حكم الاحتفال بالمولد النبوي في المذاهب الأربعة

جدول المحتويات

حكم الاحتفال بالمولد النبوي في المذاهب الأربعة، فهناك العديد من المسائل التي قد نجد فيها اختلافاً لدى المَذاهب الفقهية الأَربعة، ولكل من علماء المذاهب دليله الشرعي على فتواه، ولذلك يقوم الناس بالبحث عن هذه الفتاوى لكي لا يصيبوا الجهل بالدين فيما يفعلونه، وخاصة عندما يتعلق الأمر بمسألة كبيرة مثل مسألة المولد َالنّبوي الشّريف، وفي مقالنا اليوم عبر موقع سوف نتعرف على حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف عند المذاهب الأربعة، وما يتعلق بتفصيلات هذا الحُكم.

حكم الاحتفال بالمولد النبوي في المذاهب الأربعة

اتفق علماء المذاهب الأربعة على أن الاحتفال بالمولد النبوي هو من البدع المستحدثة ولا يجوز، بالرغم من وجود بعض المخالفات العارضة التي أفتى بها بعض العلماء من خارج المذاهب أو بعض من داخلها، إلا أن هذه الاختلافات كانت حول المشروعية له من حيث نوعية الاحتفال، فمنهم من أجازه في حدود معينة من الاحتفال، والتي سنأتي على ذكرها في سباق المقال، ومنهم من حرمها بكل أشكالها؛ لأنها من البدع المستحدثة، وفيها أشكال مختلفة من التبديع والمخالفة للقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، والخلاصة أن هذه المسألة غير جائزة لدى كل المَذاهب، والله تعالى أعلم.[1][2][3][4]

شاهد أيضًا: هل الاحتفال بالمولد النبوي بدعة

هل احتفل الأئمة الأربعة بالمولد النبوي

لم يحتفل أي من علماء المَذاهب الفقهية الأَربعة بهذا اليوم ولا أحد من التابعين أو الصحابة رضوان الله تعالى عليهم، فهذه الظاهرة التي نراها اليوم يعود أصلها إلى نحو القرن السادس الهجري، وليس هناك من الأئمة الأربعة كان موجوداً في تلك الحقبة، ولذلك يجب العلم أن هذه البدعة التي يقول بها بعض الناس أنها جرت على عهد الأئمة أو التابعين أو الصحابة رضي الله عنهم جميعاً ليس لها أي إسناد صحيح.[1]

حكم الاحتفال بالمولد النبوي الإسلام سؤال وجواب

لقد نقل العلماء على موقع الإسلام سؤال جواب، فتوى أهل العلم بهذه المسألة، وأكدوا عدم جوازها وبدعيتها مع ذكر الأسباب، وقالوا فيها ما يلي:[1]

الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه: أولاً: أنه لم يكن من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ولا من سنة خلفائه، وما كان كذلك فهو من البدع الممنوعة، ثانياً: في الاحتفال بذكرى المولد تشبه بالنصارى، والتشبه بهم محرم أشد التحريم، ثالثاً: أن الاحتفال بذكرى مولد الرسول وسيلة إلى الغلو والمبالغة في تعظيمه حتى يفضي إلى دعائه والاستعانة به من دون الله، رابعاً: إن إحياء بدعة المولد يفتح الباب للبدع الأخرى والاشتغال بها عن السنن.

الاحتفال بالمولد النبوي إسلام ويب

أكد العلماء في موقع إسلام ويب على بدعية هذا اليوم، وأكدوا عدم جواز هذا الأمر في المَذاهب الفقهية الأَربعة، وأن هذه البدعة تم استحداثها في الشرع الإسلامي من قبل الرافضة، وليس لها إسناد لا في السنة النبوية الشريفة، ولا في القرآن الكريم، وأكد العلماء أنه في الدين الإسلامي لا يوجد سوى عيدين، هما عيد الفطر وعيد الأضحى، ولا احتفال إلا بهما، وذكر العلماء على الموقع أن من استحسنوا الاحتفال بهذا العيد من العلماء في الأمة، إنما كان لجعله موسم عبادة، وليس الشكل المخزي الذي نراه اليوم، من موسيقى وغناء وفجور ومعاصي والعياذ بالله.[2]

شاهد أيضًا: حكم الاحتفال برأس السنة الهجرية

حكم المولد عند الشافعية

من خلال الفتوى التي وردت على موقع إسلام ويب، أن الإمام الشافعي رحمه الله تعالى ومن بعده أئمة الشافعية، لم يفتوا بجواز الاحتفال بهذا اليوم، ولم يذكر عنهم أو عن باقي أئمة المَذاهب، أنهم احتفلوا بهذا اليوم أو ذكروه كنوع من الأعياد في حياة المسلمين، لعدة اعتبارات مختلفة، أهمها أن هذا ليس بعيد للمسلمين، وأن هذا اليوم ليس بثابت؛ لأن المَولد النّبوي ليس معلوم فعلاً على وجه الدقة، وإنما فيه خلاف، ولأن هذا اليوم أيضًا هو يوم وفاة النبي عليه الصلاة والسلام فكيف نحتفل بيوم وفاته.[3]

