تجربتي مع ارتفاع إنزيمات الكبد علمتني كثيرًا عن جزء لم أكن أعلم عنه شيء، فقبل أن أعلم بأني مصاب بارتفاع الإنزيمات لم أكن أعرف أي شيء عن الكبد أو وظائفه أو المهام التي يقوم بها للجسم، ومن خلال تجربتي مع ارتفاع إنزيمات الكبد تعرفت على الكثير عن طريق طبيبي المعالج، ومن خلال سأنقل لكم تجربتي كاملة حتى تعم الفائدة على الجميع.
تجربتي مع ارتفاع إنزيمات الكبد
إن لي قصة قد تصنف أنها من ضمن القصص الملهمة للبعض، إلا أن تجربتي مع ارتفاع إنزيمات الكبد كانت أكثر من مجرد قصة بالنسبة لي.. بدأ الأمر معي عندما كنت دائم الشعور بالتعب على أقل مجهود، ولا أخفيكم المواقف المحرجة التي كنت أتعرض لها بسبب هذا.
فقد كنت أحيانًا موضع سخرية وسط أصدقائي وفي عملي، وأحيانًا داخل أسرتي حتى، فلم أكن من الأشخاص التي تحب الأطباء أو الدخول لمستشفى فكنت أظن أن هذا يعود إلى إرهاقي في العمل وبسبب قلة نومي، إلا أن استفزازات من حولي أشعرتني أن الأمر غير طبيعي.
فتجربتي مع ارتفاع إنزيمات الكبد بدأت عندما قمت بزيارة الطبيب وطلب مني إجراء تحاليل للكبد، فحينها علمت أن تعبي وإرهاقي الدائم يرجع إلى أني مريض كبد.
من هنا بدأت رحلة العلاج، حتى مَن الله علي بالشفاء، وذلك باتباع إرشادات وتعليمات الطبيب المعالج، ولهذا سأمنحكم كل ما في جعبتي من معلومات اكتسبتها في تجربتي مع ارتفاع إنزيمات الكبد.
يمكننا من خلال تحاليل وظائف الكبد أن نعرف عن طريق الإنزيمات الموجودة في الدم أن تشير المستويات القليلة عن المستوى الطبيعي إلى وجود أمراض أو مشاكل في الكبد، فتشمل الاختبارات التي تجرى على وظائف الكبد ما يلي:
اقرأ أيضًا: ارتفاع انزيمات الكبد عند الأطفال
إنزيم ناقلة أمين الألانين (ALT)
هذا الإنزيم هو إنزيم موجود في الكبد، وظيفته هو تحويل البروتينات إلى طاقة في خلايا الكبد، وعند حدوث تلف في الكبد ينطلق هذا الإنزيم ويزيد مستوياته في مجرى الدم.
إنزيم ناقلة أمين الأسبارتات (AST)
هذا الإنزيم هو من الإنزيمات التي تساعد على استقلاب الأحماض الأمينية فهو يعمل بنفس طريقة “أمين ALT” والذي يوجد في الدم بين مستويات منخفضة.
لكن عند زيادة مستوى هذا الإنزيم فيدل على وجود إصابة أو تلف في العضلات أو إصابة في الكبد أو الإصابة بأحد الأمراض الأخرى ففي العادة يكون مستوى الإنزيم منخفض في الدم.
إنزيم الفوسفاتاز القلوي (ALP)
إنزيم الفوسفاتاز القلوي هو إنزيم يوجد في الكبد، ويوجد أيضًا في العظام، وهو مهم جدًا لتحليل البروتينات، ولكن في حالة وجوده في المستويات أزيد من اللازم تشير إلى أحد الأمراض مثل: انسداد القناة الصفراوية أو أمراض العظام أو تلف في الكبد.
الألبومين والبروتين الكلي
الألبومين هو أحد البروتينات المتعددة التي يتم إنتاجها داخل الكبد وتحتاج إليها أجسامنا لمكافحة أي عدوى، وتساعد الكبد على أداء وظائفه الأخرى، وفي حالة تدني المستويات من هذا البروتين لأقل من الطبيعي يشير هذا إلى حدوث تلف الكبد أو الإصابة بأحد الأمراض الأخرى.
