الحكم الشرعي للاحتفال بيوم الأم

فريق التحرير
Posted by كتب فريق التحرير 16 مارس، 2022

الحكم الشرعي للاحتفال بيوم الأم وهو يوم الواحد والعشرين من آذار من كل عام، إذ يحتفل الأشخاص في مشارق الأرض ومغاربها بهذا اليوم، والذي يصادف هذا العام يوم الاثنين الواحد والعشرين من آذار لعام 2022، ويقوم الأشخاص بتكريم أمهاتهم عن طريق تقديم الهدايا الرمزيّة تعبيرًا عن محبتهم وإخلاصهم لأمهاتهم، ولكن ما هو حكم الاحتفال بيوم الأم، وما موقف الشريعة منه؟ هذا سوف يكون موضوع مقالنا التالي.

الحكم الشرعي للاحتفال بيوم الأم

الحكم الشرعي للاحتفال بيوم الأم حرام ولا يجوز الاحتفال بيوم الأم، حتى ولو كان بنيّة التقرّب لله والتعبّد، وعيد الأم بدعة أدخلها الغرب علينا، ويجب على المسلمين الابتعاد عن التشبّه بغير المسلمين وبالأعياد الجاهليّة البدعيّة، وتقليد غير المسلمين في عادة الاحتفال بيوم الأم لا يوافق المقاصد الشرعيّة، وليس هناك ما يدعو إليه، فهو تقليد أعمى للغرب، وعلى المسلم لزوم تحرّي مخالفة سنة الجاهليّة من الغرب وغيرهم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الشريف:(أَبْغَضُ النَّاسِ إلى اللَّهِ ثَلاثَةٌ: مُلْحِدٌ في الحَرَمِ، ومُبْتَغٍ في الإسْلامِ سُنَّةَ الجاهِلِيَّةِ، ومُطَّلِبُ دَمِ امْرِئٍ بغيرِ حَقٍّ لِيُهَرِيقَ دَمَهُ)[1]، قال ابن تيمية: “وكل من أراد في الإسلام أن يعمل بشيء من سنن الجاهليّة دخل في هذا الحديث”، وكان النبي صلى الله عليه وسلم حريصًا على مخالفة عادات غير المسلمين من أهل الكتاب واليهود وغيرهم.[2]

شاهد أيضًا: كم باقي على عيد الام 2022 … تاريخ يوم الأم العالمي

رأي علماء اللجنة الدائمة بالاحتفال بيوم الأم

العيد هو: اسم لكل ما يعود بالسنة أو بالشهر أو بالأسبوع أو نحوه، والعيد يجمع أمورًا منها: أنه يوم يعود ويتكرر، والاجتماع في ذلك اليوم، والأعمال التي تقام فيه، فمنها ما كان مقصودًا به التقرّب إلى الله تعالى لكسب الأجر والثواب، ومنها ما هو تشبّه بأهل الجاهليّة، فهذا بدعة محدثة ممنوعة، تدخل في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ”، ومثال ذلك الاحتفال بيوم الأم، فهو بمثابة إحداث طاعة لم يأذن الله ونبيّه بها، وفيه تشبّه بالنصارى والكفرة، وهو لا يُفضي إلى التقرّب إلى الله بعبادة أو طاعة، وتشبّه باليهود والنصارى.[3]

شاهد أيضًا: هل عيد الام حرام

هل يجوز إظهار شعائر الفرح بيوم الأم

قال الشيخ ابن عثيمين: “لا يجوز في يوم الأم إحداث أي شيء من شعائر العيد، كإظهار الفرح والسرور، وتقديم الهدايا وغيره، والأم أحق أن يُحتفى بها بيوم واحد في السنة، ومن حقها على أولادها أن يعتنوا بها ويرعوها ويقدّموا لها الهدايا في كل وقت وحين”، والواجب على المسلم أن يعتزّ بدينه، ويفتخر به، وأن يقتصر على ما وضعه الله تعالى ونبيه الكريم في هذا الدّين الذي ارتضاه الله تعالى لعباد، فلا يزيد فيه ولا يُنقص منه، وينبغي على المسلم أن يكون إمّعة يتبع كل ناعق، بل يجب أن يكوّن شخصيته بما يتماشى مع الشريعة الإسلامية، حتى يكون قدوة لغيره، لأن شريعة الله تعالى كاملة من كل الوجوه والمجالات.[4]

