: أنه إذا تحاذى صار قدمه حذاء قدمه كفى، هذا هو السنة، أن يكونا متحاذيين بالأقدام، بالأكعب”.[2]

شاهد أيضًا: ما حكم تكرار سبحان ربي الاعلى في السجود

حكم تقدم المأموم على الإمام في الصلاة

لا يجوز تقدم المأموم على الإمام في الصلاة، وإنما المباح هو الصلاة خلفه في الأحوال العادية، وفي حال اكتظاظ المسجد بالمصلين، فيجب أن يصلوا محاذاته على اليمين أو اليسار فقط، وهناك خلاف حول صحة الصلاة في هذه الحالة، قد ذهب البعض من العلماء إلى أن الصلاة بالتقدم على الإمام تبطل الصلاة، ومنهم من صححها، وفي ذلك قال الإمام ابن باز رحمه الله تعالى: “فالذي ينبغي لهم ألا يتقدَّموا، ومَن صلَّى قدام الإمام فالذي ينبغي له الإعادة؛ لأن القول بعدم صحة صلاتهم قولٌ قويٌّ، ولم يُعرف عنه صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه الصلاة أمام الإمام، وهو خلاف الموقف الشرعي”.[3]

شاهد أيضًا: ما حكم قول سمع الله لمن حمده للامام والماموم

متابعة الإمام في أفعال الصلاة

متابعة الإمام في أفعال الصلاة واجبة في الشرع، فالإمام في الصلاة جعل لكي تقتدي به الناس في الصلاة الجماعية، فمن صلى خلف الإمام فالواجب عليه أن يتبعه دون تسبيق أو تقصير، وفي دليل ذلك، نذكر ما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال، إن النبي عليه الصلاة والسلام قال: “إنَّما جُعِلَ الإمامُ ليُؤتَمَّ بهِ، فإذا كبَّرَ فكبِّروا، وإذا قرأ فأنصِتوا، وإذا قال غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ فقولوا: آمينَ، وإذا ركعَ فاركَعوا، وإذا قال: سمِعَ اللهُ لمَن حمِدهُ، فقولوا : اللَّهمَّ ربَّنا ولكَ الحمدُ، وإذا سجدَ فاسجُدوا، وإذا صلَّى جالسًا فصلُّوا جلوسًا”[4].

وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان إذا كان المأموم واحدا فأين يقف بالنسبة للإمام، والذي تعرفنا من خلاله على حكم هذه المسألة في أكثر من وجه، كما تعرفنا على حكم متابعة الإمام في أفعال الصلاة.

المراجع

  1. ^
    صحيح البخاري , عبدالله بن عباس، البخاري، 728، صحيح
  2. ^
    binbaz.org.sa , حكم المحاذاة في الصلاة وكيفيتها , 29/05/2022
  3. ^
    binbaz.org.sa , حكم تقدم المأموم على الإمام في الصلاة , 29/05/2022
  4. ^
    صحيح الجامع , أبو هريرة، الألباني، 2359، صحيح