هل ترغب في التعرف على تفسير سورة الملك من 1 إلى 5 للإمام ابن كثير؟ إذا كانت إجابتك بنعم،
فننصحك بقراءة هذا المقال فسوف نوضح لك تقسير الآيات من 1 إلى 12.
تفسير سورة الملك من 1 إلى 5
نعرض لكم في هذه الفقرة تفسير سورة الملك من 1 إلى 5 للعلامة ابن كثير وهي كالتالي:
- تَبَارَكَ الّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ * الّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً مّا تَرَىَ فِي خَلْقِ الرّحْمَـَنِ مِن تَفَاوُتِ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَىَ مِن فُطُورٍ * ثُمّ ارجِعِ البَصَرَ كَرّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ البَصَرُ خَاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ * وَلَقَدْ زَيّنّا السّمَآءَ الدّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لّلشّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السّعِيرِ
يمجد تعالى نفسه الكريمة ويخبر أنه بيده الملك أي هو المتصرف في جميع المخلوقات بما يشاء لا معقب لحكمه ولا يسأل عما يفعل لقهره وحكمته وعدله. - ولهذا قال تعالى: {وهو على كل شيء قدير} ثم قال تعالى: {الذي خلق الموت والحياة}
واستدل بهذه الاَية من قال إن الموت أمر وجودي, لأنه مخلوق,
ومعنى الاَية أنه أوجد الخلائق من العدم ليبلوهم أي يختبرهم أيهم أحسن عملاً. - كما قال تعالى: {كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتاً فأحياكم}
فسمى الحال الأول وهو العدم موتاً وسمى هذه النشأة حياة. - ولهذا قال تعالى: {ثم يميتكم ثم يحييكم} وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو زرعة حدثنا صفوان
حدثنا الوليد حدثنا خليد عن قتادة في قوله تعالى: {الذي خلق الموت والحياة}
قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله أذل بني آدم بالموت وجعل الدنيا دار حياة ثم دار موت وجعل الاَخرة دار جزاء ثم دار بقاء» ورواه معمر عن قتادة. - وقوله تعالى: {ليبلوكم أيكم أحسن عمل} أي خير عملاً كما قال محمد بن عجلان,
ولم يقل أكثر عملاً ثم قال تعالى: {وهو العزيز الغفور}
أي هو العزيز العظيم المنيع الجناب, وهو مع ذلك غفور لمن تاب إليه وأناب بعد ما عصاه وخالف أمره,
وإن كان تعالى عزيزاً هو مع ذلك يغفر ويرحم ويصفح ويتجاوز. - ثم قال تعالى: {الذي خلق سبع سموات طباق} أي طبقة بعد طبقة وهل هن متواصلات بمعنى أنهن علويات بعضهن على بعض أو متفاصلات بينهن خلاء, فيه قولان أصحهما الثاني كما دل على ذلك حديث الإسراء وغيره.
- وقوله تعالى: {ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت} أي بل هو مصطحب مستو ليس فيه اختلاف
ولا تنافر ولا مخالفة ولا نقص ولا عيب ولا خلل. - ولهذا قال تعالى: {فارجع البصر هل ترى من فطور} أي انظر إلى السماء فتأملها هل ترى فيها عيباً
أو نقصاً أو خللاً أو فطوراً. - قال ابن عباس ومجاهد والضحاك والثوري وغيرهم في قوله تعالى: {فارجع البصر هل ترى من فطور}
أي شقوق, وقال السدي {هل ترى من فطور} أي من خروق,
وقال ابن عباس في رواية {من فطور} أي من وهاء,
وقال قتادة {هل ترى من فطور} أي هل ترى خللاً يا ابن آدم. - وقوله تعالى: {ثم ارجع البصر كرتين} قال قتادة: مرتين {ينقلب إليك البصر خاسئ}
قال ابن عباس: ذليلا, وقال مجاهد وقتادة: صاغراً {وهو حسير} قال ابن عباس: يعني وهو كليل,
وقال مجاهد وقتادة والسدي: الحسير المنقطع من الإعياء,
ومعنى الاَية إنك لو كررت البصر مهما كررت لا نقلب إليك أي لرجع إليك البصر {خاسئ} عن أن يرى عيباً أو خللا
{وهو حسير} أي كليل قد انقطع من الإعياء من كثرة التكرر ولا يرى نقصاً,
ولما نفى عنها في خلقها النقص بين كمالها وزينتها فقال: {ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح}