نبذة تاريخيّة عن يوم الأم

زعم بعض الباحثين والمؤرخين أن عيد الأم كان قد بدأ عند الإغريق فيما يسمّى في احتفالات عيد الربيع، وكانت هذه الاحتفالات مهداة إلى الإله الأم “ريا” زوجة” كرونس” الإله الأب، وفي روما القديمة كان هناك احتفال مشابه لهذه الاحتفالين كان لعبادة أو تبجيل “سيبل” وهي أم أخرى للآلهة، وقد بدأت الاحتفالات بها قبل ميلاد المسيح عليه السلام، وهذه الاحتفالات الدينيّة عند الرومان كانت تسمّى “هيلاريا” وتستمر من 15 إلى 18 مارس، وفي إنجلترا يتم الاحتفال يوم الأم يوم الأحد وكان يُسمّى إحدى الأمهات، ويقول بعض الدارسين أن الاحتفالان التي كانت تُقام لعبادة وتكريم “سيبل” الأم الرومانيّة استبدلت من قبل الكنيسة باحتفالات لتوقير وتمجيد مريم عليها السلام، ثم بدأ الأفراد بزيارة الكنائس القريبة منهم محمّلين بالقرابين والهدايا، وفي عام 1600 بدأ بعض الشباب من أصحاب الحرف البسيطة والخدم بزيارة أمهاتهم في “أحد الأمهات”، حاملين معهم الهدايا والمأكولات، والاحتفال بيوم الأم يختلف تاريخه من دولة لأخرى، وكذلك أسلوب الاحتفال به، فالنرويج تقيمه في الأحد 2 فبراير، والأرجنتين تقيمه الأحد 2 أكتوبر، وفي لبنان تقيمه اليوم الأول من فصل الربيع، وجنوب أفريقيا تقيمه الأحد 1 مايو. [5]

أصل عيد الأم في العالم العربي

بدأت فكرة الاحتفال بعيد الأم في العالم العربي على يد الأخوين “مصطفى وعلي أمين”، مؤسسي دار أخبار اليوم الصحفيّة، وقد وردت إلى علي أمين رسالة من أم تشكو سوء معاملة أبنائها لها، وفي اليوم ذاته زارته امرأة في مكتبه تشكو من جفاء أولادها لها بعد أن ربّتهم وعلّمتهم وسهرت عليهم، فكتب الأخوين “مصطفى وعلي أمين”، في عامودهما اليومي في الصحيفة يقترحان تخصيص يوم للأم يكون بمثابة تكريم لها، وأشارا إلى أن الغرب يفعلون ذلك مع أمهاتهم، وأن الإسلام يشجّع على العناية بالأم والاهتمام بها، فانهالت عليهما الخطابات المشجّعة لفكرتهما، وقد رفض البعض للفكرة لأن الأم لا يمكن تخصيص يوم واحد لها فقط ولكن كل أيام السنة، ولكن أغلبية القرّاء وافقوا على فكرة تخصيص يوم للأم، وشارك القرّاء في تحديد يوم للاحتفال بالأم، وكان اختيارهم ليوم 21 من شهر مارس ليكون عيدًا للأم، وهو أول أيام فصل الربيع، واحتفلت مصر بأول عيد أم في 21 مارس 1956م، ومن مصر انتشرت الفكرة لكافة الأقطار العربيّة.[6]

في نهاية مقالنا تعرّفنا على الحكم الشرعي للاحتفال بيوم الأم حرام ولا يجوز الإحتفال بيوم الأم، حتى ولو كان بنيّة التقرّب لله والتعبّد، وعيد الأم بدعة أدخلها الغرب علينا، ويجب على المسلمين الابتعاد عن التشبّه بغير المسلمين وبالأعياد الجاهليّة البدعيّة التي لم يشرعها الإسلام، ولم تثبت عن النبي وصحابته.

المراجع

  1. ^
    صحيح البخاري , عبدالله بن عباس ،البخاري ، صحيح البخاري ، 6882 ،[صحيح]
  2. ^
    islamweb.net , الاحتفال بيوم الأم تقليد أعمى , 16/03/2022
  3. ^
    islamqa.info , عيد الأم ! نبذة تاريخية ، وحكمه عند أهل العلم , 16/03/2022
  4. ^
    islamway.net , ما حكم الاحتفال بما يسمى عيد الأم؟ , 16/03/2022
  5. ^
    islamqa.info , عيد الأم ! نبذة تاريخية ، وحكمه عند أهل العلم , 16/03/2022
  6. ^
    islamqa.info , عيد الأم ! نبذة تاريخية ، وحكمه عند أهل العلم , 16/03/2022