في بعض الأحيان تلجأ الأسر إلى عملية الإجهاض لتنظيم النسل، وفي أغلب الأحوال يكون الأجهاض بسبب أمر طبي هام، يستلزم عملية الإجهاض حفاظًا على صحة الأم، وقبل أن نتعرف معًا إلى حكم الإجهاض لتنظيم النسل وفقًا لما ورد عن دار الإفتاء المصرية، نذكركم أن الرأي الطبي، وصحة الأم، قبل أي شئ.. فتابعونا.
الإجهاض لتنظيم النسل
ذكرت دار الإفتاء المصرية على موقعها الرسمي أن المذهب الحنفي أجاز إسقاط الحمل -الإجهاض- حالة ما لم يتم تخلق الجنين، أي قبل أن يتم الحمل 120 يومًا، وأضاف المذهب الحنفي أن الإجهاض بدون عذر أمر مكروه، ويعد انقطاع لبن المرأة بعد ظهور الحمل، وعجز أب الصغير عن استجار مرضعه من الأعذار التي تبيح الإجهاض.
فيما يرى المذهب الشافعي وفريق من المالكي، والظاهري، أن الإجهاض حرام.
حكم إجهاض الجنين المشوه بعد نفخ الروح
في هذه الحالة علينا أن نفرق بين أمرين، وهما:
- إجهاض الجنين المشوه قبل نفخ الروح
إن كانت مدة الحمل تخطت 120 يومًا، أي 4 شهور، وثبت تشوه الجنين بعد الفحص الطبي
وثبت أنه لا حلاج لحالة التشوه فاراجح هنا هو الإجهاض، وإباحة الإسقاط؛ لما قد يسبب من
مشقة على أهله، وعليه في بادئ الأمر إن استمر هذا الحمل، ووصل إلى الميلاد. - الإجهاض في حالة تشوه الجنين بعد نفشخ الروح
أما في حالة أن التشوه ثبت بعد أن اتم الجنين أكثر من 4 شهور أي بعد نفخ الروح فلا يجوز
الإجهاض، إلا في حالة أن استمرار الحمل قد يسبب أي ضرر على الأم، فهى الأصل، استنادًا
لقاعدة ارتكاب أخف الضررين.
الإجهاض في المذهب المالكي
على الرغم من أن هناك فريق من المذهب المالكي والزيدي يحرم الإجهاض إلا أن هناك بعض فقهاء هذا المذهب أباحوا الإجهاض قبل نفخ الروح في الجنين، سواء بعذر أو بدون عذر.
في حين نجد أن دار الإفتاء المصرية قد أكدت على أنه لا خلاف بين أهل العلم، والفقهاء، في أن الإجهاض بعد استقراره لمدة 4 شهور محرم، وغير جائز، إلا في حالة الضرورة كما أنه في حالة وجد الطبيب أن بقاء الحمل ضار بالأم فالإجهاض مباح، وهذا استنادًا بقاعدة “دفع الضرر الأشد بالضرر الأخف” ولا نزاع في أنه إذا دار الأمر بين موت الجنين أو موت الأم كان الإبقاء على الأم لأنها الأصل.
حكم الدين في زوج يأمر زوجته بالإجهاض
نقدم لكم في الفيديو التالي: إجابة الدكتور أشرف الفيل حول حكم الدين في إجهاض الجنين إرضاءًا للزوج، وفي التالي نتعرف إلى رأيه في هذا الأمر، وفقًا لكتاب الله، وسنة رسوله.
-فيديو مناسب للباقة-
الإجهاض بسبب الفقر من القرآن
-
يقول الله -تعالى- في سورة الأنعام: قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ۖ أَلَّا
تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۖ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ ۖ نَحْنُ
نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ۖ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ۖ وَلَا تَقْتُلُوا
النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ. -
فيما يقول -تعالى- في سورة البقرة: وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ
فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ
وبعد أن تعرفنا إلى حكم الإجهاض لتنظيم النسل، والإجهاض بعذر أو بدون عذر، نذكركم أن الإجهاض يحدده الطبيب المختص، وعلينا أن نتبع ما يقوله الطبيب بما لا يضر صحة الأم، ففي العديد من الحالات يتطلب الأمر الإجهاض حفاظًا على صحة الأم، وفي هذه الحالة لا حرمانية في ذلك.. والله اعلم.