جدول المحتويات
حديث أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أدعو به، هو من الأحاديث النبوية الشريفة الكثيرة، والتي ورد ذكرها عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام في كل ما يخص هذه الليلة المباركة التي قضت مشيئة الله عز وجل أن يتم رفع علمها إلى السماء، ومن ضمن فضل هذه الليلة هو الدعاء، وفي مقالنا اليوم عبر موقع سوف نتعرف على هذا الحديث وصحته وشرحه ودلالة معانيه وفضل الدعاء في ليلة القدر وكل ما يتعلق به.
إن وافقت ليلة القدر ما أدعو
إن وافقت ليلة القدر ما أدعو به هو الحديث الذي روته أم المؤمنين عائشة في ما استفتت به النبي الكريم عن خير ما يقال في ليلة القدر، فالدعاء في هذا الليلة المباركة هو من أكثر الأدعية المستجابة في حياة المؤمن من حيث أنها ليلة الرحمة وغفران الذنوب، وأجرها عند الله تعالى بأجر ألف شهر من العبادة والتقرب إلى الله، وفي ذلك قال الله عز وجل: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}[1].
شاهد أيضًا: صحة حديث اللهم انك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا
حديث أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أدعو
إن حديث أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أدعو هو من الأحاديث التي تحمل الكثير من المعاني، فقد روت فيه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ما ذكره سيد الخلق النبي الكريم عليه الصلاة والسلام في جواب سؤالها عن خير ما يقال في ليلة القدر من دعاء، وأما عن نص الحديث فقد قالت أم المؤمنين: {قُلتُ: يا رسولَ اللهِ، أرأيْتَ إنْ وافَقتُ لَيلةَ القَدْرِ، ما أقولُ فيها؟ قال: قولي: اللَّهمَّ إنَّكَ عَفوٌّ تُحِبُّ العَفْوَ}[2].
صحة حديث أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أدعو
إن حديث أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أدعو، هو حديث صحيح باستثناء لفظ “ما أدعو”، وإنما ما ورد في الأحاديث الصحيحة هو “ما أقول فيها”، وأما عن تخريج الحديث، فقد أخرجه الترمذي 3513، والنسائي في السنن الكبرى 7712، وابن ماجه 3850، وأحمد 26215، واللفظ له.[3]
شاهد أيضًا: صحة حديث التمسوا ليلة القدر في آخر ليلة من رمضان
شرح حديث أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أدعو ودلالاته
من كرم الله تعالى منح عباده المؤمنين فرص للتوبة في أوقات معينة، وفي هذه الفرص يتقبل الله الطاعة، ويغفر للمتعبدين الصالحين من عباده ذنوبهم الكثيرة حتى يعودوا أنقياء مطهرين منها، ومن تلك الأوقات جاءت ليلة القدر التي إذا ما بلغها الإنسان، وعرف موعدها بما أوحى الله لعباده الصالحين عنها، يجب أن يقتنص فرصة الرحمة فيها حتى لا يكون من الخاسرين، وفي هذا الحديث الشريف همت أم المؤمنين رضي الله عنها بسؤال النبي الكريم عليه الصلاة والسلام فقالت “إن وافقت ليلة القدر” أي إذا ما أكرمها الله، وعرفت موعد هذه الليلة، “ما أقولُ فيها؟” فماذا تقول فيها من أفضل دعاء وتضرع لله، فأجابها: قولي “اللهم إنك عفو” وهذا من أدب الدعاء أن تنادي الله بصفة من صفاته عندما تدعو، وقال “تحب العفو” فهي أيضاً تنطوي على صفة من صفاته، فالله رؤوف بعباده ويحب العفو عنهم، وفي قوله “فاعف عني” هو ترجي من العبد لصاحب العفو بأن يتجاوز عن أخطائه وذنوبه.[3]
فضل الدعاء في ليلة القدر
إن الدعاء هو من مستحبات العبادة حيث ينظر الله تعالى في شؤون الخلق وحوائجهم، وإنما الدعاء في ليلة القدر هو من أكثر أوقات الدعاء استجابة، وتأتي عظمة الاستجابة للدعاء في هذه الليلة، بسبب عظمة ليلة القدر وما حضّره الله عز وجل لها من استقبال، حيث ينزل أهل السماء من الملائكة، إلى الأرض ليرفعوا أعمال الناس، وتأتي عظمة الليلة من كونها سبب في غفران ما تقدم وما تأخر من ذنوب الناس، وفي دليل ذلك ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه إذ قال، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {مَنْ قامَ ليلةَ القدْرِ، إيمانًا واحتِسابًا، غُفِرَ لهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ}[4]، ولهذا كان فضل الدعاء فيها هو من فضل الليلة ذاتها.
شاهد أيضًا: حديث عائشة عن ليلة القدر
وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان حديث أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أدعو، والذي تعرفنا من خلاله على هذا الحديث وصحته وشرحه ودلالة معانيه وفضل الدعاء في ليلة القدر.
المراجع
- ^
سورة القدر , الآيات من 1 إلى 3 - ^
تخريج المسند , عائشة أم المؤمنين، شعيب الأرناؤوط، 26215، صحيح - ^
dorar.net , شرح حديث أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أدعو , 22/04/2022 - ^
صحيح الجامع , أبو هريرة، الألباني، 6441، صحيح