مادة البيليروبين
هذه المادة يتم إنتاجها أثناء حدوث عملية التكسر الطبيعي لكريات الدم الحمراء، فهو يمر عبر الكبد، ويتخلص الجسم منه في البراز، وفي حالة وجود مستويات عالية منه في الدم يسمى هذا باليرقان، ويمكن أن تشير أيضًا إلى حدوث تلف في الكبد أو الإصابة بأحد الأمراض الأخرى أو أمراض فقر الدم.
إنزيم ناقلة البيتيد جاما جلوتاميل (GGT)
هذا الإنزيم هو إنزيم يوجد في الدم، وعندما يوجد في التحليل وتكون مستوياته في الدم أعلى من الطبيعي فهذا يشير إلى وجود تلف في الكبد أو إصابة الشخص بأحد أمراض القناة الصفراوية.
إنزيم نازعة هيدروجين اللاكتات (LD)
هذا الإنزيم هو من الإنزيمات الموجودة في الكبد وفي حالة ارتفاع المستويات لهذا الإنزيم قد تدل على تلف في الكبد، ويمكن أيضًا أن يدل هذا الارتفاع الحادث على نتيجة عدد من الأمراض التي قد تصيب الكبد أو أي أجزاء أخرى من الجسم.
زمن البروثرومبين pt
زمن البروثرومبين هو الوقت الذي يحتاجه الدم للتجلط، وعند التحليل وفي حالة ارتفاع الوقت المستغرق للبروثرومبين يدل هذا على تلف في الكبد، ويمكن أن يدل هذا أيضًا على تناول الشخص أدوية تساعد في سيولة الدم.
اقرأ أيضًا: هل ارتفاع إنزيمات الكبد دليل على وجود فيروس
دلالات إنزيمات الكبد
من خلال تجربتي مع ارتفاع إنزيمات الكبد وجدت أنه يمكن اللجوء للاختبارات التي نعرف منها مستوى الإنزيمات في الكبد للتعرف على الآتي:
- الكشف عن وظائف الكبد بصفة عامة.
- تكشف إنزيمات الكبد عن إصابة الكبد بأحد الأمراض الفيروسية التي تصيب الكبد وأي الأمراض أخرى.
- يتم من خلال إنزيمات الكبد متابعة التطور لأحد الأمراض مثل: فيروس سي أو يتم أيضًا الاختبار وتحديد كفاءة العلاج الذي يتعاطاه المريض.
- يتم أيضًا عن طريق تحليل الإنزيمات تقييم شدة الأمراض التي من الممكن أن تصيب الكبد مثل: تليف الكبد.
- يستخدم أيضًا تحليل إنزيمات الكبد في الكشف عن الآثار الجانبية لبعض الأدوية التي تسببها للجسم، فتوجد أدوية يجب تناولها بحظر ومتابعة أثارها من خلال تحليل إنزيمات الكبد.
أسباب ارتفاع إنزيمات الكبد
من الأسباب التي تكون لها دور في ارتفاع إنزيمات الكبد هي الأدوية التي يأخذها المريض، فيجب إعلام الطبيب بذلك؛ حتى يتم اتخاذ الإجراء المناسب، ويتم عمل تحليل الإنزيمات، ثم مراقبة المريض لمدة تصل إلى شهور أحيانًا بعد التوقف عن هذه الأدوية.
ثم عمل التحاليل مرة أخرى؛ لمعرفة سبب ارتفاع مستوى الإنزيمات هل كان هو الدواء الذي أعطاه إياه أم توجد أسباب مرضية أخرى؟ ومن هذه الأدوية:
المسكنات بأنواعها وهي مثل: “الأسبرين، الباراسيتامول، الايبوبروفين،
الديكلوفيناك، النابروكسين”.
أدوية علاج التشنجات وهي كثيرة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: “الفينو باربيتال، الفينيتوين”.
المضادات الحيوية، نعم إن المضادات الحيوية قد يكون لها حد آخر مظلم وخفي إن تم التهاون في تعاطيها دون إرشادات الطبيب، لذا يجب الالتزام بالجرعات التي يحددها الطبب وكذلك الوقت المتفق عليه للعلاج، ونعطيكم أمثلة على المضادات الحيوية، وهي مثل: “التتراسيكلين، الفلوكونازول، السلفوناميدات”.
قس على ما سبق عدد من العقاقير والأدوية الأخرى كأدوية أمراض القلب، وأدوية خفض الكوليسترول، ومضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، وكذلك لا يمكننا إغفال أدوية الالتهاب الفيروسي الكبدي بأنواعه”.
