تطرق الدين الإسلامي إلى كافة الأمور التي تهم المرء، وأهمها إعطاء كل ذي حقه، ولأن الدين من الأمور التي لا تنتهي بموت الإنسان، بل بقضاء الدين نفسه، نعرض لكم اليوم حكم المسامحة على الدين وفضل هذا، باضافة إلى آيات الدين، ودعاء قضاءه.. فتابعونا.
حكم المسامحة على الدين وفضله
من المعروف أن من كان له حق عند الغير، وتنازل عنه، فقد برئت ذمته، ولا يجوز أن يرجع المتنازل عن حقه في رأيه، فلا يجوز أن يعود في كلامه، ويقول أنه غير مسامح، وذلك استنادًا لآراء أهل العمل، وهى كالتالي:
-
يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله :”قوله : ( لَيْسَ لَنَا مَثَلُ السَّوْءِ ) أي : لا ينبغي لنا معشر المؤمنين أنْ نتصف بصفةٍ ذميمةٍ ، يشابهنا فيها أخسُّ الحيوانات ، في أخسِّ أحوالها ، قال الله سبحانه وتعالى: ( لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلهِ المَثَلُ الأَعْلَى ) النحل/60 ، ولعلَّ هذا أبلغ في الزجر عن ذلك وأدلُّ على التحريم ، مما لو قال مثلاً : ( لا تعودوا في الهبة)“
-
وفي “تحفة المحتاج”: ” هبة الدين لا رجوع فيه جزماً “
-
وجاء في “الموسوعة الفقهية”: ” اتفق العلماء على عدم جواز الرجوع في الإبراء بعد قبوله لأنه إسقاط , والساقط لا يعود ، كما تنص على ذلك القاعدة المشهورة “
مسامحة الميت في الدين
إن ذمة الميت تبرأ بمجرد مسامحة صاحب الدين له، سواء علم الورثة بهذا الأمر أم لا، ولكن الأولى أن يعلم صاحب الدين إبرائه للميت من الدين، حتى يتمكن أهل الميت من قسمو التركة دون أن يحتسبوا هذا الدين منها، أما في حالة لم يكن أهل الميت على علم بهذا الدين فلا داعي من إعلامهم بشئ.. والآن: نتعرف إلى آيات الدين من القرآن الكريم.. فتابعونا للمزيد
آيات الدين من القرآن الكريم
وعن الدين في القرآن فتعد آية الدين أو المداينة هى الآية رقم 282 من سورة البقرة، وهى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ
كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ
الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا
أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ
مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ
تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَىٰ وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا وَلَا تَسْأَمُوا
أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَىٰ أَجَلِهِ ذَٰلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَىٰ
أَلَّا تَرْتَابُوا إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا
تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ
بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
حديث دعاء قضاء الدين والفرج صحيح مكتوب
-
عن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ: أن مكاتباً جاءه، فقال: إني قد
عجزت عن كتابتي فأعني، قال: ألا أعلمك كلمات علمنيهن رسول الله
صلى الله عليه وسلم لو كان عليك مثل جبل ثَبير ديناً أداه الله عنك،
قال: قل: اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن
سواك. رواه أحمد والترمذي والحاكم وصححه الحاكم وحسنه الأرناؤوط والألباني. -
وفي صحيح مسلم أنه صلى الله عليه وسلم كان يدعو عند النوم: اللهم
رب السماوات السبع ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، فالق الحب
والنوى ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شر كل شيء أنت
آخذ بناصيته، أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء،
وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقضِ
عنا الدين، وأغننا من الفقر.
ايات قضاء الدين وسعة الرزق
لا يوجد ما يدل على أن هناك آيات نقرأها فتقضي عنا الدين، ولكن لا حرج من قراءة بعض الآيات بنية تريج الهم، وقضاء الدين، وسعة الرزق، ومن أهم تلك الآيات ما يلي:
-
“فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا *
وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا.
(سورة نوح: 10-12). -
“قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء
وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَعَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ *
تُولِجُ اللَّيْلَ فِي الْنَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ
وَتُخْرِجُ الَمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ
(آل عمران:26-27) -
”لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ”.
(سورة الأنبياء:87)
ومن هنا نكون قد تعرفنا إلى حكم المسامحة على الدين، وفضل مسامحة الميت في الدين، فضلاً عن آيات قضاء الدين، وأدعية قضاء الدين وسعة الرزق، والآن: إن كنت تبحث عن المزيد يمكنك الاطلاع على: ايات قضاء الدين وسعة الرزق، أما إن كنت تبحث عن استفسار آخر يخص هذا الأمر شاركنا في تعليق.