جدول المحتويات
بلغ عدد من حج مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أكثر من ؟ ، من الأسئلة التي سيتم الإجابة عليها في هذا المقال، فمن الجدير بالذّكر أنّ المقصود في الحجّ يُشير في اللغة إلى: قَصد الشيء المُعظَّم، أمّا في الاصطلاح الشرعيّ، فالحجّ هو: قَصْد بيت الله الحرام؛ لأداء مناسك معينة فرضها الله تعالى على عباده، كما يُعرَّف بأنّه: زيارة مكانٍ مخصص، في زمنٍ محدد، بنيّة أداء مناسك الحجّ بعد أن يكون المؤدي محرمًا، والمكان هو: الكعبة، وعرفة، والوقت المُحدد هو: أشهر الحجّ، وهي: شوّال، وذو القعدة، وذو الحِجّة.
بلغ عدد من حج مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أكثر من
بلغ عدد من حج مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أكثر من مائة ألف أو يزيدون، فقد أعلن النبي محمد صلى الله عليه وسلم في العام التاسع من الهجرة بأنه يريد الحج لكنه حج في السنة التابعة لها أي في العاشرة من الهجرة، ورأى بعض العلماء أنّ هذا هو التاريخ الذي فُرض فيه الحج.
ورد أنّ الحج فُرِض في العام الخامس من الهجرة، وهذا ما قاله الجوزي، وعلى الرغم من أنّه فُرِض في العام الخامس من الهجرة، إلّا أنّ الرسول عليه الصلاة والسلام خرج إلى مكّة في العام السابع للهجرة؛ لقضاء العمرة، وخرج في العام الثامن إلى مكّة؛ لفتحها، وبعثَ في العام التاسع قافلةً؛ للحجّ، وجعل رئيسها أبا بكر الصدّيق رضي الله عنه، ومن الجدير بالذّكر أنّ الرسول صلّى الله عليه وسلّم حجّ في العام العاشر من الهجرة؛ أي أنّه أخَّرَه مدّة، ولم يخرج إلى الحجّ على الفور.[1]
شاهد أيضًا: هل صام الرسول الست من شوال
كم مرة اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم
اعتمر الرسول عليه السلام أربع مرات فقد جاء في الحديث الصحيح حول مرّات العمرة التي قام بها النبي صلى الله عليه وسلم، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “اعْتَمَرَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أرْبَعَ عُمَرٍ، كُلَّهُنَّ في ذِي القَعْدَةِ، إلَّا الَّتي كَانَتْ مع حَجَّتِهِ: عُمْرَةً مِنَ الحُدَيْبِيَةِ في ذِي القَعْدَةِ، وعُمْرَةً مِنَ العَامِ المُقْبِلِ في ذِي القَعْدَةِ، وعُمْرَةً مِنَ الجِعْرَانَةِ، حَيْثُ قَسَمَ غَنَائِمَ حُنَيْنٍ في ذِي القَعْدَةِ، وعُمْرَةً مع حَجَّتِهِ”، وقد كان اعتماره عليه الصلاة والسلام في شهر ذي القعدة، والحكمة من ذلك هي مخالفة مشركي الجاهليّة في هذا الأمر، والذين كانوا ينظرون إلى الاعتمار في شهر ذي القعدة من الأمور الفاجرة التي لا يجب القيام بها.[2]
شاهد أيضًا: كم مكث الرسول في مكة
كم عدد حجات الرسول
نزولًا عند العمل بقوله تعالى في سورة آل عمران: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}، وانطلاقًا من كونه خاتم النبيّين وسيّد الخلق والمرسلين، كان لا بدّ للنبيّ صلّى الله عليه وسلّم أن يحجّ إلى بيت الله، والجدير بالذكر عند إجابة السؤال القائل: كم مرة حج الرسول عليه الصلاه والسلام ، أنّه لا بدّ من معرفة ذلك قبل وبعد البعثة، وقبل وبعد الهجرة، على النحو الآتي:[3]
حجة الرسول قبل البعثة
إنّ الإجابة على سؤال كم حج الرسول عليه الصلاه والسلام قبل البعثة فيها بعض الأقاويل التي تفيد أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قبل حمل أمانة تبليغ رسالة الدّين الإسلاميّ، ومن العلماء الأئمّة التي أوردت ذلك:
- ابن حجر: والذي يرى أنّ العرب قبل البعثة كانوا دائمًا ما يحرصون على القيام بمناسك الحجّ، وأنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قبل بعثته ليكون خاتم الأنبياء كان يشارك آله فيها، ولكن لم يرد أيّ قولٍ حول عدد الحجّات التي حجّها النبيّ قبل البعثة.
