الشيخ الذي تعاهد مع الامام محمد بن سعود

جدول المحتويات

من هو الشيخ الذي تعاهد مع الامام محمد بن سعود ؟ يعتبر الزعماء والحكام أن من الوطنية أن يشحنوا الهمم في نفوس الشعوب، وفي الأجيال الشابة، ووفق هذه الاعتقادات تعاهد الإمامان على نصرة الدين ونصرة بعضهما، ومن ثم اتفقا وعزما على نشر الدعوة بالقلم وبالسيف، فقامت الدولة وامتدت امتدادًا كبيرًا.

الشيخ الذي تعاهد مع الامام محمد بن سعود

إن الشيخ الذي تعاهد مع الامام محمد بن سعود هو محمد بن عبد الوهاب، حيث إن الشيخ محمد بن عبدالوهاب جاء إلى الدرعية وكان فيها الحاكم الإمام محمد بن سعود، وعادة تتم البيعة عندما يكون هنالك شخص سيتقلد الحكم، وقد قامت في التاريخ مبايعات تتم لحاكم آخر عندما لا يكون الحاكم مناسبًا للحكم لسبب ما. [1]
ومن خلال الحوار الذي حصل بين الإمامين ومفردات الحوار وما ضمته من شروط يرجح أن تكون اتفاقًا أو تحالفًا أو معاهدةً، ليست «مبايعة». وقد قال ابن سعود للشيخ: «أبشر ببلاد خير من بلادك وأبشر بالعزة والمنعة»، فقال الشيخ لابن سعود: “أنا أبشرك بالعزة والتمكين وهذه كلمة لا إله إلا الله من تمسك بها وعمل بها ونصرها ملك بها البلاد والعباد وهي كلمة التوحيد…”، وما حصل بين الإمام والشيخ كان ينص على أن الإمارة لآل سعود، في ظل مفاهيم الشريعة الإسلامية وفقهها الموثوق.[1]

التحالف بين الامام محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب

تمكن محمَّد بن عبد الوهاب أن يتحالف مع الأمير محمَّد بن سعود، وقد قدم محمد بن سعود ماله ورجاله من أجل دعوة التَّوحيد، وقد قام الاتفاق بينهما على أسسٍ متينةٍ، استطاع بعدها الشَّيخ محمد بن عبد الوهاب مواصلة دعوته للنَّاس من خلال التَّعليم، والرَّسائل، والوعظ، وقد استمرَّ على هذا الحال وهو يدعو إِلى إِزالة المنكر، وهدم القبب عن القبور، وانهاء الشِّرك، وتحقيق العبودية لله سبحانه وتعالى. [2]

وقد هذه ظلَّت الدَّعوة مسالمةً متأنيَّةً، تدعو إِلى الله بالموعظة الحسنة، واستمرَّ يعلِّم الطلاب، ويوضح عقيدته، ويشرح مبادئ دعوته للجميع، لكنَّه في المقابل وجد أنَّ اللِّين كان يقابل بالشِّدَّة، وأنَّ الصِّدق يقابل بالكذب، حتى الموعظة الحسنة كان يردُّ عليها بالمؤامرات، فلم يجد بدٌّ من دخول مرحلة الجهاد، وتغيير المنكر بالقوَّة، حسبما كان يعتقد. وكان يعاونه في ذلك الأمير محمد بن سعود من خلال إِعداد العدَّة من الرِّجال، والسِّلاح لنشر عقيدته، وتثبيت أركانها داخل الجزيرة، وخارجها، وقد كان الشَّيخ يشرف على إِعداد وتجهيز الجيوش، ويستمرُّ في والتَّدريس، ومكاتبة النَّاس، ومقابلة الضُّيوف.[2]

حملة ضد دعوة محمد بن عبد الوهاب

انتشر في ذلك الوقت مجموعة من الدسائس والخطط للقضاء على دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ومن المسالك التي اتبعوها للقضاء عليه: [2]

  • تحريك الرَّأي العام في ديار المسلمين ضدَّ دعوة محمَّد بن عبد الوهَّاب، فعمل الَّذين اعتقدوا أن البدع والخرافات من دين الإِسلام على التَّصدِّي لدعوة محمد بن عبد الوهاب، وقاوموها من جميع الجهات، وكلِّ الأطراف، وقد أتى ذلك من قبل الأشخاص الَّذين يتمسَّكون بالنُّفوذ الَّذي يملكونه من العامَّة، يريدون المحافظة على ما هم عليه ،كما أن المعارضة أتت من الأشخاص الذين يعتقدون أنَّ الشَّيخ محمَّد بن عبد الوهَّاب أتى بشرع جديدٍ مخالف لما اعتادوا عليه سابقًا، فأولئك كانوا منتشرين في أرجاء الدَّولة العثمانيَّة جميعها، وأرجاء العالم الإِسلامي كله، وقد حدث ذلك كله بعد أشاعة الإِنجليز، والفرنسيُّون وهم أعداء الإِسلام فتاوى استصدروها من بعض العلماء تنص على فساد ما يدعو إِليه محمَّد بن عبد الوهَّاب.
  • الدَّسُّ والوقيعة بين الشَّيخ محمَّد بن عبد الوهَّاب، وقيادة الدَّولة العثمانيَّة، فقد أوحى الإِنجليز، والفرنسيُّون، وغيرهم للسُّلطان محمود الثَّاني بأنَّ حركة محمَّد بن عبد الوهَّاب هدفها استقلال جزيرة العرب، وانفصالها عن الخلافة العثمانيَّة تمامًا، ومن ثمَّ توحيد الوطن العربي، وأخذ لواء الخلافة من الدَّولة العثمانيَّة، وبعدها إِقامة خلافةٍ عربيَّةٍ، فاستجاب السُّلطان محمود الثَّاني للوشاية من الأعداء، مع أن الَّلائق به كان أن يتحقق من هذا النُّصح، ويرسل بعضًا منأمناء الدَّولة للتأكد من الأمر، لكن لم ينتبه سلطان المسلمين إِلى عظم تصديق هذا الخبر المدسوس، بل تجاوب مع اقتراحات الأعداء التي أخبرته بأن الحل هو القضاء عليهم قبل أن يستفحل أمرهم، فكلفت الدَّولة الكثير من الأموال والرِّجال للقضاء عليهم.

الشيخ الذي تعاهد مع الامام محمد بن سعود هو محمد بن عبد الوهاب، وقد تضمن التحالف فيما بينهم مجموعة من الأسس والقواعد، القائمة على إرساء  عقيدة التوحيد في الدولة.