إن مسألة التسليم في ختم الصلاة أمر اختلف عليه أهل العلم، ومن ثم نتعرف معًا إلى حكم الالتفات في التسليم في الصلاة يمينًا ويسارًا، وذلك وفقًا لما ورد في السنة النبوية، كما نتعرف إلى خير ما يقال عند التسليم وختام الصلاة.. فتابعونا.
حكم الالتفات في التسليم في الصلاة
يقول أهل العلم أن الالتفات في الصلاة عند التسليم يمينا ويساراً سنة، في حين صرح الفقهاء بأن المستحب أن يبدأ المصلي بالتسليم مستقبلاً القبلة ثم يلتفت، ويتم التسليم مع نهاية التفاته، والتسليم في الصلاة يعني أن يقول المصلي: “السلام عليكم ورحمة الله” في نهاية الصلاة، ومن ثم فإن التسليم ركن من أركان الصلاة وفي المقابل فإن الالتفات عند التسليم سنة، وليس ركن من أركان الصلاة.. ولكن ماذا لو أتى المصلي بصفة غير صفة الالتفات؟ هل صلاته صحيحة؟ نجيب على هذا في التالي:
حكم من أخطأ في التسليم
إن في حالة الخطأ في التسليم، وقام المصلي بمخالفة صفة التسليم والالتفات، فصلاته صحيحة، ولا شئ عليه، إنما فاته الأفضل، والمستحب، وذكر محمد وسام -مدير إدارة الفتوى الشفوية بدار الإفتاء المصرية- أن الرسول -صل الله عليه وسلم- كان يلتفت في التسليم حتى يظهر بياض خده الشريف.
-
عن عامر بن سعد عن أبيه قال: (كنت أرى النبي صل الله عليه وسلم يسلم عن يمينه وعن يساره حتى يرى بياض خده ). رواه أحمد ومسلم والنسائي وابن ماجه.
-
يقول ابن المنذر: “أجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم على أن صلاة من اقتصر على تسليمة واحدة جائزة“، وتعقبه المرداوي في الإنصاف بقوله: “قلت: هذا مبالغة منه، وليس بإجماع . قال العلامة ابن القيم: وهذه عادته إذا رأى قول أكثر أهل العلم حكاه إجماعاً”
إذًا فالالتفات في الصلاة عند التسليم ليس واجب على المصلي أن يفعله، فإن فعلها أخذ الثواب، وإن لم يفعل صحت الصلاة، ولكن فاته ثواب السنة.
ما يقال عند التسليم في الصلاة يمين ويسار
إن صيغ التسليم ليست كثيرة، فالتسليم يعني أن يقول المصلي “السلام عليكم” لختام الصلاة، ومن ثم فالصيغ المحفوظة عن الرسول -صل الله عليه وسلم- كالتالي:
-
نقول: “السلام عليكم ورحمة الله“.
-
أو نستزيد بقوله “السلام عليكم ورحمة الله وبركاته“
-
عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي -صل الله عليه وسلم- كان يسلم عن يمينه و يساره: “السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله” حتى يرى بياض خده.
الحكمة من التسليم في الصلاة
أما عن الحكمة في التسليم في الصلاة، باعتبارها ركن من أركان الصلاة، التي لا يصح الصلاة بدونها، أن ينوي المصلي الخروج من الصلاة بالالتفاتة الأولى، ويقول: “السلام عليكم ورحمة الله”، ثم ينوي التسليم الثاني أو الالتفاتة الثانية بالسلام على الملائكة والمصليين إن كان في جماعة. والتسليم في صلاة المنفردة يعني نية أن أخرج من الصلاة والتسليم على الحفظة أي الملائكة، ولكن كيف نختم الصلاة؟ هذا ما سنتعرف إليه في التالي:
-
عن ثوبان رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثًا، وقال: «اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ
وَمِنْكَ السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ ذَا الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ». -
وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم كان إذا فرغ من الصلاة وسلم قال: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ
لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ
لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ». -
عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم كان يتعوذ دبر الصلاة بهؤلاء الكلمات: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ
بِكَ مِنَ الْجُبْنِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أُرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ
الدُّنْيَا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ». -
وروى الترمذي عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: “أمرني رسول الله
صل الله عليه وآله وسلم أن أقرأ بالمعوذتين في دبر كل صلاة“. -
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول صلى الله عليه وآله وسلم أخذ
بيده وقال: «يَا مُعَاذُ، وَاللهِ إِنِّي لأُحِبُّكَ»، ثم قال: «أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ، لَا تَدَعَنَّ
فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ تَقُولُ: اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ».
ومن هنا نكون قد تعرفنا إلى الالتفات في الصلاة وحكمه من السنة النبوية، وفي ختام هذا المقال نسأل الله أن يتقبل منا الصلاة، وصالح الأعمال.. آمين.