- الكشميريّ: والذي يرى أنّ العرب عامّةً وقريش خاصّةً كانوا في كلّ عامٍ يقفون في مزدلفة، وأمّا الخصوص في قريش أنّهم لا يذهبون إلى عرفات، ولكنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان يذهب مع العامّة إلى عرفات، وأيضًا لم يرد أيّ قولٍ حول عدد الحجّات التي حجّها النبيّ قبل البعثة.
حجة الرسول بعد البعثة
بعد بعثة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وحمله لواء الإسلام وتبليغ الرّسالة، كان لزامًا عليه أن يكون قدوةً في الأمور التي يبلّغها لسائر المؤمنين، وأمّا عن إجابة سؤال كم مرة حج الرسول عليه الصلاه والسلام بعد البعثة فهي تنقسم إلى قسمين الأوّل منها قبل هجرته إلى المدينة المنورة، والشطر الآخر بعد هجرته إلى المدينة، والإجابة تكمن فيما سيأتي من المقال.
حجة الرسول قبل الهجرة
إنّ فريضة الحجّ من الأمور التي كانت مشهورة ومعروفة قبل دخول الإسلام عند العرب، فلمّا كان الإسلام واقعًا في أرض مكّة، ما كان من النبيّ صلّى الله عليه وسلّم إلّا أن يأمرهم بالحجّ بالطريقة التي عرفوها عن سيّدنا إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام، وكان ذلك قبل أن يكون الحجّ فريضة، وقد جاء في الحديث الذي رواه جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: “حجَّ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثلاثَ حِجَجٍ: حَجَّتَينِ قبلَ أنْ يُهاجِرَ، وحَجَّةً بعدَما هاجَرَ معَها عُمْرةٌ”، ورجاله ثقات، وعلى ذلك فإن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قد حجّ مرّتين قبل أن يهاجر من مكّة المكرّمة إلى المدينة المنوّرة.
حجة الرسول بعد الهجرة
كم مرة حج الرسول عليه الصلاه والسلام بعد الهجرة؟ سؤالٌ تكمن الإجابة عليه فيما ثبت في الأثر، وهو أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قد حجّ مرّةً واحدةً بعدما كان الحجّ فريضةً على المؤمنين، وكان ذلك بعد هجرته الشريفة إلى المدينة المنوّرة، وهي الحجّة التي سُمّيت بحجّة الوداع، وقد ورد في الحديث الصحيح عن أنس بن مالك رضي الله عنه: “قلتُ لأنسِ بنِ مالكٍ كمْ حجَّ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال حجةً واحدةً واعتمرَ أربعَ عُمرٍ عُمرةٌ في ذي القعدةِ وعمرةُ الحديبيةِ وعمرةٌ معَ حجتِهِ وعمرةُ الجِعرانةِ إذْ قسَّمَ غنيمةَ حُنينٍ”، وعدد مرّات حجّ النبيّ عليه الصلاة والسلام بعد الهجرة من الأمور التي لا خلاف فيها بين العلماء، فهي حجّة الوداع لا غيرها، والتي كانت العاشرة بعد الهجرة.
حجة الوداع
بعد الخوض في إجابة السؤال الذي يطرحه عنوان المقال: كم مرة حج الرسول عليه الصلاه والسلام كان لا بدّ من التوسّع أكثر في الحجّة الوحيدة التي حجّها النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بعد أن فرض الحجّ على المسلمين، ألا وهي حجّة الوداع، فبعد أن أكرم الله سبحانه المسلمين بفتح مكّة، ودخل النّاس في دين الإسلام أفواجًا، فرض الله على المسلمين الحج، وقد خرج النبيّ صلّى الله عليه وسلّم لأداء هذه الفريضة في الخامس والعشرين من شهر ذي القعدة في السنة العاشرة بعد الهجرة، وهي الحجّة التي ودّع بها النبيّ أصحابه الكرام، وقد قال في خطبته: ” يا أَيُّها الناسُ خُذُوا عَنِّي مناسكَكم ، فإني لا أَدْرِي لَعَلِّي لا أَحُجُّ بعد عامي هذا“، ولم ينته النبيّ صلّى الله عليه وسلّم إلّا وقد علّم المسلمين بمناسك الحجّ كلّها، وأخبرهم بما يجوز فيه وما يحرم عليهم، فكانت تدعى إلى جانب كونها حجة الوداع بحجّة البلاغ وحجّة الإسلام، وبعد أشهرٍ قليلة من حجّة الوداع فاضت روح النبيّ صلّى الله عليه وسلّم الشريفة إلى خالقها سبحانه وتعالى.
شاهد أيضًا: من هو الرسول الذي صام لأول مرة
إلى هنا نكون قد أجبنا على سؤال: بلغ عدد من حج مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أكثر من ، بالإضافة إلى التعرف على عدد المرات التي حج فيها الرسول صلى الله عليه سلم وكل ما يتعلّق بذلك وعدد المرات التي اعتمر فيها.