حكم لبس الباروكة

حكم لبس الباروكة التي كثر ارتدوئها في زمننا هذا من أجل الزينة وزيادة كثافة وطول الشعر وغيره من الأسباب، لذا من المهم التعرّف على حكم الباروكة، وفيما إذا كان حلالاً أم حرامًا، وفي مقالنا التالي سوف نتعرف إلى حكم لبس الباروكة التي أفتى به العلماء، وحكم لبس الباروكة كبديل عن الحجاب، وحكم لبس الباروكة للرجل.

حكم لبس الباروكة

حكم لبس الباروكة جائز عند الحنفيّة، وجائز عند الشافعيّة للمتزوجة بشرط إذن زوجها، وجائز عند الحنابلة للحاجة والضرورة فقط، وجائز عند المالكيّة لأنها ليست بوصلة بل توضع وضعًا، وقبل الحديث عن الباروكة لا بد لنا من الحديث عن حكم وصل الشعر، وقد كان للعلماء عدد من الآراء في ذلك، وخلاصة كلامهم أنه يُحرّم وصل شعر المرأة بشعر نجس أو بشعر آدمي سواءً بإذن الزوج أو بدون إذنه فقد لعن الرسول صلى الله عليه وسلم الواصلة والمستوصلة، واللعنة تدل على التحريم، والسبب من التحريم لما في الأمر من تدليس وخداع وتغيير لخلق الله تعالى ، ولحرمة الانتفاع بشعر الآدمي لكرامته، والأصل في الدّين أن يُدفن شعر الإنسان إذا انفصل عن شعره.

ويمكننا تلخيص آراء العلماء في حكم ارتداء الباروكة كما يلي:[1]

  • رأي الحنفيّة: قال الحنفيّة بكراهة وصل الشعر بغير شعر الآدمي وهو طاهر، واستدل الحنفية بفتواهم هذه بما نُقل عن أبي يوسف إلى أنه يرخص للمرأة أن تتخذ غير شعر الآدمي لتزيد قرونها أو شعرها، واستدلوا بذلك بما روي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: {ليست الواصلة بالتي تعنون، ولا بأس أن تعرى المرأة عن الشعر، فتصل قرناً من قرونها بصوف أسود، وإنما الواصلة التي تكون بغياً في شبيبتها فإذا أسنت وصلتها بالقيادة}[2]، وهذا الحديث إسناده ضعيف.
  • رأي المالكيّة: ذهبوا إلى عدم التفريق في التحريم بين الوصل بالشعر أو الوصل بغيره، إلا أنهم نصّوا على أن وضع الباروكة على الرأس ليست من باب الوصل، والنهي النبوي إنما جاء عن الوصل، وهو وصل الشعر بشعر آخر، واحتجوا برأيهم هذا إلى رأي النفراوي في كتابه “الفواكه الدواني”، قال النفراوي: وَمَفْهُومُ “وَصْلِ” أَنَّهَا لَوْ لَمْ تَصِلْهُ بِأَنْ وَضَعَتْهُ عَلَى رَأْسِهَا مِنْ غَيْرِ وَصْلٍ لَجَازَ كَمَا نَصَّ عَلَيْهِ الْقَاضِي عِيَاضٌ، لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ بِمَنْزِلَةِ الْخُيُوطِ الْمَلْوِيَّةِ كَالْعُقُوصِ الصُّوفِ وَالْحَرِيرِ تَفْعَلُهُ الْمَرْأَةُ لِلزِّينَةِ فَلَا حَرَجَ عَلَيْهَا فِي فِعْلِهِ فَلَمْ يَدْخُلْ فِي النَّهْيِ، وَيَلْتَحِقُ بِأَنْوَاعِ الزِّينَةِ”.
  • رأي الحنابلة: ذهب الحنابلة إلى تحريم وصل الشعر بشعر آخر، سواءً كان شعر آدمي أو غيره، وسواءً كان بإذن الزوج أو بدون إذنه، وقالوا: لا بأس به من غير الشعر للحاجة.
  • رأي الشافعيّة: قالوا بحرمة وصل الشعر أن لم تكن المرأة متزوجة، فلا يجوز لبس الباروكة إلا للمرأة التي تريد التزيّن لزوجها، وفقط بإذنه.

شاهد أيضًا: حكم تركيب الرموش ابن باز

حكم لبس الباروكة بديلاً عن الحجاب

إن لبس الباروكة، وادعاء أنها مجرد غطاء للرأس حرام، وهو كذب وتضليل يخالف الواقع، فأغطية الرأس معروفة ومعلومة بالعرف والعقل، والباروكة هي زينة أكثر من الشعر الطبيعي، مع ما فيها من غش وتزوير، وإسراف وتبذير، وتبرج وإغراء، وكل هذه مؤكدات على حرمة لبس الباروكة كبديل عن الحجاب الشرعي الذي فرضه الله تعالى على النساء، وهذا نوع من التحايل على الشرع والدين، وقد أجاز العلماء الباروكة في البيت للزوج، ويُحرّم على المرأة أن تبدي هذه الزينة للأجانب، قال تعالى: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا}[3].[4]

شاهد أيضًا: هل خلع الحجاب من الكبائر

حكم لبس الباروكة للرجال

رأى العلماء أن استعمال الباروكة للمرأة فيه خلاف، ولا تلبس المرأة الباروكة إلا للحاجة وللتزين لزوجها، فما بالنا بالرجل، فقد قال الشيخ الفوزان: أن الرجل لا يجوز له أن يرتدي الباروكة بأي حال من الأحوال، حتى لو كان الرجل يعاني من الصلع، فليس من الجائز لبس الباروكة، فالصلع في الرجال ليس بالأمر المستهجن، وقد كان الخلفاء الراشدون الأربعة كلهم صلعًا، إلا أبي بكر الصديق، وقد كان الصلع بالرجال أمر يتم التمادح والفخر به أمام الآخرين، بل ويعد من أمارات السيادة، والخلاصة أن أمر لبس الباروكة للرجل محل خلاف بين العلماء، وللخروج من هذا الخلاف من الأفضل عدم ارتداء الباروكة.[5]

شاهد أيضًا: حكم لبس البنطلون للنساء

وفي نهاية مقالنا نكون قد تعرفنا إلى حكم لبس الباروكة ، وقد كان هذا موضع خلاف بين العلماء المسلمين، فكان للشافعية رأي، وللمالكية رأي وللحنفية والحنابلة رأي، وتعرفنا إلى حكم ارتداء الباروكة كبديل عن الحجاب الشرعي وهو حرام، وأخيرًا تعرفنا إلى حكم لبس الباروكة للرجل.

المراجع

  1. ^
    islamweb.net , أقوال العلماء في لبس الباروكة , 12/01/2022
  2. ^
    [فيه] شملة بن هزال قال العقيلي: لا يتابع عليه، ولا يعرف إلا به , ابن أشوع، ابن حجر العسقلاني، لسان الميزان، 4/262، [فيه] شملة بن هزال قال العقيلي: لا يتابع عليه، ولا يعرف إلا به
  3. ^
    النور , 31
  4. ^
    islamonline.net , حكم لبس الشعر المستعار الباروكة , 12/01/2022
  5. ^
    islamweb.net , حكم استعمال الرجل الأصلع للشعر المستعار , 12/01/2022