تعريف التعاون واهميته .. ومواقف نبوية يتجلى فيها التعاون

جدول المحتويات

ما هو تعريف التعاون ؟ يعد تحقيق التعاون من أهم الأشياء التي يحرص عليها أفراد المكان الواحد، مثل أفراد الشركة الواحدة أو أفراد المدسة أو الأسرة مثلًا، والجهد البذول لتحقيق التعاون يستحق الاهتمام به؛ لأنه ينتج مساحة متناغمة ومنتجة، فالتعاون بإمكانه أن يحدث فرقًا كبيرًا، فعندما يكرس الناس مزيدًا من الوقت لأداء واجباتهم في مكان عمل تعاوني، يكونون أكثر إنتاجية ويتم إنجاز الأمور بسرعة وكفاءة أكبر.

تعريف التعاون

مفهوم التعاون في علم الاجتماع هو: آلية يتبعها مجموعة من الكائنات مع بعضهم البعض بغض النظر عن نوعية هذا الكائن فقد يكون إنسان أو حيوان أو نبات؛ بحيث يعملون معًا من أجل تحقيق منفعة مشتركة بينهم، ويعد التنافس نقيض التعاون، وفي التنافس تكون المنفعة الشخصية هي الدافع الأساسي. [1]

وفي بعض الأحيان يكون التعاونبين أفراد الصنف الواحد من الكائنات الحية مع بعضهم البعض، أو قد يكون التعاون بين أصناف مختلفة من الكائنات الحية مع بعضها. ويمكن تعريف التعاون الإنساني بأنّه ارتباط جمع من الأشخاص على مبدأ المساواة في الحقوق والواجبات والالتزامات، وذلم لمواجهة المشكلات المختلفة والحد منها، ويعتبر التعاون وسيلة تستخدم للدفاع عن الحقوق الأساسيّة للناس جميعهم عبر الأزمان.[1]

تعريف التعاون لغة واصطلاحًا

نتطرق هنا لذكر تعرفيّ التعاون اللغوي والاصطلاحي كما يأتي:[2]

  • التَّعاون لغةً:
    التعاون من العون: وهو الظَّهير على الأمر، ومعنى أعانه على الشَّيء: أي ساعده عليه، واستعان فلانٌ فلانًا وبه معناه: طلب العون منه. وتعاون القوم على شيء: أي أعان بعضهم بعضًا. والمعْوانُ: هو الحَسَن المعُونة للنَّاس، أو كثيرها.
  • التَّعاون اصطلاحًا:
    التَّعاون هو: المساعدة على الحقِّ ابتغاء الأجر مِن الله سبحانه، ويتمثل بمساعدة الناس بعضهم بعضًا، لأداء الواجبات واستحقاق الحقوق.

تعريف التعاون في الاسلام

حسب تعريف الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله فالتعاون معناه: التساعد وإعانة الناس بعضهم بعضاً على البر والتقوى، والبر هو فعل الخير، أما التقوى فهي اتقاء الشر؛ وذلك لأن عمل الناس يكون على وجهين، الأول ما فيه الخير والثاني هو ما فيه الشر، فأما الذي فيه الخير فبالتعاون تساعد صاحبك على فعل أموره وتيسر له الأمر سواء كان هذا الأمر يتعلق بك أو يتعلق بالغير، وأما في حال الشر فالتعاون فيه يكون بأن تحذر وأن تمنع منه ما استطعت، وتشير على من أراد أن يفعل هذا الأمر بتركه.[3]

وبالتالي فإن البر هو فعل الخير والتعاون والتساعد عليه وتيسيره للناس، والتقوى هي اتقاء الشر والتعاون عليه فتحول بين الناس وبين الشر وتحذرهم منه حتى تكون الأمة واحدة. والإعانة تعرف بأنها الإتيان بأي خصلة من خصال الخير التي يؤمر الإنسان بفعلها، والامتناع عن خصال الشر التي أمرنا بتركها، فالعبد مأمور بفعل الخير بنفسه ومعاونة غيره عليها من المسلمين بكل قول أو فعل يبعث عليها.[3]

اهمية التعاون

تتمثل أهم النقاط المتعلقة بأهمية التعاون في المجتمع بما يأتي:[1]

  • زيادة الروابط الأخوية بين أفراد المجتمع الواحد فيما بينهم.
  • إنجاز الأعمال بسرعة كبيرة وخلال وقتها المحدّد وبصورة أفضل.
  • تنظيم الوقت والجهد وتوفيرهما، وبدلاً من تحمل مسؤولية إنجاز الأعمال لشخص واحد، يكون العمل موزعاً بين الأفراد بالتساوي.
  • إظهار القوة وعدم التغلب على قدراتهم بسهولة، والحفاظ على التماسك، فمن الصعب هزيمة الأفراد المتعاونة، مثل لو كانت هناك عصا واحدة فإنه يمكن كسرها، أمّا لو كانت مجموعة فمن الصعب كسرها مرّة وحدة.
  • التخلّص من وحبّ الذات والأنانية، فيقوم كلّ فرد من الأفراد بتقديم ما يملك ويمنحه للآخرين بحب.

