التوسط للآخرين يجلب منفعة لهم، أو دفع مضرة عنهم، هذا تعريف ، لطالما اهتم الدين الإسلامي الحنيف بإرساء المبادئ السامية بين أفراد المجتمع الواحد، فيجب أن يعمل الفرد على ما فيه منفعة للآخرين، ويجتنب ما فيه ضرر لهم، وسوف نتعرف عبر السطور التالية ما هو المقصود من هذه العبارة.
التوسط للآخرين يجلب منفعة لهم، أو دفع مضرة عنهم، هذا تعريف
التوسط للآخرين يجلب منفعة لهم، أو دفع مضرة عنهم، هذا تعريف الشفاعة، فلا يجوز للمسلم جلب الضرر لغيره سواء بالقول أو الفعل، بل يجب أن يفعل ما فيه منفعة وخير له لنيل رضا الله عز وجل ورسوله الكريم، وقد كان الله تعالى رحيماً بعباده عندما جعل الشفاعة بـ يوم القيامة، وتتعدد أنواع الشفاعة ودرجاتها، كما توجد لها عدد من الشروط التي سنوضحها بمزيد من التفصيل.
الشفاعة المقبولة
وهي المثبتة بالنصوص الشرعية وفي الحديث الشريف، ومن يدعي بأن الشفاعة تُقبل منه يجب أن يكون هناك أدلة شرعية على ذلك وإلا فإن قوله مغلوط، ومن الشفاعة المثبتة ما يلي:
- شفاعة النبي الكريم: وهي من الصفات الخاصة بالرسول عليه الصلاة والسلام وحده، وهي ثابتة في الحديث النبوي الشريف، فهو من له الحق للشفاعة للناس بيوم القيامة، وذكر الله تعالى هذه الشفاعة في قوله (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا).
- شفاعة الشهداء: وهو من قُتل في سبيل الله، فقد جعل الله سبحانه وتعالى منه شفيع لأهله بيوم القيامة لأنه تركهم للدفاع عن سبيل الله، فكرمه وجعله شفيعاً ل70 من أهله وأقاربه، وذلك لقوله تعالى، لذلك لا تتم الصلاة على الشهيد، لأنه يأتي شفيعاً لغيره يوم القيامة، والصلاة في حد ذاتها شفاعة.
شاهد أيضًا: لا تصح الشفاعة يوم القيامة إلا بشرطين الإذن والرضا
شروط الشفاعة
هناك شرطين حددتهما الشريعة الإسلامية لمن تجوز له الشفاعة، ولا تكون صحيحة سوى بتحقق هذين الشرطين، وهم أن يأذن الله تعالى للشفيع بالشفاعة، وذلك لقوله تعالى (مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ)، فلا تكون الشفاعة سوى بإذن من الله عز وجل، وهذا يوضح أنه لا يجوز لأي شخص يرغب بالشفاعة أن يكون شفيعاً، فهي خاصة بالقوم الأعلى درجات لدى الله سبحانه وتعالى كالأنبياء والشهداء، ونجد ذلك في قوله تعالى، (يَوْمَئِذٍ لاَّ تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً)، (وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى).
وفي النهاية نكون قد عرفنا أن التوسط للآخرين يجلب منفعة لهم، أو دفع مضرة عنهم، هذا تعريف الشفاعة، كما تعرفنا أيضًا على أنواع الشفاعة وماهية الشفاعة المقبولة.