جدول المحتويات
سنتطرق في المقال التالي عن موضوع هام وهو تعريف التعليم وبشكل مفصل والتعرف على كل ما يدور حول العملية التعليمية وما يتعلق بها من حيث أنواعه، وأهدافه، وعناصره، وأساليبه وطرقه المختلفة، حيث يشكل التعليم الأهمية القصوى لدى المجتمعات المختلفة فمنذ بداية البشرية كان التعلم وحب الاستطلاع واكتشاف كل ما هو جديد أحد الغرائز البشرية، ومن خلاله وصلت البشرية إلى كل ما هو حولنا في العصر الحالي من تطورات واكتشافات، فالعملية التعليمية هي أحد مقومات تقدم المجتمعات وتحضرها.
تعريف التعليم
يمكن تعريف التعليم (Education) على أنه عملية اكتساب واكتشاف المهارات، والمبادئ والمعتقدات المتغيرة، فهو أحد الأنشطة التي تمكن الأفراد من الوصول إلى كل ما هو جديد، أو هو النشاط الذي يمارس من خلال المُتعلمين بطريقة ذاتية معتمدين على مجموعة من الأدوات التعليمية المساعدة على التعلم.
فنجد أن التَعلُّم هو تلك العملية التي تُحدث تغييرًا في الفكر البشري وقدرته على القيام بالعديد من الأمور المختلفة، ومن خلال هذا نجد أن عملية التعليم ليست عبارة عن تناول أحد الدورات التعليمية، ولا الحصول على شهادة من الشهادات أو مؤهل ما فأخذهم ليس دليلًا على التعلم، ولا دليلًا على الوصول للغاية المنشودة إلا دمج هذه المهارات والشهادات والدورات في الذاكرة والاستفادة منها والتمكن من تطبيقها في بطريقة عملية، والاستفادة منها في المواقف الحياتية، فوجود أي تجربة تُحدث تغيرًا أو تأثيرًا على طريقة تفكير الفرد أو شعوره أو طريقة تصرفه يندرج تحت تعريف التعليم.(1)
تعريف ألبرت هريشمان للتعليم
قام العالم الاقتصادي ألبرت هر يشمان بتعريف التعليم على أنه: “هو عملية الانتصار وتغلب العقل على العواطف والمشاعر”.(2)
ومن هنا يقصد بأن التعليم يتضمن القراءة، وجمع المعلومات، وعمليات البحث، والتحليل، وكذلك الكتابة والمناقشات، فضلًا عن كونة هو المقدرة على التفكير بطريقة منطقية بعيدة عن العواطف والمشاعر، ولكن هذا لا يعني أنه يريد تهميش العاطفة لأن العاطفة أيضًا وسيلة من وسائل معالجة المعلومات، وهذا وفقًا لـ” جوناثان هايت” عالم النفس.
تعريف جان بياجية للتعليم
عرف عالم النفس والفيلسوف السويسري جان بياجية التعليم بأنه: “هي تلك العملية التي تقوم بدورها في إنشاء مجموعة من الرجال والنساء لديهم القدرة على القيام بالعديد من الأمور المختلفة والأمور الجديدة على النحو الصحيح، وليست مجرد القيام بمجموعة من الأفعال المكررة من تصرفات الأجيال والعصور السابقة”.
تعريف مارتن لوثر للتعليم
مارتن لوثر يُعرف عملية التعليم بأنه:” مقدرة الإنسان على القيام بالتفكير بصورة عميقة فضلًا عن التفكير النقدي، بحيث يعمل على تعزيز العقلي ونمو التفكير بشكل إيجابي في الشخصية المتعلمة”.(3)
عناصر التعليم
التعليم له عدة عناصر محددةن والتي تتمثل في:
مدخلات التعليم
تتضمن مدخلات التعليم عدة أمور وهي:(4)
- المعلم وكل ما يتعلق به من حيث المستوى التعليمي، والمؤهلات التي يمتلكها، وخلفياته الثقافية، والاجتماعية، ومهاراته، وكفائته في طريقة توصيل المعلومات والأداء.
- الطالب أو متلقي العلم وكل ما يتعلق به من ميول، ودوافع، واتجاهات.
- البيئة التعليمية، وجميع ما تحويه من عناصر بداخلها، وطريقتها التنظيمية.
عمليات التعليم
تتضمن عمليات التعليم عدة أمور وهي:
- طرق التدريس وأساليبه، وأدوار المعلمين وما يقومون به، والطلبة التي تتم عملية التأثير عليهم.
- جميع أنواع الأنشطة التي تتم خلال سير العملية التعليمة.
- التقويم، وكل ما هو متعلق به من أساليب والمواضيع التي يتضمنها.
مخرجات التعليم
تتضمن مخرجات التعليم عدة أمور وهي:
- زيادة المهارات والمعارف لدى الطلاب، واكتسابهم العديد من الكفاءات المختلفة والجديدة.