حكم الاحتفال بالمولد النبوي في المذهب المالكي

ذكر أهل العلم والعلماء على المواقع الإسلامية المعتبرة، أن كل الأئمة من المذاهب الفقهية الأربعة أجمعوا على بدعية هذا اليوم، وهذا يتضمن حكماً الإمام مالك رحمه الله تعالى صاحب المذهب المالكي، ولم يتم التوصل إلى أي نص شرعي معتبر يثبت أن علماء المَذهب المالكي قد أباحوا الاحتفال بذلك.[4]

ما الدليل على جواز الاحتفال بالمولد النبوي الشريف؟

لقد ذكرنا سابقاً أن الذين أجازوا الاحتفال بالمُولد النّبوي الشّريف من العُلماء، هم من العلماء المتأخرين، وقد استندوا في فتواهم تلك لما ورد في السنة النبوية الشريفة عن هذا اليوم، إذ إن النبي عليه الصلاة والسلام كان يصوم يوم الاثنين، وقد سأله أحد الناس عن سبب صيامه، فقال: “يا رسولَ اللَّهِ أرأيتَ صومَ يومِ الاثنينِ ويومِ الخميسِ قالَ: فيهِ ولدتُ وفيهِ أنزلَ علىَّ القرآنُ”[5]، وهذا من النصوص التي استمد عليها من أباحوا الاحتفال به، ولكن يجب العلم أن النبي عليه الصلاة والسلام أكد يوم مولده من أيام الأسبوع، إلا أن يوم تاريخ هذا اليوم ليس فيه نص شرعي يثبت أنه 12 ربيع الأول.

شاهد أيضًا: هل يجوز الاحتفال بيوم الميلاد

أدلة تحريم الاحتفال بالمولد النبوي

هناك العديد من الأدلة التي وردت في الشرع من ذلك، ومن ذلك ما ورد في السنة النّبوية الشّريفة التي نهت عن هذه البدع المستحدثة، ونذكر منها حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه إذ قال: “وعظَنا رَسولُ اللهِ مَوعظةً وجِلَت مِنها القُلوبُ، وذرِفَت مِنها العُيونُ، فقُلنا: يا رسولَ اللهِ! كأنَّها موعِظةُ مودِّعٍ فأوصِنَا قال: أُوصِيكُم بتَقوى اللهِ، والسَّمعِ والطَّاعةِ، وإن تَأَمَّرَ عليكُم عبدٌ، وإنه من يَعِش منكُم فسيَرى اختلافًا كثيرًا، فعليكُم بسُنَّتِي، وسنة الخلفاءِ الرَّاشدين المهديِّين، عَضُّوا علَيها بالنَّواجذِ، وإيَّاكُم ومُحدَثاتِ الأمورِ، فإنَّ كلَّ بدعةٍ ضَلالةٌ”[6].

بهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان حكم الاحتفال بالمولد النبوي في المذاهب الأربعة، والذي تعرفنا من خلاله على حكم هذه المسألة في رأي علماء المذاهب الأربعة مع ذكر الأدلة، كما تعرفنا على حكمها في أكثر من قول من أقوال العلماء، وذكرنا أيضاً بعض من أدلة من أجازها ومن حرمها. 

أسئلة شائعة

  • متى الاحتفال بالمولد النبوي

    يتم الاحتفال بالمولد النبوي كل عام بتاريخ 12 ربيع الأول من كل عام هجري، وتاريخ هذا اليوم هو التاريخ الراجح، بالرغم من عدم وجود دليل ثابت شرعاً بأن هذا تاريخه الصحيح.

  • من هم أول من ابتدع الاحتفال بالمولد النبوي؟

    ذكر أهل العلم أن أول من ابتدع الاحتفال بالمولد النبوي هم الفاطميين، أو ما يعرفون أيضاً بالدولة العبيدية، وذلك نحو القرن السادس الهجري.

  • هل الصحابة كانوا يحتفلون بالمولد النبوي؟

    لم يرد في كتب أهل السلف أو التابعين أن الصحابة رضي الله عنهم احتفلوا بالمولد النبوي، وهم أخبر الناس بشرع الله تعالى بعد النبي عليه الصلاة والسلام ولو كان ذلك جائز لفعلوه.

المراجع

  1. ^islamqa.info , حكم الاحتفال بالمولد النبوي , 01/10/2022
  2. ^islamweb.net , سبب الإفتاء ببدعية الاحتفال بالمولد النبوي , 01/10/2022
  3. ^islamweb.net , نبذة عن الإمام الشافعي وحكم الاحتفال بالمولد , 01/10/2022
  4. ^islamweb.net , الاحتفال بالمولد النبوي بدعة ولا حجة لأحد على دين الله , 01/10/2022
  5. ^صحيح أبي داود , أبو قتادة، الألباني، 2426، صحيح
  6. ^صحيح الترغيب , العرباض بن سارية، الألباني، 37، صحيح