تجربتي مع سرطان البلعوم الأنفي

تجربتي مع سرطان البلعوم الأنفي هي تجربة صعبة، حيث أن مرض السرطان هو واحد من الأمراض التي تشكل خطر كبير على الصحة، ولكن من السهل تخطيه وعلاجه في حالة امتلاك قوة وعزيمة وإرادة.

وما دفعني لنقل تجربتي مع سرطان البلعوم الأنفي بالتفصيل هو أنه يحتاج ذلك المرض إلى خطة علاجية شاملة بجانب التحلي بالصبر والقوة، نتناول الحديث عن كل ما يتعلق بهذا المرض بداية من الأعراض وإلى طرق العلاج بالمقال الآتي عبر موقع زيادة .

اقرأ أيضًا: أعراض سرطان البلعوم الأنفي

تجربتي مع سرطان البلعوم الأنفي

تتمثل تجربتي مع سرطان البلعوم الأنفي في السطور التالية:

في البداية من الضروري أن أوضح لكم أن البلعوم الأنفي هو واحد من أهم الأعضاء الحيوية المسؤولة عن عملية التنفس، فهو له دور فعال في نقل كل من غاز الأكسجين وثاني أكسيد الكربون من وإلى الجسم، ومن السهل أن يتعرض لظهور الأورام الخبيثة وبالتالي إصابته بالسرطان وانخفاض أداءه.

من خلال تجربتي مع سرطان البلعوم الأنفي تمكنت من معرفة موقعه بالتحديد، حيث يقع بين المنطقة الخلفية للحلق ومؤخرة الأنف، كما أدركت أن سرطان البلعوم الأنفي واحد من الأمراض النادرة التي قلما يصاب بها الأفراد، والذي من الصعب اكتشافه في معظم الحالات ولكن لسبب ما تمكنت من اكتشاف المرض في بداياته.

حيث قد بدأ الأمر معي حينما ظهرت مجموعة من الأعراض الشديدة ولم أتمكن من تحديد سبب ظهورها، فقد كنت أعاني من نزيف حاد من الأنف، وخروج الدم برفقة اللعاب، والإحساس بالآلام الرأس الممتدة وعلى الرغم من أن وضعي الصحي كان لازال جيدًا للغاية، إلا أنني شعرت بالخوف الشديد من هذه الأعراض التي لا مبرر واضح لحدوثها.

بالطبع كان ذلك سبب كبير لدفعي إلى التوجه للاستشارة الطبية للتحدث مع الطبيب وإخباره بكل ما أعانيه وأتمكن من اكتشاف السبب، وفي صباح اليوم التالي توجهت إلى الطبيب وشرحت له حالتي والأعراض التي تحدث لي، في البداية سألني الطبيب مجموعة من الأسئلة وبدأ في فحصص منطقة الرقبة.

بعدها بدأ الطبيب في الشك باحتمالية إصابتي بسرطان في البلعوم الأنفي، ولكن لم يتأكد بنسبة 100% إلا بعد إخضاعي لإحدى اختبارات تشخيص المرض ألا وهي اختبار المنظار ما يعرف أيضًا باسم التنظير الأنفي والذي بالفعل أكد إصابتي بهذا المرض اللعين.

في الواقع شعرت بالخوف الشديد وأصبحت أرى أن موتي أصبح قريب، حتى أنني استسلمت لبضع دقائق لكن سرعان ما بدأت في استجماع ذاتي وأردت أن ابدأ رحلة علاجي من هذا المرض الخبيث فلم أرغب في الاستسلام أو ترك عائلتي.

في الحقيقة كنت من المحظوظين الذين تمكنوا من اكتشاف المرض خلال مراحله الأولى أي أن العلاج سوف يكون أكثر فعالية، وهذا كان من أقوى الأسباب التي ساعدتني خلال تجربتي مع سرطان البلعوم الأنفي ألا استسلم مطلقًا للمرض أو اتركه يأخذ حياتي مني.

بدأ الطبيب في وضع خطة علاجية طبقًا لمرحلة المرض والحالة الصحية الخاصة بي، حيث بدأت خطة العلاج بتناول العلاج الكيميائي بهدف السيطرة على الخلايا الخبيثة وتدميرها، وبعد فترة ليست بالطويلة أنضم العلاج الإشعاعي للخطة العلاجية للقضاء على أي خلية من المحتمل أنها تحمل الورم.

أستمر العلاج فترة ليست بالطويلة والقصيرة ولكن كنت أشعر أنها أطول فترة مررت بها في حياتي، كما كنت أشعر بالضعف تارة وتارة بالقوة حتى أتى اليوم الذي أخبرني به الطبيب بضرورة عمل بعض الفحوصات الطبية لمتابعة المرض ورؤية مدى انتشاره، ولقد صدمت عندما أخبرني الطبيب أني تعافيت تمامًا من المرض، وأنه ليس لديه أي أثر في جسدي.