اهمية التعاون في المجتمع

جميع المجتمعات الراقية تحرص على إيجاد بيئة تعاونية، فلا يوجد مجتمع متحضّر بدون تضامن بين أفراده، فكلّ فرد ينبغي أن يكون له دور فعّال في المجتمع مهما وإن كان صغيرًا، فمثلًا أصحاب الأعمال الحرفية ومنهم النجارين والحدادين يعملون لكسب الرزق وفي الحقيقة هم يحقّقون نوعًا من التعاون بينهم وبين المجتمع حتى تعمّ المنفعة على الجميع، فالحديد والخشب يعدون من أهمّ الموادّ المستخدمة في البناء، وبذلك فإن الحدادين والنجارين هم الأساس في بناء المدن وإظهارها بالمظهر الجميل والراقي.[1]

كما حث الاسلام على التعاون بين الناس علة أنه أساس النجاح في الأمور كلها، فكلما كان الناس متعاونون أكثر كلما ازداد الرقي في المجتمع، ومن المهم التذكير بأهمية التعاون في كلّ ما هو خير والابتعاد عن الشر الذي يولد العنف والأعداء، فإنّ التعاون مهم في المجالات المهنية والاجتماعيةكلها حتى يصبح عندنا مجتمع متماسك في جميع المجالات. كما تظهر الأهمية في تفعيل دور العمل التطوّعي، وكلّما شجعنا الشباب على الأعمال التطوعيّة زاد حب التعاون على الخير من أجل بناء مجتمع قادر على مواجهة التحديات، ومن الأمثلة على ذلك أن يتمّ عمل يوم تطوّعي لتنظيف المنطقة، أو زراعة الأشجار، أو أي عمل  يتم على أساس التعاون.[1]

صور التعاون

للتعاون صور متعددة وتختلف حسب المكان في المدرسة أو بين أفراد البيت أو في العمل ونحو ذلك، ومن صور التعاون:

  • التعاون بين طلاب المدرسة على تنظيفها بشكل مستمر.
  • معاونة الأطفال لوالدهم في أعمال الصيانة التي قد يجريها في المنزل.
  • تعاون أفراد الأسرة على القيام بأعمال المنزل.
  • تعاون طلاب الصف في حل الواجبات التي يطلبها المعلم.
  • التعاون بين موظفي الشركة على انجاز الأعمال.
  • التعاون بين أفراد المنطقة الواحدة على المحافظة على نظافة المكان وهدوئه.
  • التعاون بين المواطنين وأفراد المجتمع على إرساء قواعد السلام في المجتمع.
  • معاونة الأصدقاء في حل المشكلات التي قد تواجههم.
  • التعاون مع رجال الأمن في اخبارهم عن المخالفات القانونية.

التعاون في الاسلام

يعد التّعاون قيمة اجتماعية عظيمة، وهو سرّ نجاح الأمة الإسلامية، حتى تحصل الأمّة على غاياتها النبيلة، ويعيش المجتمع في سعادة، وتنتشر المحبّة والألفة بين أفرد المجتمع، ويقف المجتمع في وجه الأعداء، ويكبح الشرّ والظلم، وليشعر كلّ فرد بأهميّته في أمّته. وعندما يتعاون المسلم مع أخيه يزيد جهدهما، ليصلا إلى الغرض بسرعة وإتقان، فالتّعاون يوفّر الوقت والجهد، والحكمة المأثورة تقول: “المرء قليل بنفسه كثير بإخوانه”[4]. وقد جاءت الأحاديث النّبويّة تحثّ على التّعاون، فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “مثلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحمِهم وتعاطفِهم كمثلِ الجسدِ الواحدِ إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائرُ الجسدِ بالحمى والسهرِ”.[5]

مواقف نبوية يتجلى فيها التعاون

لقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم المثل العملي لكونه قدوة واقعية تتمثل أمام الناس للتعاون بين المسلمين، فقد كان صلى الله عليه وسلم يعيش معهم في جميع وشؤونهم وأفراحهم وأتراحهم، ومن ذلك ما يأتي:[5]

  • دخل معهم في الشعب شعب أبي طالب حين حبسهم المشركون مدة ثلاثة أعوام، فلاقى ما لاقوه وعانى ما عانوه.
  • وضع حجر الأساس لمسجده أول ما هاجر إلى المدينة المنورة، وكان يبني معهم وينقل الصخر على أكتافه، ويحمل التراب معهم وهو يرتجز معهم.
  • حفر مع المسلمين كأي واحد منهم يوم الأحزاب، عندما استقر رأيهم على حفر الخندق، فقد قسم العمل بين المسلمين، وساعدهم بالحفر.

ذكرنا فيما سبق تعريف التعاون من الناحيتين اللغوية والاصطلاحية، كما بينا مفهوم التعاون في الإسلام وفي علم الاجتماع، ثم وضحنا أهمية التعاون بين أفرد المجتمع، وأهم المواقف النبوية التي تشير إلى فضل التعاون.