تجربتي مع التعب المزمن كانت تجربة بالرغم من قلقي منها في البداية إلا أنني وجدتها تجربة خفيفة، فقد كنت أتوقع أن أعراض هذا المرض لغز يصعب حله، وقد زاد الأمر سوءًا عندما توجهت للطبيب وعرفت منه أنني أعاني من التعب المزمن؛ فقد هالني اسم المرض.
لكن عندما شرح لي هذا المرض ووصف طرق علاجه وجدت أن الأمر أسهل مما توقعت، لذا دعوني من خلال أعرض عليكم تجربتي، لكوني معتقد أن الكثير من الممكن أن يمروا بها وهم لا يعلمون عنها شيء.
تجربتي مع التعب المزمن
التعب المزمن له أسباب متعددة يمكن أن تصيب الشخص، وهو ليس كالتعب العادي، فبعض الأشخاص يتم وصفهم بأنهم كسولين أو لا يحبون أن يقوموا بأي مجهود، ولكن في الحقيقة هم لا يستطيعون القيام بأي مجهود بسبب متلازمة التعب المزمن، التي تنتج من خلل أو عدم توازن في أداء أجهزة الجسم.
كما أن من الأسباب التي من الممكن أن تكون سببًا في الإصابة بمتلازمة التعب المزمن هو الجهاز المناعي، فقد أكدت دراسة أجريت في بريطانيا، أن فرط نشاط الجهاز المناعي من الأسباب التي تؤدي إلى ظهور أعراض متلازمة التعب المزمن.
يتم تصنيف الشخص كمصاب بمتلازمة التعب المزمن إذا استمرت أعراض التعب لفترة تزيد عن ستة أشهر.
من الممكن أن يشعر المصاب بمتلازمة التعب المزمن أن ترتفع حرارته، أو أن يصاب بتضخم العقد الليمفاوية.
اقرأ أيضًا: اسباب التعب الدائم
أنواع التعب المزمن
يتم تقسيم التعب المزمن إلى نوعين رئيسيين وهما ما يلي:
- التعب المزمن الذي ينتج من دون سبب عضوي واضح أو ملموس، أو من الممكن أن يكون السبب نفسي، أو صدمة عصبية، أو آثار من سموم في الجسم.
- التعب المزمن الذي يأتي كنتيجة لمرض أصاب الشخص وهذا المرض معروف، فيكون التعب المزمن أثرًا جانبيًا له.
الفرق بين التعب العادي والتعب المزمن
يمكننا أن نفرق بين التعب العادي والتعب المزمن بسهولة من خلال ما سنذكره في السطور القادمة، فالتفرقة بين التعب العادي والمزمن تكون كالآتي:
التعب العادي
يكون ناتج عن حالة يمكن علاجه، فنقص الفيتامينات مثلًا يتم تعويضه بالفيتامينات، ممارسة مجهود بدني شاق أو قلة النوم بعد أخذ قسط من الراحة سيتم زوال سبب التعب، فالتعب العادي يكون بسبب حدث مؤقت، كتوتر أو قلة ساعات نوم.
فهذه الحالات كلها يمكن أن نغيرها، مع الانتظام على تناول غذاء صحي، والنوم لمدة كافية.
التعب المزمن
التعب المزمن يكون عكس التعب العادي تمامًا، فمن الممكن أن يكون الشخص قد نال قسطًا كافيًا من الراحة، ولم يمارس أي مجهود ويشعر بالتعب والمجهود، فمتلازمة التعب المزمن لا ترتبط بالراحة بل بعوامل أخرى.
أعراض التعب المزمن
بعدما فرغ الطبيب من تعريفي بالمرض، وشرح أنواع المرض أردت أن أستزيد من المعلومات التي تكون إضافة لي في تجربتي مع التعب المزمن، وأن أعرف الأعراض الكاملة التي تصاحب المرض، وذكر لي أن أعراض مرض التعب المزمن تكون كالتالي :
- يشعر من يصاب بالتعب المزمن بألم في العضلات مع آلام في الرأس، كما أنه من الممكن أن يعاني من آلام في الحنجرة، وفي المفاصل.
- شعور بالتعب يصاحب المصاب على مدار اليوم بطوله، أو معظمه.
- يجد المريض صعوبة في التركيز والتذكّر، وقد يشعر بصعوبة في التفكير أحيانًا.
- الأرق مع صعوبة في النوم أو الاستيقاظ من النوم خلال الليل مع الإحساس بالتعب وبأن الجسم لم ينل كفايته من النوم.
