هل ترغب في التعرف على ترتيب الأشهر الحرم وسبب تسميتها بذلك؟ إذا كانت إجابتك بنعم،
فننصحك بقراءة هذا المقال.
ترتيب الأشهر الحرم
- الأشهر الحرم أربعة وهي كالتالي:
- ذو القعدة.
- ذو الحجة.
- المحرم.
- رجب.
- وقد ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث فقال:
(إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهراً،
منها أربعة حرم، ثلاث متواليات: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم،
ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان) رواه البخاري. - وقوله: ورجب شهر مضر الذي بين جمادى وشعبان، لأن ربيعة كانوا يحرمون شهر رمضان ويسمونه رجباً، وكانت مضر تحرم رجباً نفسه، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الذي بين جمادى وشعبان” تأكيداً وبياناً لصحة ما سارت عليه مُضر.
- وقد قال الله تعالى: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) [التوبة:36] .
- قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: (فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) أي في هذه الأشهر المحرمة، لأنها آكد، وأبلغ في الإثم من غيرها، كما أن المعاصي في البلد الحرام تضاعف، لقوله تعالى: (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) [الحج:25] .
وكذلك الشهر الحرام تغلظ فيه الآثام، ولهذا تغلظ فيه الدية في مذهب الشافعي وطائفة كثيرة من العلماء، وكذا في حق من قَتل في الحرم أو قتل ذا محرم، ثم نقل عن قتادة قوله: إن الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة ووزراً من الظلم في سواها، وإن كان الظلم على كل حال عظيماً، ولكن الله يعظم في أمره ما يشاء. - كما قال القرطبي رحمه الله: لا تظلموا فيهن أنفسكم بارتكاب الذنوب، لأن الله سبحانه إذا عظم شيئاً من جهة واحدة صارت له حرمة واحدة، وإذا عظمه من جهتين أو جهات صارت حرمته متعددة فيضاعف فيه العقاب بالعمل السيء، كما يضاعف الثواب بالعمل الصالح، فإن من أطاع الله في الشهر الحرام في البلد الحرام ليس ثوابه ثواب من أطاعه في الشهر الحلال في البلد الحرام، ومن أطاعه في الشهر الحلال في البلد الحرام ليس ثوابه ثواب من أطاعه في شهر حلال في بلد حلال، وقد أشار الله إلى هذا بقوله: (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً) [الأحزاب:30] .
لماذا سميت الأشهر الحرم
- لماذا سميت الأشهر الحرم بهذا الاسم؟ سؤال يطرحه الكثير من الأشخاص،
وفي هذه الفقرة سوف نوضح الإجابة وهي كالتالي: - أوضح بعض المفسرين أن هذه الأشهر سميت حرماً لزيادة حرمتها ولتحريم القتال فيها.
لماذا حرم القتال في الأشهر الحرم
- قال تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ) [البقرة:217].
- أوضح أهل العلم أن في الآية السابقة دليل على أنه من المحرم القتال في هذه الشهور،
وقد فسروا أن في ذلك رحمة من الله بعباده، حتى يسافروا فيها، وحتى يحجوا ويعتمروا. - ومن الجدير بالذكر أن الأشهر الحرم كانت تعظم على عهد إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام،
واستمر العرب على التحريم، ثم نسخ ذلك فيما بعد. - قال صاحب التفسير المنير: وكان القتال محرمًا في هذه الأشهر الأربعة على لسان إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، واستمر العرب على ذلك ثم نسخت حرمتها.
- كما قال ابن كثير في تفسيره: وإنما كانت الأشهر المحرمة أربعة: ثلاثة سرد، وواحد فرد، لأجل مناسك الحج والعمرة، فحرم قبل شهر الحج شهر وهو ذو القعدة، لأنهم يقعدون فيه عن القتال، وحرم شهر ذي الحجة لأنهم يوقعون فيه الحج ويشتغلون فيه بأداء المناسك، وحرم بعده شهر آخر وهو المحرم ليرجعوا فيه إلى أقصى بلادهم آمنين، وحرم رجب في وسط الحول لأجل زيارة البيت والاعتمار به لمن يقدم إليه من أقصى جزيرة العرب فيزوره ثم يعود إلى وطنه آمناً. (2/465).
وفي ختام مقالنا اليوم، نتمني أن نكون قد قدمنا لكم معلومات مفيدة، ونقترح عليكم الإطلاع على هذا المقال:
التقويم الهجري ولماذا سمي التاريخ الهجرى بهذا الاسم