الاية ٨٣ من سورة النساء، هو عنوان هذا المقال، ومعلومٌ أنَّ هذه السورة تعدُّ من السورِ المدنية، وهي رابعُ سورةٍ بحسبِ ترتيبِ المصحف العثماني، ويبلغ عددُ آياتها مئة وستة وسبعونَ آية، وسيتمُّ تخصيص هذا المقال الذي يطرحه للحديثِ عن الآيةِ الثالثة والثمانون منها، حيث سيتمُّ ذكر نصِّ الآيةِ ثمَّ سيتمُّ بيانُ تفسيرها،
الاية ٨٣ من سورة النساء
إنَّ الآية الثالثة والثمانون من سورة النساء هي قول الله تعالى: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا)،[1] ولا بأس في هذا المقام أن يتم بيان تفسير هذه الآية، وفيما:
شاهد أيضًا: كم عدد ايات سورة النساء
تفسير الآية 83 من سورة النساء
في هذه الفقرة سيتمُّ بيانُ تفسيرِ الآيةِ الثاثلة والثمانون من سورةِ النساء، وفيما يأتي ذلك:
- تفسير الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحد
لقد نزلت هذه الآية في أصحابِ الأراجيف، وهم قومٌ من المنافقينَ، وقد كانوا يرجفونَ بسرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانوا يُضعفون قلوبَ المؤمنينَ، حيث أنَّهم كانوا يخبرونهم بما وقعَ بهذه السرايا قبلَ أن يقومَ النبيِّ بإخبارِ المسلمينَ، فيُخبر الله عزَّ وجلَّ عنهم في هذه الآية:[2]
-
- وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ: إن جاءهم حديثٌ أو خبرٌ فيهِ أمنٌ.
- أَوِ الْخَوْفِ: أو هزيمة.
- أَذَاعُوا بِهِ: أي قاموا بإفشائه.
- وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ: ولو سكت هؤلاء المرجفونَ عن هذا الحديث، وتركوا أمرَ الإخبارِ فيهِ للرسولِ، أو إلى أمراءِ السرايا.
- لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ: لعلمه من يطلبَ العلمُ به ويتبعونه.
- مِنْهُمْ: من الرسول ومن أولي الأمرِ.
- وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ: أي ولولا أن تفضلَ الله عزَّ وجلَّ على المؤمنين بالإسلامِ.
- وَرَحْمَتُهُ: أي القرآن الكريم.
- لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ: تذكيرٌ من الله عزَّ وجلَّ للمؤمنين، بنعمة الله عليهم وهو سلامتهم من النفاقِ، والصفاتِ الذميمة التي تلحق المنافقين.
- إِلَّا قَلِيلًا: ممن عصمهم الله عزَّ وجلَّ عن الشركِ، حيث أنَّهم تركوا عبادة الأوثانِ بعقولهم، من غيرِ رسولٍ مرسلٍ، ولا كتابس منزلٍ، مثل ورقة بن نوفل، وزيد بن عمرو.
- تفسير معالم التنزيل للبغوي
قال البغوي أنَّ هذه الآية نزلت بالمنافقينَ الذينَ كانوا يُخبرونَ بأخبار سرايا النبيِّ وبما حدث بها، بهدفِ إضعافِ قلوبِ المؤمنين، فيقول الله تبارك وتعالى عنهم:[3]
-
- وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ: أي إذا جاء هؤلاء المنافيقين خبرٌ من الغنيمةِ والفتحِ أو الهزيمة أفشوه بين المسلمينَ قبلَ أن يُخبر به رسول الله.
- وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ: أي لو تركوا هذا الأمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يحدِّثوا به، بل انتظروا أن يكونَ الرسول هو من يُخبر ويحدث به.
- وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ: أي أصحاب الرأي من كبارِ صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أمثال أبو بكرٍ وعمرٍ وعليٍ.
- لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ: أي لعلموا ما ينبغي أن يُكتمُ من الحديثِ وما ينبغي أن يُخبرَ به.
- وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ: أي ولولا مجيء الإسلامِ، ونزول القرآنِ الكريم.
- لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلً: أي لولا فضلُ اللهِ ورحمته لاتبعَ أكثرُ النَّاس الشيطانَ، إلَّا من عصمه الله من ذلك قبل مجيء الرسولِ، مثل ورقة بن نوفل وزيد بن عمرو.
شاهد أيضًا: ما هي سورة النساء الصغرى
وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان الاية ٨٣ من سورة النساء، وفيهِ تمَّ ذكرُ نصِّ الآيةِ، وهي قول الله تعالى: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا)، كما تمَّ بيانُ تفسيرها.
المراجع
- ^
سورة النساء: , آية 83 - ^
alukah.net , تفسير آية: (وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر …) , 29/5/2022 - ^
alukah.net , تفسير آية: (وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر …) , 29/5/2022