- قد يعاني المصاب بالتعب المزمن من حساسية في غدد العنق أو أنه قد يصاب بحساسية تحت الإبطين.
- ظهور الأعراض السابقة بعد ممارسة نشاط جسدي أو ذهني لم يكن يشكّل من قبل أية مشكلة، فهذا يجعلنا نتأكد من أن هذه الأعراض نتيجة للإصابة بمرض التعب المزمن.
عوامل الإصابة بمرض التعب المزمن
توجد بعض العوامل التي تتزامن مع الإصابة بالتعب المزمن، أو تكون سببًا للإصابة بالتعب المزمن والتي عرفتها من خلال تجربتي مع التعب المزمن، وهذه العوامل ما يلي :
- الأفراد بين عمر الـ 25 و 45 يكونون أكثر الأشخاص إصابة بالتعب المزمن، مع العلم بأن الأكثر إصابة بمرض التعب المزمن في هذه المرحلة العمرية يكونون من النساء.
- من السهل التعرض إصابة الشباب بالتعب المزمن بعد إصابتهم ببعض الأمراض المعينة مثل مرض كثرة الوحيدات المعدي والذي ينتقل من التقبيل أو ممكن انتقاله عبر التشارك في أواني الطعام والأكواب، كما أن الأنفلونزا من الأمراض التي يمكن يصاب الشاب بعدها بالتعب المزمن، ومن النادر جدًا إصابة الأطفال بالتعب المزمن.
اقرأ أيضًا: التعب الذهني وكيفية التغلب عليه
تشخيص التعب المزمن
تعرفت من خلال تجربتي مع التعب المزمن أنه يمكن تشخيص التعب المزمن بإجراء عدد من الفحوصات والتحاليل وهي ما يلي:
- تحليل الغدة الدرقية، للتأكد من أن الشخص لا يعاني من قصور أو فرط في نشاط الغدة الدرقية.
- تحليل نسبة المعادن والفيتامينات في جسم المريض.
- تحليل السكري، للتأكد من عدم الإصابة بالسكري من النوع الأول أو الثاني.
- تحليل الـ PH في الجسم، وتعني الـ PH نسبة الحموضة.
- التأكد من عدم وجود أورام سرطانية.
معايير تشخيص التعب المزمن
توجد بعض النقاط المهمة التي اتخذها معهد الطب بالولايات المتحدة كمعايير لتشخيص مرض التعب المزمن، وهي ما يلي :
- لا يشفى المريض من التعب حتى بعد وقت طويل من الراحة.
- من يصاب به قد لا يستطيع أداء عمله أو أي نشاط كان يقوم به بسبب فرط الإحساس بالتعب.
- يزيد الشعور بالتعب المزمن مع أي زيادة ولو طفيفة بالمجهود الذهني أو العاطفي أو الجسدي.
علاج التعب المزمن
العلاج من مرض التعب المزمن ليس بالأمر الصعب، بل إنه من السهل جدًا علاجه، ذلك بالطرق الآتية:
- يجب على من يعاني ممن التعب المزمن أن يقوم بممارسة الرياضة بانتظام، وعدم ممارسة أي رياضات عنيفة أو مجهدة.
- ركوب الدراجات من الأشياء المفيدة لعلاج التعب المزمن.
- بعض الدراسات تقول أن المسبب لمتلازمة التعب المزمن هو خلل في إفرازات الغدة الكظرية، ويكون ذلك بسبب ضغط نفسي أو جسماني، ويمكن تحفيز وعلاج الغدة الكظرية عن طريق تناول شراب العرقسوس فهو مفيد جدًا لتعزيز أداء الغدة الكظرية.
- يمكن أيضًا تعزيز أداء الغدد الصماء عن طريق تناول الجنسنج، فهو يعمل على ضبط أداء إفراز الهرمونات في الجسم.
- ضبط النظام الغذائي وتناول غذاء صحي يعزز من الفيتامينات التي يحصل عليه الجسم.
اقرأ أيضًا: علاج الخمول والتعب والرغبة الشديدة في النوم
بهذا أكون عرضت عليكم تجربتي مع التعب المزمن وأعراضه، والفرق بينه وبين التعب العادي، كما عرضت لكم كيفية تشخيص المرض، وما الطرق التي نستخدمها للعلاج من التعب المزمن، فهذا المرض مع كونه مرضًا مزعجًا.