جدول المحتويات
بعد السعي ماذا يفعل المعتمر، فالعمرة والحج من العبادات الكبرى في الإسلام، والمقصود به زيارة بيت الله الحرام والقيام بمجموعة من الأفعال التي تصب في تعظيم الله تعالى، وهذا ما يسمى بأركان العمرة أو الحج والتي لها ترتيب معين، وإنما السّعي أحد هذه الأركان التي لا يتم بدونها الحج، ولذلك يتردد العديد من الأسئلة لدى من أنعم الله عليهم بالحج، ومنها سؤال ماذا افعل بعد السعي، وفي مقالنا اليوم عبر موقع سوف نجيب على هذا التساؤل وما يتعلق به.
بداية السعي
السّعي هو ركن أساسي من أركان الحج والعمرة، والمقصود به السعي بين جبلي الصفا والمروة الواقعين شرقي المسجد الحرام في مكة المكرمة، والسّعي بينهما يكون في سبعة أشواط يبدؤها المسلم من الصفا، ويختمها بالمروة ويحتسب الشوط باتجاه واحد، فإذا سعى الحاج أو المعتمر من الصفا إلى المروة هذا شوط، وعاد من المروة إلى الصفا هذا شوط ثاني وهكذا، وأما من حيث التاريخ، فأول من سعى هو أمنا هاجر زوج خليل الله سيدنا إبراهيم وأم سيدنا إسماعيل عليهم السلام، وقد كان ذلك عندما سعت بين الصفا والمروة بحثاً عن ماء تروي به ظمأ ابنها إسماعيل عليه السلام ذبيح الله تعالى، ولما عجزت، فجر الله عز وجل لها الماء من الأرض، حيث خرجت المياه بين قدمي ذبيح الله تعالى وهو ما زال طفلاً، وكان عدد الأشواط التي قطعتها، حتى ظهر لها الماء من بيت قدمي ولدها سبعة أشواط، وهذا هو سبب الأشواط السبعة التي يؤديها المعتمر أو الحاج في هذه العبادات الكبرى.
شاهد أيضًا: حكم السعي بين الصفا والمروة في الطابق الثاني أو سطح المسعى
بعد السعي ماذا يفعل المعتمر
بعد السعي يتحلل المعتمر من إحرامه التحلل الأول بالخلق أو التقصير، وهذا يتعلق بالرجل والمرأة على حد سواء، إلا أن المرأة لها التقصير دون الحلق، وأما الرجل فله الحلق والتقصير، إلا أن الحلق أولى وأفضل، وذلك لأن أهل العلم ذكروا أن النبي عليه الصلاة والسلام أثناء عمراته في حياته الكريمة، دعاء للمحلقين ثلاث مرات، في حين دعا للمقصرين مرة واحدة، وقال العلماء في بيان صفة الحلق أو التقصير أنها يجب أن تكون شاملة لجميع شعر الرأس، وقال العلماء أن المقصود بالحلق هو “تعميم شعر الرأس بالموس”، وفي التقصير قالوا “الأخذ من جميعه بالمقص دون استئصاله بالموس”، وهذا استبيان واضح للفرق بينهما، والله تعالى أعلم.[1]
هل يصلي المعتمر ركعتين بعد السعي
لا يسن للمعتمر أن يصلي ركعتين بعد السعي على الراجح في أقوال أهل العلم، وهذا ما ذهب إليه علماء المذاهب الفقهية باستثناء الأحناف الذين ذهبوا إلى استحباب ذلك، وقال العلماء أنه لا يجب مقارنة السعي بالطواف أو قياسه عليه، فالنبي عليه الصلاة والسلام صلى ركعتين بعد الطواف، إلا أن هذه المسألة لا تقاس على مسألة الصلاة بعد السّعي، كما يجدر الذكر أنه ذكر حديث يقول بأن النبي عليه الصلاة والسلام صلى ركعتين بعد انتهائه من الأشواط السبعة، إلا أن هذا الحديث تم تضعيفه من جهة، ومن جهة أخرى فسروا أن المقصود من الأشواط السبعة هم أشواط الطواف، وليس أشواط السّعي، والله تعالى أعلم.[2]
ماذا تقرأ في الصفا والمروة
دعاء بعد السّعي بين الصفا والمروة في العمرة أو في الحج ليس له صيغة محددة بعينها، وإنما يستحب للمرء أن يدعو بما شاء، وعن هذه المسألة تكلم الإمام ابن باز رحمه الله تعالى وأفاض، فقال إنه من الدعاء المستحب في السّعي ما ورد في القرآن الكريم أو في السنة النبوية الشريفة، وذكر ما ورد من أدعية النبي عليه الصلاة والسلام فيها عندما سعى بين الصفا والمروة “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده”، ويستحب له التكبير الذي ينطوي على الذكر والتحميد من الصيغ المعروفة كقوله “الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد”، وكل ما جاء به المسلم من ذلك طيب، والله تعالى أعلم.[3]
شاهد أيضًا: ادعية السعي في العمرة مكتوبة pdf
دعاء بعد السعي في العمرة
لقد بينا سابقاً ألا دعاء محدد في هذا، وإنما الدعاء يكون بما تجود به النفس، وما تطلبه من الله تعالى من حاجات، ولذلك يمكن للمسلم الحاج أو المُعتمر أن يدعو بما أحب، أو يدعو من الأدعية المأثورة التي وردت في السنن الشريفة أو في القرآن الكريم، ومنها:[3]
-
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
-
“اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ من فتنةِ النَّارِ وعذابِ النَّارِ ومن فتنةِ القبرِ وعذابِ القبرِ ومن شرِّ فتنةِ الغنى وشرِّ فتنةِ الفقرِ ومن شرِّ فتنةِ المسيحِ الدَّجَّالِ اللَّهمَّ اغسل خطايايَ بماءِ الثَّلجِ والبردِ ونقِّ قلبي من الخطايا كما نقَّيتَ الثَّوبَ الأبيضَ من الدَّنسِ وباعِد بيني وبينَ خطايايَ كما باعدتَ بينَ المشرقِ والمغربِ اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ من الْكسَلِ والْهرمِ والمأثمِ والمغرمِ”.
-
“اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي فاغْفِرْ لِي؛ فإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ”.
وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان بعد السعي ماذا يفعل المعتمر، والذي تعرفنا من خلاله على جواب هذا السؤال ومفهوم السّعي في العمرة والحج وتاريخه، كما تعرفنا على بعض الأدعية المستحبة في السّعي وبعده.