حكم قطع صيام الست من شوال

جدول المحتويات

حكم قطع صيام الست من شوال هل هو جائز أو غير جائز، أحد أكثر الأسئلة التي تدور في بال المسلمين من بداية شهر شوال، وهذا لأن صيام هذه الأيام سنة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولأن لصومها عدة فضائل على العبد، وعبر مقالنا التالي في موقع سوف نسلّط الضوء على كل ما يخص صيام الستُ من شوالٍ من أحكام بصورة مفصّلة.

حكم قطع صيام الست من شوال

إن حكمُ قطعُ صيام الستِ من شوالٍ مختلفٌ فيه من قبل جمهور العلماء، وذهبوا فيه إلى قولين، وهذين القولين هما كالتالي:[1]

  • القول الأول جواز قطعه مع إكراهه: وهذا ما ذهب إليه الشافعية والحنابلة، وإذا كان لعذر غير صحيح فهو مكروه، لأن فيه قطع للأجر والثواب، واستدلوا إلى هذا القول بالحديث الشريف الذي روته جويرية بنت الحارث أم المؤمنين: {أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، دَخَلَ عَلَيْهَا يَومَ الجُمُعَةِ وهي صَائِمَةٌ، فَقالَ: أصُمْتِ أمْسِ؟، قالَتْ: لَا، قالَ: تُرِيدِينَ أنْ تَصُومِي غَدًا؟ قالَتْ: لَا، قالَ: فأفْطِرِي، وقالَ حَمَّادُ بنُ الجَعْدِ: سَمِعَ قَتَادَةَ، حدَّثَني أبو أيُّوبَ، أنَّ جُوَيْرِيَةَ، حَدَّثَتْهُ: فأمَرَهَا فأفْطَرَتْ}. أخرجه البخاري ومسلم [2]
  • القول الثاني حرمة القطع مع لزوم القضاء: ذهب إلى هذا القول الحنفية والمالكية، واستدلّوا إلى هذا القول من سورة البقرة الآية 187: {ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ}؛ [3] وذهبوا إلى عموم هذه الآية على صيام الفرض والتطوع؛ ودلت على لزوم إتمام الصوم مما يقتضي وجوبه، فإن قَطع صومه يجب عليه قضاؤه كسائر الواجبات، والله أعلم.

شاهد أيضًا: هل يجوز صيام الست من شوال ثاني يوم العيد

حكم نية صيام الست من شوال

إن نية صيام الستِ من شوالٍ شرط لإتمام صيامه، فيجب أن ينوي العبد الصيام حتى يكون أفضل، وحتى لو نوى ذلك أثناء النهار، وإلا لم يكون صيامه كاملاً، وإذا لم يبيت النية على الصيام سيكون صيامه ناقصًا، وعندما سُؤل ابن باز _رحمه الله_ عن نية صيامُ الستِ من شوالِ قال:

نعم، وإلا لو صام من أثناء النهار لا بأس، لكن ما يكون صومه كاملًا إلا إذا بيَّت النيةَ، صام يومًا كاملًا، وإلا يكون صومه ناقصًا إذا صام أثناء النهار.

شاهد أيضًا: حكم صيام اول يوم العيد

فضل صيام الست من شوال

لصيام الست من شوال عدة فضائل، يمكن تلخيصها بالتالي:

  • الأجر والثواب العظيم: فصيام هذه الأيام بعد قضاء أيام شهر رمضان الفضيل يعادل صيام الدهر، وهذا ما ورد بالحديث الشريف الذي رواه أبو أيوب الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم: {مَن صام رَمَضان ثم أتْبَعَه سِتًّا من شوَّالٍ، فكأنَّما صام الدَّهرَ}.[4]
  • جبر النقص في الفرائض: ففي يوم القيامة يجبر الله لعباده النقص في الفرائض من النوافل، وإذا لم يكن لديه، فيجبرها من التطوع، واستدلوا على ذلك من الحديث الذي رواه أنس بن حكيم الضبي، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: {إنَّ أوَّلَ ما يُحاسَبُ الناسُ به يَومَ القيامةِ مِن أعمالهمُ الصَّلاةُ. قال: يَقولُ رَبُّنا جلَّ وعزَّ لِمَلائِكتِه، وهو أعلَمُ: انظُروا في صَلاةِ عَبدي، أتَمَّها أم نَقَصَها؟ فإنْ كانت تامَّةً كُتِبتْ له تامَّةً، وإنْ كان انتَقَصَ منها شَيئًا قال: انظُروا هل لِعَبدي مِن تَطوُّعٍ؟ فإنْ كان له تَطوُّعٌ قال: أتِمُّوا لِعَبدي فَريضَتَه مِن تَطوُّعِه. ثم تُؤخَذُ الأعمالُ على ذاكم}.[5]
  • دلالة قبول صيام شهر رمضان: واستدلوا على ذلك من الآية 185 من سورة البقرة، قال تعالى: {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ.[6]
  • مغفرة للذنوب: فالصيام يطهر النفس من الذنوب والخطايا، ويقربها من الله عزَّ وجلَّ جلاله.

وهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية هذا المقال الذي حمل عنوان حكم قطع صيام الست من شوال، وقد ذكرنا في سطوره كل ما يخص صيام الستُ من شوالٍ من أحكام بصورة مفصّلة.

المراجع

  1. ^
    dorar.net , بلوغُ المنال في أحكامِ صِيامِ السِّتِّ من شوَّال , 03/05/2022
  2. ^
    صحيح البخاري  , البخاري ، جويرية بنت الحارث أم المؤمنين ، 1986 ، [صحيح] [وقوله: وقال حماد بن الجعد… معلق]
  3. ^
    سورة البقرة , الآية 187
  4. ^
    تخريج مشكل الآثار , شعيب الأرناؤوط ، أبو أيوب الأنصاري ، 2342 ، سناده على شرط مسلم، لكنه موقوف
  5. ^
    سنن أبي داود , أبو داود ، أنس بن حكيم الضبي، 864 ، سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح]
  6. ^
    سورة البقرة , الآية 185