جدول المحتويات
الغوص على اللؤلؤ في الكويت قديما والذي كان مهنة الأجداد في الكويت، حيث تعتبر هذه المهنة من أقدم المهن التي امتهنا سكان الكويت قديماً، وهناك الكثير من البحث على معلومات عن الغوص على اللؤلؤ والتي تعتبر من المهن المستمرة حتى وقتنا الحالي، لذلك سوف نتعرف وإياكم على تفاصيل الغوص على اللؤلؤ في الكويت قديما.
الغوص على اللؤلؤ في الكويت قديما
تعتبر مهنة الغوص بحثاً عن اللؤلؤ ذات أهمية كبيرة في التراث الشعبي بالكويت، حيث انها من اكثر المهن التي برزت في المجتع الكويتي قديماً رغم ما تتصف به من مشاق ومخاطرة، وذلك لانها من المهن التي تعتمد أساساً على الكفاءة الجسدية والنفسية، حيث أن القادر جسدياً ونفسياً على المغامرة يمكنه أن يصبح غواصاً وقادراً على الغوص على اللؤلؤ، لأن الغواص يحصل على حصة كبيرة منم توزيع أرباح اللؤلؤ.
ازدهرت تجارة اللؤلؤ بالكويت في عام 1912 لتصل ذروتها في سنة الطفحة، حيث كان الغواصون ينزلون البحر مرتين قبل حلول شهر رمضان ويعودون في بدايته، ليعودوا مرة أخرى بعد عيد الحب، وقد وصل عدد السفن في عام 1913 حوالي 812 سفينة، وقد بلغ عدد عائد الغواصين 6 ملايين روبية.
وقد كان الغواصون قديماً يرتدون الشمشول وهو سروال قصير أسود اللون يلبسونه خلال نزولهم للبحر، كما يكون الماء في موسم الغوص بارداً حيث يغوص الغواصون ساعة ويستريحون ساعتين، وفي حالة مر على رحلة الغوص شهر فإن النظام يتغير بحيث يغوص الفواص ساعة ويستريح ساعة أخرى.
وقد بدأت رحلة إحياء تراث الأجداد المنظمة من قبل النادي البحري الرياضي الكويتي منذ العام 1986، حيث يقومون بإقامة مراسم الدشة، والتي تشتمل على وقوف الشباب أمام منصة الشرف وعزف النشيد الوطني الكويتي، ثم التوجه إلى النواخذة إلى الساحل، ويقوم الأهل بتوديعهم قبل توجههم إلى سفن الغوص حسب مجموعاتهم البحرية، وفي رحلة المغادرة إلى بندر الخيران الذي يعتبر مكاناً لتجمع وتواجد السفن المخصصة طوال فترة الرحلة التي ستمتد أسبوعاً كاملاً، حيث يمارس الشباب الغوص الفعلي فيها في هيرات الخيران، وتعتبر من المناطق البحرية التي يكثر بها المحار منذ القدم، ولا يقوم الشباب بإستخدام معدات الغوص العصرية، بل يقومون بالرحلة على الطريقة التقليدية التي كان يقود بها أجدادهم.[1]
وقد أصبحت رحلة الغوص للبحث عن اللؤلؤ من الفعاليات الوطنية التي يتم إحيائها في التراث البحري من قبل النادي البحري الرياضي الكويتي على المستوى المحلي والخليجي والعالمي، من أجل إحياء ما كان يقدمه الآباء والأجداد من التضحيات في سبيل توفير حياة كريمة لأبنائهم ولوطنهم.
شاهد أيضاً: موضوع عن مظاهر التقدم العمراني في الكويت
رحلة الغوص على اللؤلؤ في الكويت
مع بزوغ الشمس يقوم الغواصون بالدخول إلى مياه البحر ويبدأون رحلة البحث عن المحار طوال يومهم، حيث يتنقلون في الهير من مكان لآخر بحثاً عنه ويكون حبل المرساة طويلاً، وعند غروب الشمس مباشرة يقول قائد السفية النوخذة أو من ينوب عنه اطوو حبالكم أو يقول هلل عليهم، وعندها يقول الغواصون “لا إله إلا الله” ويخرجون إلى ظهر السفين قائلين سوياً “الغوص عادة والصلاة عبادة”، ويقوولون “مول مول خير يا الله على التالي والأول”، و”لا إله إلا الله رزق اليوم أخذناه ورزق بأجر على الله”، وعند المغرب يتناول الغواصون طعام العشاء الذي يتكون بالعادة من السمك والأرز ثم ينامون وبعد عناء البحث عن المحار والتعب.
وتمتد رحلة الغوص إلى اللؤلؤ في الكويت إلى ما يقارب الشهر قبل الرجوع للديار، ويكون لكل شخص على السفينة عدد من المهام وهي كالآتي:
- ربان السفينة المسؤول عن الإتجاهات واستعمال أدوات القياس متمرساً على شؤون البحر.
- المقدمي وهو رئيس البحارة والمسؤول عن سير العمل على السفينة.
