حديث ام سلمة عن الاضحية

حديث ام سلمة عن الاضحية، لقد شرع الله عزَّ وجلَّ الأضحيةَ، وجعلها شعيرةً من شعائرِه والتي تعدُّ تعظيمها من تقوى القلوبِ، وبقد بيَّن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحكامها، وقد اهتمَّ الصحابة رضوان الله عليهم بنقل سنة النبيِّ والإخبارِ عنها، ومن هؤلاء الصحابية أمُّ سلمةَ زوج رسول الله، فما الحديثُ الذي روته عن الأضحيةِ؟ وما شرحه؟ كلُّ هذه الأسئلة وما يتعلق بهذا الحديث من معلوماتٍ، سيجد القارئ الإجابة عليها في هذا المقال الذي يطرحه .

حديث ام سلمة عن الاضحية

رُوي عن السيدة أمُ سلمةَ زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النبيِّ أنَّه قال: (مَن كانَ له ذِبْحٌ يَذْبَحُهُ فإذا أُهِلَّ هِلالُ ذِي الحِجَّةِ، فلا يَأْخُذَنَّ مِن شَعْرِهِ، ولا مِن أظْفارِهِ شيئًا حتَّى يُضَحِّيَ)،[1] ولا بأس في هذا المقام من بيانِ شرحِ هذا الحديثِ الشريفِ، وفيما يأتي ذلك:

شاهد أيضًا: هل يجوز للمرأة أن تذبح الأضحية

شرح حديث أم سلمة عن الأضحية

في هذا الحديث الشريفِ يُخبرُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّ على كلِّ من أرادَ أن يذبحَ أضحيةً عدم أخذِ شيئًا من شعره سواء من شعرِ رأسه أم من شعرِ جسدهِ ولا من أظافره، وذلك بمجردِ دخولِ شهرِ ذي الحجةِ، والذي يثبتُ بظهور هلاله ورؤيته، ولعلَّ الحكمة من ذلك أن يكونَ للمسلمِ غير المحرمِ نصيبًا من شعائرِ نسكِ الحجِّ، فيستشعر ما عليهِ المحرمونَ من أحوالٍ.[2]

شاهد أيضًا: ذبح محمد أضحيته و هي مريضة، فحكم الأضحية

هل النهي الوارد للتحريم أم للتنزيه

لقد تباينت آراءُ أهلِ العلمِ في النهي الواردِ في حديث أم سلمة عن الأضحية هل هو للتحريمِ أم التنزيهِ، على ثلاثة أقوالٍ، وفيما يأتي بيانُ هذه الأقوالِ الثلاثة:[3]

  • القول الأول: أنَّ النهي الواردِ في هذا الحديثِ الشريفِ يقتضي التحريمِ، وهذا مذهب بعض أصحاب الشافعي والإمام أحمد بن حنبل.
  • القول الثاني: أنَّ النهي الواردِ في هذا الحديث الشريفِ يقتضي التنزيه لا التحريم، وهذا مذهب الشافعي، وبعض أصحاب الإمام أحمد بن حنبل، وهو رواية عن الإمام مالك.
  • القول الثالث: أنَّ النهي الواردِ في الحديثِ الشريفِ لا يقتضي التحريمَ ولا التنزيه ولا الكراهة؛ إذ أنَّه لا يحرمُ عليه اللباسَ ولا الجماعَ، فلا يحرمُ عليه الحلقَ وتقليمَ الأظافرِ قياسًا، وهذا مذهب أبو حنيفة ومالك.

شاهد أيضًا: كم عمر الاضحية من الغنم

تعريف الأضحية وأقوال العلماء في حكمها

إنَّ الأضحية بالمعنى اللغوي اسمٌ لما يُضحَّى به، أمَّا بالاصطلاحِ الشرعي فهي عبارة عن ما يُذبح من بهيمة الأنعام في يومِ عيد الأضحى إلى آخر أيام التشريقِ، تقربًا لله تعالى، وقد تباينت آراء أهل العلم في حكمها، وفيما يأتي بيان ذلك:[4]

  • القول الأول: ذهب جمهور أهل العلم من المالكية والشافعية والحنابلة إلى أنَّ الأضحيةَ سنةٌ مؤكدةٌ، مستدلينَ بحديثِ أم سلمة عن الأضحية حيث قالت: (مَن كانَ له ذِبْحٌ يَذْبَحُهُ فإذا أُهِلَّ هِلالُ ذِي الحِجَّةِ، فلا يَأْخُذَنَّ مِن شَعْرِهِ، ولا مِن أظْفارِهِ شيئًا حتَّى يُضَحِّيَ).[5]
  • القول الثاني: ذهب الحنفية إلى وجوب الأضحية، مستدلينَ بقولِ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن كان له سَعَةٌ ولم يُضَحِّ ، فلا يَقْرَبَنَّ مُصَلَّانا).[6]

شاهد أيضًا: هل يجوز الحلق قبل ذبح الأضحية

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان حديث ام سلمة عن الاضحية، وفيهِ تمَّ ذكرُ متنِ الحديثِ الشريفِ، كما تمَّ بيانُ شرحهِ، وبيان بعضِ الأحكام المتعلقةِ فيهِ، كما تمَّ في ختامِ هذا المقال بيانُ المرادِ من الأضحيةِ وأقوال أهل العلمِ في حكمها.

المراجع

  1. ^
    صحيح مسلم , مسلم، أم سلمة، 1977، صحيح
  2. ^
    dorar.net , شرح الحديث , 20/6/2022
  3. ^
    أرشيف ملتقى أهل الحديث، , ملتقى أهل الحديث، 207/30، بتصرف , 20/6/2022
  4. ^
    dorar.net , تعريف الأضحية , 20/6/2022
  5. ^
    صحيح مسلم، , مسلم، أم سلمة، 1977، صحيح
  6. ^
    صحيح الجامع، , الألباني، أبو هريرة، 6490، صحيح