جدول المحتويات
الأميون الذي بعث الله فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم هم ؟ من المعلومات التي يتطلّع الكثير من النّاس في معرفتها، وذلك حتى يكونوا على بيّنةٍ من هذا الأمر، ويتعرّفوا على المنن التي منّ الله بها على هؤلاء القوم، وما سرّ اختيار هؤلاء دون غيرهم في أن يُرسل إليهم النبي، وفيما يلي سنتعرّف على من هم الأميون الذين بُعث فيهم الرسول.
الأميون الذي بعث الله فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم هم
الأميون الذين بعث الله فيهم النبي صلى الله عليه وسلم هم العرب؛ فقد أُرسل إليهم النبي صلى الله عليه وسلّم ؛ ليُخرجهم من ظلمات الكفر إلى نُور الإسلام، ويُرشدُهم إلى الطريق المستقيم الذي نهايته ستكون النعيم المقيم والثواب الجزيل، وقد ذكر السعديّ في تفسير الأميّين[1] في قوله تعالى: “هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ “[2]، أن المقصود بالأميين هنا من لا كتاب عندهم؛ فقد كان العرب في ضلال مُستطير مع أنّهم كانوا أصحاب فصاحة وبيان، وقد أيّد الله عز وجلّ نبيّه بالمعجزة الخالدة، ألا وهي القرآن الكريم؛ لأن الفصاحة والبلاغة كانت صنعتهم، والله يُأيّد رُسُله بمعجزات من جنس ما برع فيه أقوامهم؛ فتحدّاهم أن يأتوا بسورة مثله؛ فعجزوا، فتحدّاهم أن ياتوا بعشر سور مثله ولو مكذوبات أو مفتريات؛ فعجزوا، فتحدّاهم أن يأتوا بسورة من مثله؛ فعجزوا، ولكنهم كابروا أن يؤمنوا بمحمد؛ لأنه منهم، وفي ذلك يقول المولىتبارك وتعالى:” فقالوا أبشرا منا واحد نتبعه إنا إذًا لفي ضلال وسُعُر”.
حال العرب قبل مجيء الإسلام
كان العرب أمة أميّة، يعيشون في صحراء قاحلة، ولا يتقنون فنون القراءة والكتابة، وإنما كانت فصاحتهم بالسّليقة أو بالفطرة التي فُطروا عليها، وكان الجهل سائدًا فيهم، فكانوا يعبدون الأصنام التي لا تنفع ولا تضُرّ من دون الله، بل وصل بهم الأمر أن الواحد منهم يصنع إلهه من العجوة أو من أي شيءٍ يُؤكل؛ فإذا جاع هذا الرّجل؛ أكل ما ادّعى أنه إلهه، وهذا إن دلّ فإنه يدُل على مدى جهلهم، وعدم فطنتهم للأمور.[3]
ومن خلال هذا المقال يُمكننا التعرّف على الأميون الذي بعث الله فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم هم العرب ، وكيف كان حال العرب قبل مجيء الإسلام، وما هي المعجزة الخالدة للنبي، وكيف تحدّاهم الله بها، وما هو السر في إرسال الله نبيّه إلى العرب، وهل إرساله لهم خاصّة أم للناس جميعهم.