اقرأ أيضًا: أسباب وأعراض وعلاج ارتفاع انزيمات الكبد
سرطان الكبد
أكثر الذين يصابون بمرض السرطان هم من أصيبوا بالتهاب الكبد الفيروسي b، وقد يؤدي هذا الالتهاب إلى حدوث تليف كبدي، وكل هذا يسبب ارتفاع إنزيمات الكبد.
فمن السيئ أنه لا يتم الكشف عن مرض سرطان الكبد في إلا مراحل متأخرة، ولكن يمكن محاولة تلافي ذلك بأن يقوم المريض الذي تكون لديه إنزيمات الكبد مرتفعة بعمل تحاليل كل ستة أشهر؛ لمراقبة حالة ارتفاع وانخفاض الإنزيمات.
كما أنه يمكن أن يتم الفحص من خلال الموجات فوق الصوتية، ومتابعة حالة الكبد، ويمكن أيضًا التعرف على مرض السرطان في حالة إفراز الكبد لبروتين يسمى AFP، وهو بروتين يتم إفرازه عن طريق الكبد، وفي حالة زيادة مستوى هذا البروتين يكون وصل السرطان إلى مراحل متأخرة.
قد يؤدي هذا الالتهاب إلى حدوث تليف كبدي، وكل هذا يسبب ارتفاع إنزيمات الكبد، فكما ذكرنا أنه من السيئ أن يتم الكشف عن مرض سرطان الكبد في متأخرًا، كما أنه يمكن أن يتم الفحص من خلال الموجات فوق الصوتية، أو تسمى أيضًا التصوير بالسونار لمتابعة حالة الكبد.
كما يمكن أيضًا التنبؤ بمرض السرطان في حالة استمرار أعراض ارتفاع إنزيمات الكبد، فمن واقع تجربتي مع ارتفاع إنزيمات الكبد وعند الذهاب إلى الطبيب شرح لي أنه توجد عدة أعراض وعلامات ترافق إنزيمات الكبد.
فعند حدوثها يجب على من يرى هذه العلامات أن يذهب للطبيب فورًا، وأن يتم إجراء تحليل إنزيمات الكبد؛ للتعرف على سبب هذا الارتفاع أو الانخفاض.
أعراض تذبذب إفراز إنزيمات الكبد
تشمل هذه الأعراض ما يلي:
- اليرقان وهو في هيئة اصفرار للجلد، وأن يكون بياض العينين يتحول لونه من الأبيض الصافي إلى اللون الأصفر، ويحدث ذلك أيضًا للأغشية المخاطية، فيدل هذا على وجود مشاكل في الكبد أو أحد الفيروسات التي يكون من أعراضها نفس هذه الأعراض.
- من خلال تورم في البطن، ويصاحب ذلك ألم، فهذا يدل على وجود ارتفاع إنزيمات الكبد.
- الشعور الدائم بالغثيان والقيء هو شعور يصاحب من لديه مشاكل في الكبد، ومشاكل في إنزيمات الكبد، فهو دائمًا يريد القيء ويشعر دائمًا بالغثيان.
- تغير لون البول من الأصفر الفاتح إلى الأصفر الداكن أو البرتقالي يدل ذلك على تغيرات في إنزيمات الكبد التي يجب أن يتم الكشف عنها عن طريق التحليل فورًا.
- تغير لون البراز من اللون الداكن إلى اللون المائل للاصفرار والأصفر الفاتح فيدل هذا على بعض الأمراض التي تصيب الكبد، ويمكن أيضًا أن يكون دليل هذا على زيادة نسبة العصارة الصفراوية في الكبد؛ فهذه زيادة يتم إفرازها في البراز فتكون دليل على وجود مشاكل.
- الضعف هو من الأعراض الشائعة التي تصيب مريض الكبد فهو يشعر دائمًا بأنه ضعيف الجسم، ولا يقدر على بذل أي مجهود حتى لو بذل مجهود ضعيف يشعر بأنه مجهد، فيجب عند الشعور الدائم بالإعياء عمل تحليل إنزيمات الكبد التي ستكون غالبًا نتيجتها مرتفعة.
- يشعر المريض بارتفاع إنزيمات الكبد بأنه ليس لديه أي إقبال على الطعام، أي أنه مصاب بضعف الشهية، ويؤثر هذا طبعًا على طاقته وممارسة حياته اليومية؛ لأنه لا يستطيع تناول الطعام الذي يمكنه من ممارسه حياته الطبيعية.
