تعد مسألة الحجر واحدة من المسائل الشائكة التي لها العديد من الجوانب المختلفة ويصعب الفصل بها من قبل شخص أو وجهة نظر واحدة، ومن الموضوعات التي يكثر البحث عنها هي الحجر على السفيه لذا سنحرص من خلال الفقرات التالية على توضيح العديد من النقاط المختلفة المتعلقة بهذا الأمر.
الحجر على السفيه
- من الجدير بالذكر أن الله سبحانه وتعالى قد قال في الآيتين (5و6) من سورة النساء:
“وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِيَاماً وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُواْ
لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا * وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ”. - ويذكر أن السفه في اللغة يعني الطيش وعدم التصرف بعقلانية، نتيجة حدوث
اضطراب في تصرفات الإنسان، وقد يكون هذا الاضطراب فكري أو أخلاقي. - كما تجدر الإشارة إلى أنه ينتج عن السفه القيام بإنفاق المال في أمور غير
منطقية أو غير شرعية، حيث يقوم بإنفاق أمواله بشكل يتنافى مع العقل. - ومن الجدير بالذكر أن إنفاق المال من الممكن أن يحدث بعد الشعور بحالة من الغضب أو الفرح بشكل غير متوقع ويفتقر للمنطق.
- وقد يكون السفه في الأمور الدينية مثل كثر العصيان وارتكاب الكثير من الذنوب والمعاصي وغيرها من الأمور.
تعريف الحَجر
أما عن تعريف الحجر فهو:
- يكون الوصاية على كافة أموال وممتلكات الشخص، ومنعه من التصرف بها.
- حيث يتم رعاية مال الشخص المحجور عليه والمحافظة عليه بكافة الأشكال حتى لا يتم إنفاقه في الأمور الخاطئة أو ما يخالف شرع الله.
ومن الجدير بالذكر أن يتم الحجر على الشخص في حالة:
- إذا تبين أن هذا الشخص يقوم بإنفاق أمواله في الكثير من الأمور الضارة
والتي لا حاجة لها على المستوى الديني والدنيوي. - كما يتم الحجر على الشخص المجنون غير العاقل.
- المريض الذي لا يتم من مباشرة أعماله.
- الصغير في السن ولم يبلغ الرشد بعد.
وتجدر الإشارة إلى أنه يمكنك القيام باللجوء إلى دار الإفتاء المصرية من أجل معرفة العديد من التفاصيل الأخرى المتعلقة بعملية الحجر، وما هي الحالات التي يجوز الحجر بها وشروط القيام بذلك، ويمكنك التحدث لدار الإفتاء المصرية عبر الاتصال بالرقم 107.
الحجر على الأب الظالم
لا يجوز القيام بالحجر على الآباء بسبب الطمع أو الرغبة في السيطرة على أموال الوالد وما شابه، حيث يتم القيام بتقديم دعوى الحجر على الأب في عدة حالات من ضمنها:
- في حالة كون الأب مريض عقلي أو نفسي بشكل يمنعه من التصرف
بشكل صحيح في أمواله. - أن يكون مريض بالزهايمر أو غيره من الأمراض الشبيهة مثل الخرف.
- الجنون.
- كما يجوز القيام بالحجر على الأب في حالة كونه سفيه، ويقوم بإنفاق أمواله في أمور غير شرعية.
- كما من الممكن القيام بالحجر على الأب المريض مرض الموت.
ويذكر أن الولاية في حالة الحجر تكون بالترتيب إلى:
- الابن البالغ.
- الأب.
- الجد.
ويجب ألا تنسى عزيزي القارئ أهمية رضا الوالدين وبرهما ومراقبة الله سبحانه وتعالى في كافة التصرفات والأفعال، فقد قال تعالى في سورة الإسراء: {وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا . وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} [الآيتين :23-24].
وإلى هنا نكون قد تعرفنا على حكم الحجر على السفيه ومختلف الأحكام المتعلقة بالحجر، ويمكنك أيضًا أن تقوم بالاطلاع على حكم البيع الذي تم قبل الحجر على السفيه “الإفتاء تجيب”.