وهي الكواكب التي وضعت فيها من السيارات والثوابت. - وقوله تعالى: {وجعلناها رجوماً للشياطين} عاد الضمير في قوله وجعلناها على جنس المصابيح
لا على عينها لأنه لا يرمي بالكواكب التي في السماء بل بشهب من دونها وقد تكون مستمدة منها, والله أعلم. - وقوله تعالى: {وأعتدنا لهم عذاب السعير} أي جعلنا للشياطين هذا الخزي في الدنيا وأعتدنا لهم عذاب السعير في الاَخرة كما قال تعالى في أول الصافات: {إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب * وحفظاً من كل شيطان مارد * لا يسمعون إلى الملأ الأعلى ويقذفون من كل جانب دحوراً ولهم عذاب واصب * إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب} قال قتادة: إنما خلق هذه النجوم لثلاث خصال خلقها الله زينة للسماء ورجوماً للشياطين وعلامات يهتدى بها
فمن تأول فيها غير ذلك فقد قال برأيه وأضاع نصيبه وتكلف ما لا علم له به, رواه ابن جرير وابن أبي حاتم.
تفسير سورة الملك ابن كثير
من الآية 6 إلى الآية 12
- ** وَلِلّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبّهِمْ عَذَابُ جَهَنّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ * إِذَآ أُلْقُواْ فِيهَا سَمِعُواْ لَهَا شَهِيقاً وَهِيَ تَفُورُ *
تَكَادُ تَمَيّزُ مِنَ الغَيْظِ كُلّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَآ أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ *
قَالُواْ بَلَىَ قَدْ جَآءَنَا نَذِيرٌ فَكَذّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزّلَ اللّهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاّ فِي ضَلاَلٍ كَبِيرٍ * وَ
قَالُواْ لَوْ كُنّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنّا فِيَ أَصْحَابِ السّعِيرِ * فَاعْتَرَفُواْ بِذَنبِهِمْ فَسُحْقاً لأصْحَابِ السّعِيرِ - يقول تعالى: {و} أعتدنا {للذين كفروا بربهم عذاب جهنم وبئس المصير}
أي بئس المآل والمنقلب {إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيق}
قال ابن جرير: يعني الصياح {وهو تفور} قال الثوري: تغلي بهم كما يغلي الحب القليل في الماء الكثير. - وقوله تعالى: {تكاد تميز من الغيظ} أي تكاد ينفصل بعضها عن بعض من شدة غيظها عليهم وحنقها بهم
{كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير * قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء
إن أنتم إلا في ضلال كبير}
يذكر تعالى عدله في خلقه, وأنه لا يعذب أحداً إلا بعد قيام الحجة عليه وإرسال الرسول إليه
كما قال تعالى: {وما كنا معذبين حتى نبعث رسول} - وقال تعالى: {حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا ؟ قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين}
وهكذا عادوا على أنفسهم بالملامة وندموا حيث لا تنفعهم الندامة فقالوا:
{لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير} أي لو كانت لنا عقول ننتفع بها أو نسمع
ما أنزله الله من الحق, لما كنا على ما كنا عليه من الكفر بالله والاغترار به,
ولكن لم يكن لنا فهم نعي به ما جاءت به الرسل, ولا كان لنا عقل يرشدنا إلى اتباعهم. - قال الله تعالى: {فاعترفوا بذنبهم فسحقاً لأصحاب السعير} قال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن جعفر, حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي البحتري الطائي قال: أخبرني من سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لن يهلك الناس حتى يعذروا من أنفسهم» وفي حديث آخر «لا يدخل أحد النار إلا وهو يعلم أن النار أولى به من الجنة».
تفسير سورة الملك كاملة
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا اليوم، ولمزيد من المعلومات نقترح عليكم الإطلاع على هذا المقال:
سورة الملك كاملة مكتوبة وفضلها وسبب نزولها والوقت المستحب لقراءتها