اقرأ أيضًا: ارتفاع أنزيمات الكبد إلى 80
الفئات المعرضة لارتفاع إنزيمات الكبد وأمراض الكبد
أثناء تجربتي مع ارتفاع إنزيمات الكبد فعندما كنت أجلس مع أحد الأطباء كنت أندهش من أنه توجد أشخاص معينة يطلب منهم مباشرةً تحليل إنزيمات الكبد.
عرفت منه أنه يوجد فئات من الناس يكونون أكثر عرضة للإصابة بأمراض الكبد، والتي تشير إليها إنزيمات الكبد عند ارتفاعها وهذه الفئات هي:
- الأشخاص الذين يتعاطون المواد المخدرة والأقراص المخدرة ومن يتناولون الكحول باستمرار، فذلك له تأثير مباشر على الكبد، فهي تدخل ضمن جدول السموم، فبالتالي من لديه تاريخ في شرب الكحوليات أو تعاطي المخدرات يطلب منه فورًا إجراء تحليل إنزيمات الكبد.
- من الفئات التي يتم اتخاذ قرار بأنها يلزمها تحليل الإنزيمات الكبد هم الأشخاص الذين يكون لديهم تاريخ عائلي ووراثي في أمراض الكبد؛ فهم يكونون أيضًا عرضة لأمراض الكبد وارتفاع الإنزيمات.
- من الأسباب التي تجعل الطبيب يشك في أن المريض يعاني من أحد أمراض الكبد هم الأشخاص الذين يعانون من السمنة وزيادة الوزن، فهي تعمل على زيادة الدهون وتراكمها على الكبد مما يضعف الكبد ويقلل من كفاءته، وبالتالي يؤثر ذلك على إنزيمات الكبد.
- من الأمراض التي لها تأثير مباشر على الكبد بصورة خاصة، وعلى الجسم بصفة عامة هو مرض السكري، فمرض السكري هو أساسًا ناشئ عن خلل يحدث في الكبد، وبالتالي من التأثيرات والآثار السلبية التي تنجم عن هذا المرض هو ارتفاع نسبة الإنزيمات.
بعض الأدوية عند وصفها لعلاج بعض الأمراض تسبب ارتفاع لمستويات الإنزيمات، وبالذات إنزيمين بصفة خاصة وهما: ALT وAST وهذه الأمراض هي:
مرض الكبد الدهني
هذا المرض يصيب الأشخاص الذين يعانون من السمنة بصفة عامة، وكما ذكرنا أنه تزيد نسبه الدهون على الكبد، مما يتسبب في خلل في وظائفه، وفي هذه الحالة ينصح الطبيب بعد النصائح مثل:
تغيير أسلوب الحياة وتقليل الوزن عن طريق ممارسة الرياضة أو تناول طعام صحي ومتوازن، أو محاولة حرق السعرات بنسبة أكبر من استهلاكها، أي أن يعمل الجسم على استهلاك الدهون المختزنة بداخله أكثر مما يعطيها له الإنسان من الخارج.
متلازمة الأيض
هي من الأمراض التي تتسبب في ارتفاع إنزيمات الكبد، ويمكن للطبيب للتقليل من أعراض ارتفاع إنزيمات الكبد أن يلجأ إلى عوامل مساعدة مثل: تناول المريض وسيره على نظام غذائي صحي ومتوازن، وضبط مستويات السكر في الدم بصفة مستمرة، مع محاولة عدم التعرض للقلق والتوتر.
التهابات الكبد
يتم الكشف عنها من خلال ارتفاع الإنزيمين الذي ذكرناهما، فالتغير الذي يحدث في وظائف الكبد يظهر في هذين الإنزيمين، ومن الممكن أن يتم العلاج على فترات طويلة الأجل إذا كانت هذه الالتهابات حادة.
ممكن أن تكون قصيرة الأجل ولكن بشكل عام ينصح الطبيب بأن يشرب المريض سوائل كثيرة، مع تجنب شرب الكحوليات تمامًا، وراحة المريض التامة حتى يأتي العلاج بنتائجه.
اقرأ أيضًا: هل التهاب الكبد خطير أم لا؟
بهذا أكون قد عرضت عليكم تجربتي مع ارتفاع إنزيمات الكبد، فيجب علينا الاهتمام بصحة الكبد لأن صحة الجزء تعود على الجسد كله بالنفع.