- تحفيز ذكاء الطلاب، وتحفيز قدراتهم الاستيعابية.
- ال
- الإهتمام بكل متعلقات العملية التعليمة.
- تعزيز الثقة بالنفس لدى الطلاب.
- اكتساب الطلاب القدرات التي تعينهم على مواجهة المواقف الحياتية المختلفة.
- تعديل السلوكيات الفردية لدى الطلاب.
أنواع التعليم
الأنظمة الدراسية تشتمل على التعليم طبقًا للمناهج التعليمية، والتعليم طِبْقاً لـِ المؤسسات، وهذا النظام يكون معتمدًا حَسَبَ الغرض المحدد من من أنظمة المدارس، ويوجد عدة أنواع للتعليم وهي:
- التعليم الإلكتروني وهو ما يعرف بالتعليم” العصري”.
- التعليم الخاص، ويعرف بتعليم” المؤسسات”.
- التعليم التقليدي، وهو التعليم القديم عن طريق الألات اليدوية، أو عن طريق شيخ من الشيوخ.
- التعليم المدرسي ومنه المدني، ومنه الحكومي والحكومي يأتي على شكل نظامي أو غير نظامي.
الفرق بين التعليم والتعلم
عند التحدث عن الفرق بين التعلّيم وبين التعلّم نجد أن التعلّم يرتكز على عدة أمور منها:
- التغيرت التي تطرأ على المُتعلّم من خلال مامر به من الخبرات التعليمية السابقة والتي ساهمت بشكل كبير في تغيير ردود أفعالة، وأفكاره.
- وجود تغيرات مرغوب فيها في البنية المعرفية للمتعلم، والمفاهيم المطورة من خلال زيادة المعرفة التعليمية.
- وجود تحسنات بالأداء المعرفي، وكذلك الوجداني عن طريق مجموعة من الإدخالات.
- أهداف التعلٌّم تحدد وفقًا لمجموعة من الشروط والمعايير.
- دراسة سلوكيات الشخص المُتعلّم، وأخذ خصائصه الشخصية بعين الاعتبار عند بناء مواقف التعلم.
- التغيرات الطارئة على التعلم في الغالب نسبيّه.
أما التعليم فنجده يرتكز على جميع الأمور التي يقوم بها المُعلم أو المدرس وجميع الخصائص التي يمتلكها، فضلًا عن أن الهدف الرئيسي من التعليم هو مساعدة المُتعلم على تحسين أداءه، ومن أجل ذلك يتوجب توفر بعض الخصائص والسمات والمهارات المحددة في المعلم، ومن هنا نجد ان عملية التعليم تهتم بالآتي:
- النماذج التي يستند عليها المعلم في النظام التعليمي.
- ما هي نظرية المعلم في التعليم.
- ما هي الإجراءات التي يقوم بها المعلم داخل الصف.
- ما هي السمات والخصائص الشخصية التي يختص بها المعلم.
العلاقة بين العامل النفسي والتعليم
العامل النفسي هو أحد أهم العوامل المؤثرة في العملية التعليمية، فعند إجراء بحث من الأبحاث، أو عند التطلع على أي كتاب من الكتب التي تتناول الحديث عن التعليم والمسيرة التعليمية نجدها لا تخلو من هذا العامل وصلته بالتعليم، فجميع الحقائق المتصلة بالنمو العقلي للمتعلم لابد من توجيهها تجاه الموضوعات التي تحويها المادة التعليمية من حيث الشكل، والتركيب، والبناء وكذلك المضمون، فضلًا عن ضرورة توضيح المبادئ المتصلة بنظريات التعليم، ودور الميول والدوافع النفسية، فإن توضيح كل هذه الأمور هو الأساس الذي تقوم عليه النفسية التي تمتلك دورها في الاختيار، وفي الإعداد وفي التنظيم للمواد التعليمية.
يرى العديد من المختصين في مجال البحث العلمي في مجال” اللغات” وجود فرق كبير للغاية بين الطريقة المتبعة لتعليم الكبار للغات، وبين تعليم الصغار، ويجب مراعاة هذا الفرق في جميع المواد التي يتم تقديمها لكلاهما.
أما أخصائين العلوم النفسية والتربية يوجهون إهتمامهم بالكامل تجاه دراسة المهارات وطريقة تعزيزها باعتبارها من الجوانب المهمة في التعلم.
أما مختصين دراسة اللغات فتوجهوا إلى دراسة المهارات اللغوية، فضلًا عن تحليلها.
ومن خلال النقاط السابقة توصلنا إلى استحالة اختيار أو وضع أي مادة من المواد التعليمية بطريقة مناسبة بدون تحديد كل ما يتعلق بها من المهارات اللغوية المُراد منها تنميتها، وبدون تحديد كل ما يتعلق بالمهارات المُراده، بجانب معرفة وتحديد المستوى المُراد الوصول إليه.