- الغيص: وهو الشخص الذي يغوص في البحر لجمع المحار وكان يقوم بالنزول للماء دون آلات غوص بالإعتماد على الخبرة والشجاعة.
- الرصيف : وهم الصبيان الذين يقومون بالاعمال الخفيفة والتدرب على العمل لمستقبل، ويرافقون الجميع على متن القوارب في الرحلات الشاقة.
- النهام (المغني) والذي يتميز بصوته الجميل فيحفز البحارة بالغنء مع غيره من رفاق الرحلة حتى يستمروا في العمل والتجديف دون الشعور بالتعب أو الملل.
موسم الغوص على اللؤلؤ بالكويت
يبدأ موسم الغوص في الكويت في شهر مايو من كل عام وينتهي أواخر شهر سبتمبر، حيث يتساوى الليل والنهار ويكون البحر بارداً، وهذه الرحلة تتبعها مواسم أخرى تكون قصيرة، حيث تبدأ السفن الصغيرة في الخروج والغوص قرب السواحل، ومواسم الغوص على اللؤلؤ في الكويت وهي كالآتي:
- الخانجية : تعتبر المرحلة الأولى لبدء الغوص وتبدأ في نهاية فصل الربيع في و أبريل من كل عام، وهي ذات وضع خاص لدى الغواصين حيث أنها لا تخضع لقانون الغوص، مما يجعل حصيلة الغوص تعود بالكامل للغواصين ولا يقتطع منها النوخذة شيئاً.
- الغوص : وهي مرحلة تبدأ فيها السفن الكبيرة والصغيرة بالغوص، حيث تغوص السفن الكبيرة في المياه العميقة والبعيدة عن السواحل، أما الصغيرة دائما بالقرب من الساحل.
- الردة : وهي مرحلة العودة مرة أخرى، وتبدأ بعد انتهاء موسم الغوص الكبير في أواخر سبتمبر وبداية أكتوبر عندما تنخفض درجات الحرارة وتميل للبرودة، حيث يكون عدد السفن التي تذهب إلى الردة قليلة وتكون من السفن الصغيرة.
- ارديدة : وتكون هذه المرحلة في شهر نوفمبر حيث تشتد برودة البحر، ويكون عدد السفن فيها قليل جداً ومن السفن الصغيرة، حيث انها تبحث عن المحار قرب السواحل لمدة قصيرة.
أنواع اللؤلؤ في الكويت
يتكون اللؤلؤ عندما يدخل جسم غريب مثل ذرة التراب داخل المحارة، وهو ما يدفعها للدفاع عن حيوان الرخويات داخل المحار لإفراز مادة ملساء محيطة بالجسم ليصبح ناعماً ومستديراً كنوع من الحماية، ويستمر بفرز هذه الطبقة مكوناً الؤلؤ، وتختلف جودة اللؤلؤ حسب قوة إفراز الحيوان الرخو، وتم تصنيف اللؤلؤ في الكويت حسب اللون كالآتي:
- المشير : وهو من اندر وأجود أنواع اللؤلؤ ومشهور بلنوه الأبيض المائل للحمرة الوردية.
- النباتي : اللؤلؤ الأبيض المشرب بالأحمر، غير ناصع البياض ويميل للصفرة ويشبه لون سكر النبات.
- الزجاجي : لؤلؤ ناصع البياض زجاجي براق لامع شفاف.
- السماوي : يميل للزرقة الحقيقة يشبه لون السماء الزرقاء الصافية.
- السنقباسي : وهو اكثر زرقة مما سبقه ويميل للون الرمادي.
- القلابي : هو اللون الأبيض المختلط بألوان الطيف والذي يتغير حسب الضوء.
- الخضراء : وهو من الأقل جودة وأقلهم قيمة ويميل للون الأخضر.
- الشقراء : وهو باللون الأشقر .
- الجيون : أجمل أنواع اللؤلؤ وأكثرها قيمة ويمتلك جميع صفات الجودة واللمعان.
- الخشن : وهو أصغرحجما مما سبقه ، وهو اللؤلؤ الحسن .
- الدرج : وهو نوع ممتاز ومميز ومستدير نفس مواصفات اللؤلؤ الخشن ولكن أصغر حجما .
- قولوة : وهو ذو شكل بيضاوي باللون الوردي الداكن .
- الناعم : وهو نوع صغير الحجم جيد كامل الاستدارة لكنه ، .
- البوكة : وهو لؤلؤ غير كامل الاستدارة مختلف الأشكال والأحجام والألوان وهو صغير الحجم .
- الفصوص : وهي عبارة عن اللآلئ الملتصقة بالمحارة ، وتكون بدرجات مختلفة حسب الحجم وطريقة الاستخراج .
- اللؤلؤ الأسود : كان يستخرج بكميات قليلة ومعروف باللون الشديد السواد .
هذه هي كافة المعلومات حول الغوص على اللؤلؤ في الكويت قديما، وقد تعرفنا على رحلة الغوص بحثاً عن اللؤلؤ، وبينا لكم ما هي أنواع اللؤلؤ في الكويت ومواسم اللؤلؤ التي يتم فيها الغوص للحصول على اللؤلؤ.