حكم صيام ليلة الاسراء والمعراج

حكم صيام ليلة الاسراء والمعراج وهي من الليالي المباركة، والتي ذكرها الله تعالى في القرآن الكريم، لتصبح هذه الحادثة المهمة وتفاصيلها قرءآنًا يُتلى إلى يوم الدين، وفي مقالنا التالي سوف نتعرف على حكم صيام ليلة الإسراء والمعراج.

ما هي ليلة الإسراء والمعراج

ليلة الإسراء والمعراج هي: الليلة التي أسرى بها لله تعالى بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم ليلاً من المسجد الحرام وهو مسجد مكة المكرّمة إلى المسجد الأقصى وهو بيت المقدس الذي بالقدس، قال تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}[1]، فالإسراء والمعراج من معجزات سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم التي أعجزت أعداء الله في كل وقت وكل حين، وقد اختلف العلماء متى كانت هذه الليلة المباركة، فقيل إنها ليلة الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول دون تعيين السنة، وقيل أنها قبل الهجرة بسنة، فتكون في ربيع الأول، ولكن بدون تعيين الليلة، وقيل قبل الهجرة بستة عشر شهرًا، فتكون في ذي القعدة، وقيل أيضًا هي قبل الهجرة بثلاث سنين أو خمس سنين أو ست، وقد اختلف العلماء هل أسري بالنبي بجسده وروحه، أم بروحه فقط، والذي عليه أكثر العلماء أنه أسري بجسده وروحه يقظة لا منامً، لأن قريش أنكرته، ولو كان منامًا لم ينكره أحد.[2]

شاهد أيضًا: موضوع تعبير عن ليلة الاسراء والمعراج بالعناصر

حكم صيام ليلة الاسراء والمعراج

حكم صيام ليلة الإسراء والمعراج لا يصح صيام ليلة الإسراء والمعراج ولا يجب ولا يُستحب، ولا هو من السنّة بشيء بل يعدّ صيام ليلة الإسراء والمعراج بدعة مُحدثة لا يصح التمسّك بها، ويجب عن المسلم أن يتحرّى السنن ويبتعد عن البدع، لأنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة من بعده صيام هذه الليلة ولا قيامها، ولو كان صيامها مندوبًا أو مسنونًا عليه لبيّنه النبي لنا، كما بيّن لنا فضل صيام عاشوراء وعرفة وغيرها من الأيام، ويوم الإسراء والمعراج ليس له فضيلة خاصة عن باقي الأيام والليالي، فلا نخص ليلته بصيام، ولا بقيام، ولو كان صيامه خيرًا لوجّهنا لذلك النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام.[3]

شاهد أيضًا: قصة الاسراء والمعراج للاطفال

هل يجوز الإحتفال بليلة الإسراء والمعراج؟

لم يحتفل النبي صلى الله عليه وسلم مطلقًا بليلة الإسراء والمعراج، ولم يأمر به من بعده من الخلفاء، بل لم يحتفل الخلفاء الراشدون، وممن أتى بعدهم بتلك الليلة وهم أفضل الناس وخير البرية على الإطلاق، فالاحتفال بليلة الإسراء والمعراج هي بدعة ابتدعها الناس في دين الله تعالى، وشرعوا في دين الله ما لم يأذن به، فمن شرع للناس زيادة في الدّين، أو سنّ لهم سنّة سيئة أو دعاهم إلى ضلالة فهو آثم وله الويل والثبور، وعليه وزر هذه الضلالة والبدعة التي ابتدعها إلى يوم الدّين، ويحمل من خطايا الناس الذي دعاهم وأضلهم بتلك الضلالات والخرافات التي لا أصل لها، وليلة الإسراء لم يأتِ في الأحاديث الصحيحة تعيينها في يوم أو شهر معين، وكل ما ورد عن وقتها هو اجتهاد من العلماء وغير ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وحتى لو تم تعيين موعد هذه الليلة، فلا يجوز أن يخصّها الناس بشيء من العبادات أو الطاعة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك، ولم يفعله الصحابة من بعده، ولو كان الإحتفال بهذه الليلة مشروعًا لفعله النبي وصحابته من بعده إما بالقول أو بالفعل.[4]

شاهد أيضًا: حكم تصديق الرسول في ما أخبر عنه في حادثة الإسراء

أهمية ليلة الإسراء والمعراج

ليلة الإسراء والمعراج من الليالي المهمة التي أحدثت فيها العديد من العبادات والطاعات، وأهمية هذه الليلة تكمن في:[5]

  • أنه بعد كل مِحنة مِنحَة، فقد تعرّض النبي صلى الله عليه وسلم لمحن عظيمة، ولكنه مضى في طريقه، وصبر لأمر ربه، لا تأخذه في نشر الدعوة لومة لائم، فجاءته حادثة الإسراء والمعراج، فيعرج به الله تعالى دون الخلائق، ويُكرمه على صبره وجهاده، ويُطلعه على عوالم الغيب الخفيّة، ويكلّمه دون واسطة.
  • أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان مُقدمًا على مرحلة جديدة، وهي مرحلة الهجرة وبناء دولة جديدة، يريد الله للبناتها أن تكون قوية راسخة، ويثبت المؤمنين، وفي ليلة الإسراء والمعراج ترسّخ الإيمان في قلوب هؤلاء.
  • كان من شجاعة النبي صلى الله عليه وسلم بأن حدّث المشركين عن ليلة إسرائه إلى بيت المقدس، وقد أظهر له الله علامات تُلزم الكفار بتصديق كلامه.
  • صلاة النبي بالأنبياء في بيت المقدس دليل على أنهم سلّموا له القيادة والريادة، وأن شريعة الإسلام تكملة للشرائع السابقة.
  • إن الربط بين المسجد الأقصى والمسجد الحرام كان له عدد من الدلالات والفوائد المهمة منها: أهميّة المسجد الأقصى بالنسبة للمسلمين، فهو مسر نبيهم، الربط يشعر المسلمين بمسؤوليتهم تجاه المسجد الأقصى، وأن التهديد للمسجد الأقصى هو تهديد للمسجد الحرام وأهله.
  • أهميّة الصلاة وعظيم منزلتها، وقد ثبت في السنة النبوية أن الصلاة فُرضت على المسلمين في ليلة الإسراء والمعراج.
  • لا حجة لمن يحتفل بليلة الإسراء والمعراج، لأنها من الليالي المختلف في تحديد زمانها، ولم يحتفل بها النبي ولا الصحابة، ولم يؤمر بالاحتفال بها.

شاهد أيضًا: متى وقعت حادثة الإسراء والمعراج .. موقف المشركين من الإسراء والمعراج

في نهاية مقالنا تعرفنا على حكم صيام ليلة الاسراء والمعراج لا يصح صيام ليلة الإسراء والمعراج ولا يجب ولا يُستحب، ولا هو من السنّة بشيء بل يعدّ صيام ليلة الإسراء والمعراج بدعة مُحدثة لا يصح التمسّك بها.

المراجع

  1. ^
    الإسراء , 1
  2. ^
    saaid.net , الإسراء والمعراج , 26/02/2022
  3. ^
    islamweb.net , حكم صيام يوم الإسراء والمعراج. , 26/02/2022
  4. ^
    saaid.net , الإسراء والمعراج , 26/02/2022
  5. ^
    alimam.ws , الإسراء والمعراج عرض وفوائد , 26/02/2022