شعرت بالفرح الشديد وأن بفضل الله ثم الطبيب والخطة العلاجية التي وضعها لي، تمكنت من اجتياز أصعب اختبار في حياتي على الإطلاق، لذا أنصح الجميع بضرورة الكشف الدوري للاطمئنان حتى وإن كان 2 مرة في العام، وإذا بالفعل تعرضت للإصابة بذلك المرض فلا تستسلم وأسعى وحارب حتى تتغلب عليه وتعود أقوى من ما كنت عليه.

أعراض سرطان البلعوم الأنفي

أعراض سرطان البلعوم الأنفي

في المرحلة الأولى تكون أعراض المرض بسيطة نوعًا ما، ولكن بشكل عام تتمثل أعراض سرطان البلعوم الأنفي فيما يلي:

  • تكون ورم في العقدة اللمفاوية يزداد يومًا بعد يوم ويظهر على شكل تضخم غريب في الرقبة، ومع ذلك لا يسبب الإحساس بأي ألم عند الضغط عليه.
  • الإحساس بالألم الشديد بمنطقة الأذن.
  • احتمالية الإصابة بالتهاب حاد في الأذن والذي قد يؤدي إلى الصمم في حالة إهماله دون علاج.
  • الإصابة بآلام الرس الحادة.
  • الإحساس باحتقان حاد في الأنف.
  • التعرض للإصابة بنزيف دموي من الأنف.
  • الشعور بطنين مستمر في الأذنين.
  • خروج دم مع اللعاب.

اقرأ أيضًا: احساس بوجود كتلة في البلعوم

أسباب الإصابة بسرطان البلعوم الأنفي

من خلال تجربتي مع سرطان البلعوم الأنفي تمكنت من معرفة بعض المعلومات التي لها علاقة بأسباب الإصابة بذلك المرض، والتي تكون كما يلي:

  • يتكون السرطان في حالة حدوث طفرة جينية داخل الخلايا الطبيعية، والتي تبدأ في النمو بصورة غريبة وتنتشر بسرعة أغرب داخل أنحاء الجسم المختلفة، في ذلك المرض تبدأ الخلايا السرطانية في التكون داخل الخلايا القاعدية الخاصة بالبلعوم الأنفي تحديدًا في الخلايا المبطنة له.
  • لسوء الحظ مازال سبب حدوث الطفرة الجينية مجهول ومع ذلك فهناك مجموعة من العوامل التي تتسبب في رفع احتمالية الإصابة بذلك المرض الخبيث.

عوامل الإصابة بسرطان البلعوم الأنفي

هناك مجموعة من العوامل المتنوعة التي تكون سبب في حدوث الإصابة بسرطان البلعوم الأنفي، والتي تتمثل فيما يلي:

  • قد يبدو الأمر غريبًا نوعًا ما ولكن الإكثار من تناول الأكلات المملحة سبب في الإصابة بهذا المرض الخبيث، وذلك بسبب احتمالية دخول تلك الأطعمة التي يدخل في صناعتها بعض المواد الكيميائية إلى التجويف الأنفي وبالتالي التعرض لاحقًا للإصابة بالسرطان.
  • يعد التدخين المفرط واحد من الأسباب التي تزيد من احتمالية الإصابة بهذا المرض، وذلك بسبب احتواء السجائر على الكثير من المواد الكيميائية الضارة والتي بمجرد تدخينها تدخل للتجويف الأنفي والبلعوم.

اقرأ أيضًا: اعراض سرطان البلعوم والحلق

طرق تشخيص سرطان البلعوم الأنفي

طرق تشخيص سرطان البلعوم الأنفي

هناك مجموعة من الاختبارات المعملية التي تساهم في الكشف عن المرض وتشخيصه بصورة صحيحة، ومن ضمنها ما يلي:

1_ الاختبارات الجسدية

في البداية يتم الكشف عن وجود المرض باللجوء إل الفحص العام، على سبيل المثال طرح الطبيب بضعة أسئلة عن الأعراض التي يعاني منها المريض، بجانب فحص منطقة الرقبة والضغط عليها للكشف عن مكان تضخم الغدة الليمفاوية.

2_ المنظار

وهو ما يطلق عليه أيضًا فحص التنظير الأنفي والذي يتم باستعمال المنظار الي يكون عبارة عن أنبوب دقيق ورفيع مثبت بنهايته كاميرا بهدف رؤية الورم الموجود داخل التجويف الأنفي والبلعوم أو الكشف عن وجود أي عيوب.

يتطلب ذلك الفحص التخدير الموضعي وذلك كي يتمكن الطبيب من إدخال المنظار عبر فتحتي الأنف بسهولة.

3_ الخزعة

يتطلب ذلك الفحص أخذ خزعة من الأنسجة المشتبه بإصابتها بالورم، ثم فحصها وتحديد ما إذا كانت مصابة بالسرطان أم لا.

