جدول المحتويات
ما حكم الأنين في المرض وتمني الموت؟ سؤال يطرحه الكثير من الأشخاص، لذا قررنا أن نعرض لكم الإجابة في هذا المقال،
وسوف نوضح لكم أيضًا النهي عن تمني الموت في القرآن.
النهي عن تمني الموت في القرآن
- أوضح أهل العلم أن تمني الموت مكروه، إذا تمناه الشخص لضر نزل به،
أما إذا كان يتمناه لخوفه من الفتنة في الدين فهو غير مكروه، وهذا باتفاق المذاهب الفقهية الأربعة:
الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنابلة. - ونستدل على ذلك بما جاء في القرآن الكريم، قولُ مريم: يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا [مريم: 23].
- أنَّ مريمَ عليها السلامُ تمنَّتِ الموتَ من جهةِ الدِّينِ؛ لوجهين:
الأوَّل: أنَّها خافَتْ أن يُظَنَّ بها الشرُّ في دِينِها وتُعيَّرَ؛ فيفتِنَها ذلك.
الثَّاني: لئلَّا يَقَعَ قَوْمٌ بِسَبَبِها في البُهتانِ، والنِّسبَةِ إلى الزِّنَا. - وهناك أيضًا بعض الأدلة من السنة النبوية الشريفة، كما ورد في الأحاديث التالية:
- عن أنسِ بنِ مالكٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه، أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ((لا يتمَنَّيَنَّ أحدُكم الموتَ مِنْ ضُرٍّ أصابَه،
فإن كان لا بُدَّ فاعِلًا، فليقُلْ: اللَّهُمَّ أَحْيِنِي ما كانَتِ الحياةُ خيرًا لي، وتوفَّنِي إذا كانت الوَفاةُ خيرًا لي)) - عن أبي هريرةَ رَضِيَ اللَّهُ عنه، قال: سَمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم يقول:
((لن يُدخِلَ أحدًا عَمَلُه الجَنَّةَ، قالوا: ولا أنت يا رسولَ اللهِ؟ قال: لا، ولا أنا، إلَّا أن يتغَمَّدَنيَ اللهُ بفضلٍ ورحمةٍ،
فسَدِّدوا وقارِبُوا، ولا يتمنَيَنَّ أحدُكم الموتَ: إمَّا مُحسِنًا؛ فلعلَّه أن يزدادَ خيرًا، وإمَّا مُسيئًا؛ فلعَلَّه أن يَسْتَعْتِبَ))
ما حكم تمني الموت بين دلالة الحديث على ماتذكر
- عنِ معاذِ بن جبل رَضِيَ اللهُ عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم:
((أتاني الليلةَ رَبِّي تبارك وتعالى في أحسَنِ صورةٍ…. وقال: يا محمَّدُ إذا صَلَّيْتَ فَقُل:
اللَّهُمَّ إنِّي أسألُكَ فِعْلَ الخيراتِ، وتَرْكَ المُنْكَراتِ، وحُبَّ المساكينِ، وأن تَغْفِرَ لي وترحَمَني،
وإذا أردْتَ فتنةً في قومٍ فتَوَفَّني غيرَ مَفتونٍ)). - ومعنى قولَه: ((وإذا أردْتَ فتنةً في قومٍ فتَوَفَّني غيرَ مَفتونٍ)) فيه أنَّه إذا خَشِيَ أن يُصابَ فى دِينِه فله أن يدعوَ بالمَوْتِ قبل أن يُصابَ بذلِكَ.
- وبناء على الحديث السابق فقد أوضح أهل العلم أنه لا يجوز تمني الموت إلا في حالة الخوف أن يصاب الشخص بالفتنة في دينه.
- ومن الجدير بالذكر أن تمني الموت لضر أو مرض نزل بالعبد أمر مكروه، إلا أن أنين المريض وشكوته لألمه الذي لا يطيق،
أمر غير مكروه فالله تعالى لا يكلف نفسًا إلا وسعها، وقد ورد في أحد الأحاديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد شكا ألمه، والحديث كالآتي: عن القاسِمِ بنِ محمَّدٍ، قال: قالت عائشةُ رَضِيَ اللَّهُ عنه:
((وا رأساهُ! فقال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ذاكِ لو كان وأنا حَيٌّ؛ فأستغْفِرَ لكِ وأدْعُوَ لَكِ. فقالت عائشةُ رَضِيَ اللَّهُ عنه: واثُكْلِيَاه! واللهِ إنِّي لأظُنُّكَ تُحِبُّ موتي، ولو كان ذاكَ لَظَلِلْتَ آخِرَ يَومِكَ مُعَرِّسًا ببعضِ أزواجِك، فقال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: بلْ أنا وا رَأساهُ! لقَدْ هَمَمْتُ- أو أردْتُ- أن أُرْسِلَ إلى أبي بكْرٍ وابنِهِ، وأعهَدَ؛ أن يقولَ القائِلونَ- أو يتمنَّى المُتَمَنُّون- ثم قُلْتُ: يأبى اللهُ ويدفَعُ المؤمنونَ، أو يدفَعُ اللهُ ويأبى المؤمنونَ ))