اضطررت إلى الالتفات في الصلاة ؛ لذلك تتساءل إذا كان هذا أبطل صلاتك أم؟ تابعنا في هذا المقال وسنجيب لك عن سؤالك، فضلًا عن توضيح أنواع الالتفات.
الالتفات في الصلاة
يُعد الالتفات في الصلاة من الأشياء المكروهة، وإذا وصل إلى حد استدبار القبلة تفسد الصلاة؛ كما سنوضح لكم بالتفصيل في السطور التالية؛ فتابعوا معنا قراءتها:
- قال الإمام النووي رحمه الله في المجموع: أجمع العلماء على استحباب الخشوع والخضوع في الصلاة، وغض البصر عمّا يُلهي، وكراهة الالتفات في الصلاة،
وتقريب النظر وقصره على ما بين يديه. - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما: “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
يلتفت في صلاته يميناً وشمالاً، ولا يلوي عنقه خلف ظهره” رواه الترمذي
بإسناد صحيح؛ وهذا يعني إنه يجوز الالتفات لحاجة. - وفي مسلم عن جابر قال: اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلينا
وراءه وهو قاعد، فالتفت إلينا فرآنا قياماً، فأشار إلينا… - ولكن إذا لم يكن هُناك حاجة؛ فالالتفات مكروه، لما روى البخاري عن عائشة
رضي الله عنها قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التلفت في الصلاة، فقال: “اختلاس يختلسه الشيطان من العبد”. - ويوضح أحد الشيوخ أن الالتفات المكروه هو ما لم يصل إلى حد استدبار القبلة، ومن يستدير بجملته عن القبلة تفسد صلاته، ولو نظر المصلي بمؤخر عينه يمنة ويسرة
من غير أن يلوي عنقه، فإن ذلك مباح؛ كما ذهب بعض العلماء كالزيلعي والباقاني،
كما صرح الشافعية بجواز اللمح بالعين دون الالتفات، قائلين: لا بأس به،
واستدلوا: “بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلاحظ أصحابه في صلاته بموق عينيه” رواه الترمذي، وصححه الحاكم وابن القطان.
أنواع الالتفات في الصلاة
- الالتفات بالصدر: فيقوم المصلي بتحويل صدره عن جهة القبلة، وهو التفات
يبطل الصلاة؛ فاستقبال القبلة شرط من شروط صحة الصلاة. - الالتفات بالرأس أو بالعين فقط مع بقاء البدن مستقبلاً القبلة: وهو التفات مكروه،
إلا إذا فعله المصلي لحاجته إلى ذلك، وفي حال فعله من غير حاجة فقد نقص ثواب صلاته، ولكن هذا لا يمنع أن الصلاة تكون صحيحة ولا تبطل بذلك؛ فجاء في “الموسوعة الفقهية”:” لاَ خِلاَفَ بَيْنَ الْفُقَهَاءِ فِي كَرَاهَةِ الاِلْتِفَاتِ فِي الصَّلاَةِ؛ لِحَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا قَالَتْ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الاِلْتِفَاتِ فِي الصَّلاَةِ؟ فَقَال: “هُوَ اخْتِلاَسٌ يَخْتَلِسُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ صَلاَةِ الْعَبْدِ” رواه البخاري..
وَالْكَرَاهَةُ مُقَيَّدَةٌ بِعَدَمِ الْحَاجَةِ أَوِ الْعُذْرِ، أَمَّا إِنْ كَانَتْ هُنَاكَ حَاجَةٌ: كَخَوْفٍ عَلَى نَفْسِهِ أَوْ مَالِهِ لَمْ يُكْرَهْ.”
وجاء في “فتاوى اللجنة الدائمة”:” والالتفات مكروه في الصلاة وينقص ثوابها، لكن لا تجب الإعادة على من التفت في صلاته؛ لأنه قد ثبت في أحاديث أخرى ما يدل على جواز الالتفات إذا دعت إليه الحاجة، فعلم بذلك أنه لا يبطل الصلاة.”
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله: “الالتفات في الصلاة للتعوذ بالله من الشيطان الرجيم
عند الوسوسة لا حرج فيه، بل هو مستحب عند شدة الحاجة إليه بالرأس فقط.” - الالتفات في الصلاة بالقلب: أي بالأفكار التي ينشغل بها ولا يتدبر صلاته؛ فقال
الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: اعلم أن الالتفات نوعان:
-التفات حسي بالبدن، وهو التفات الرأس.
-التفات معنوي بالقلب، وهو الوساوس والهواجيس التي ترد على القلب، فهذا
هو العلة التي لا يخلو أحد منها، وما أصعب معالجتها! وما أقل السالم منها! وهو
منقص للصلاة، ويا ليته التفات جزئي! ولكنه التفات من أول الصلاة إلى آخرها،
وينطبق عليه أنه اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد.”
احاديث عن الالتفات في الصلاة
تتواجد العديد من الأحاديث التي تدل على جواز الالتفات في الصلاة إذا كان ذلك لحاجة، منها:
- ما رواه مسلم عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: “اشْتَكَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَصَلَّيْنَا وَرَاءَهُ وَهُوَ قَاعِدٌ وَأَبُو بَكْرٍ يُسْمِعُ النَّاسَ تَكْبِيرَهُ، فَالْتَفَتَ إِلَيْنَا فَرَآنَا قِيَامًا
فَأَشَارَ إِلَيْنَا فَقَعَدْنَا، فَصَلَّيْنَا بِصَلَاتِهِ قُعُودًا.” - وروى أبو داود عَنْ سَهْلِ ابْنِ الْحَنْظَلِيَّةِ رضي الله عنه قَالَ: ثُوِّبَ بِالصَّلَاةِ – يَعْنِي صَلَاةَ الصُّبْحِ – فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي وَهُوَ يَلْتَفِتُ إِلَى الشِّعْبِ
قَالَ أَبُو دَاوُد: وَكَانَ أَرْسَلَ فَارِسًا إِلَى الشِّعْبِ مِنْ اللَّيْلِ يَحْرُسُ. صححه الألباني في صحيح أبي داود.
وإلى هُنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا عن الالتفات في الصلاة.. آملين أن نكون قد قدمنا لكم جميع ما تبحثون عنه في هذا الشأن..
يمكنكم كذلك معرفة: أحكام الصلاة وشروط صحتها ومبطلاتها