هل يمكن التعافي من سرطان البلعوم الأنفي؟

  • في الواقع يعد ذلك المرض كابوس الكثير من الأفراد نظرًا لشدة خطورته وصعوبة اكتشافه في بعض الحالات، ومع ذلك فإنه يمكن التعافي منه بإتباع خطة علاجية ناجحة التي تتمثل في العلاج الكيميائي، والإشعاعي والعلاج الدوائي للتقليل من حدة أعراضه على المريض، كما أن اكتشاف المرض في وقت مبكر يكون سبب في التعافي منه.
  • في حالة اكتشاف ظهور السرطان في البلعوم الأنفي في مراحله المتأخرة، فيكون من الصعب تعافي المريض ومن المحتمل ألا ينجو بحياته ويؤدي ذلك إلى حدوث الوفاة على الرغم من تلقي العلاج، الذي يكون حينئذ أداة لزيادة أيام المريض في الحياة ليس لتعافيه من المرض.

اقرأ أيضا: اعراض سرطان البلعوم

نسبة التعافي من داء سرطان البلعوم الأنفي

في الواقع تكون نسبة التعافي من هذا المرض الخبيث مختلفة باختلاف درجة استجابة الحالة المرضية إلى طرق العلاج بجانب مرحلة الورم.

على سبيل المثال: إذا كان المرض في المراحل الأولى له فإن نسبة الشفاء تصل إلى 85%، وبمجرد أن يتضخم الورم ويبدأ في الانتشار إلى المخ ثم قاعدة الجمجمة تقل نسبة الشفاء بشكل تدريجي.

مع ذلك من الممكن أن تزداد نسبة التعافي من داء سرطان البلعوم الأنفي بتطور أسلوب العلاج المستخدم ومدى فعاليته على الحالة، وهذا ما أثبتته تجربتي مع سرطان البلعوم الأنفي بالفعل.

طرق علاج سرطان البلعوم الأنفي

ساعدت تجربتي مع سرطان البلعوم الأنفي في معرفة أنه علاج سرطان البلعوم الأنفي عادةً يتمثل في أسلوب العلاج الإشعاعي، وفي بعض الحالات قد يتم المزج بينه وبين أسلوب العلاج الكيميائي، وتكون طرق العلاج بالتفصيل كما يلي:

1_ العلاج الإشعاعي

يعتمد العلاج الإشعاعي على استعمال الأشعة السينية لتدمير الخلايا السرطانية، وقد يستعمل أيضًا حزم عالية الطاقة كالبروتونات، وإذا كان الورم المتكون داخل البلعوم الأنفي صغير الحجم فإن العلاج الإشعاعي يكون الخيار الوحيد للتخلص منها.

لسوء الحظ هناك بعض الآثار السلبية للعلاج الإشعاعي والتي تتمثل في احمرار الجلد، جفاف الفم، احتمالية فقدان حاسة السمع.

2_ العلاج الكيميائي

يتوقف ذلك الأسلوب من العلاج على تناول مجموعة من العلاجات الدوائية الكيميائية التي تكون إما في صورة أقراص، أو حقن تؤخذ عبر الوريد أو تجمع بينهما، وهذا الأسلوب يمكن استعمال بـ3 طرق وهما:

  • الجمع بين العلاج الإشعاعي والكيميائي في الوقت نفسه، حيث يعزز العلاج الكيميائي من أداء العلاج الإشعاعي بفعالية، ويطلق على ذلك الأسلوب العلاج المختلط، ولكن مع الأسف تصبح الآثار الجانبية على الحالة مضاعفة.
  • العلاج الإشعاعي أولًا ثم الكيميائي، حيث يساعد العلاج الكيميائي على مهاجمة الخلايا السرطانية المحتمل تواجدها بعد العلاج الإشعاعي وتدميرها.
  • العلاج الكيميائي أولًا ثم الإشعاعي، حيث أنه في أغلب الحالات قد يكون العلاج الكيميائي كافي للتخلص من الخلايا السرطانية في الجسم.

3_ التدخل الجراحي

في العادة لا يمكن اللجوء إلى التدخل الجراحي واعتباره طريقة لمعالجة سرطان البلعوم الأنفي، ومع ذلك فهي تستعمل لاستئصال الغدة الليمفاوية المصابة بخلايا سرطانية في العنق.

ويذكر أنه يوجد بعض الحالات التي يمكن استعمال الجراحة للتخلص من الورم المتكون في البلعوم الأنفي.

اقرأ أيضًا: أعراض سرطان الحلق واللسان

في النهاية أكون قد انتهيت من عرض تجربتي مع سرطان البلعوم الأنفي بالتفصيل، وأنصح الجميع بضرورة الكشف الدوري بهدف الاطمئنان أو اكتشاف المرض خلال مراحله المبكرة في حالة الإصابة به.

فعلى الرغم من كون السرطان مرض خطير ومميت إلا أنه من الممكن التغلب عليه بفضل الله ثم الكشف المبكر عن وجوده وأخيرًا بإتباع الخطة العلاجية الناجحة المناسبة لوضع المريض.