خطبة استقبال رمضان بالتوبة هو ما سيتضمّنه هذا الموضوع، حيث أنّ شهر رمضان المبارك على الأبواب، وهو شهر الرّحمة والفضائل والأجر، ولا بدّ للمسلم أن يغتنم هذا الشّهر العظيم بالتوبة والدّعاء والأعمال الصّالحة الّتي تُرضي الله تعالى ورسوله، فرمضان ليس ككلّ الشّهور الأخرى، إنّما هو شهرٌ خصّه الله تعالى بالكثير من الأجر والخير وعبر سنتعرّف على أفضل الخطب الّتي تتناول الحديث عن التّوبة في شهر رمضان المبارك، كما سنتحدّث عن فضل شهر رمضان وأعماله المستحبّة.
شهر رمضان
إنّ شهر رمضان المبارك هو شهرٌ مميّزٌ عن بقيّة الأشهر الهجريّة الأخرى، بأنّ خصّه الله تعالى بالصّيام الّذي هو ركنٌ من الأركان الخمسة الّتي بُني عليها الإسلام الحنيف، وهو شهر الطّاعات والرّحمات، هو شهر الدّعاء والمناجاة والتّضرّع لله سبحانه وتعالى إلى جانب الصّيام عن كلّ مفطرٍ، شهر رمضان هو شهر الأعمال الصّالحة والإحسان والصّدقاء، هر التّوبة والمغفرة والعتق من النّار، فصيام شهر رمضان واغتنامه بالعبادة والطّاعة وخاصّة في ليلة القدر الّتي هي خيرٌ من ألف شهر، فإنّ رضا الله تعالى والجنّة والغفران سيكون جزاءه، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن صَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ”،[1] فرمضان المبارك من الشّهور الّتي تحمل الفضل العظيم والخير الكبير، ومن واجب المسلم اغتنام هذه الشّهر فيفوز بالأجر العظيم في الدّنيا والآخرة.[2]
شاهد أيضًا: يجب صيام رمضان اذا تم شعبان ثلاثين يوما
خطبة استقبال رمضان بالتوبة
مع اقتراب شهر رمضان المبارك فإن المسلمين الذين ينظرونه على أحرّ من الجمر يستعدّون للقاءه، فهم يتزرونه ليزدادوا عملًا وإيمانًا، وشهر رمضان هو الشهر الكريم المبارك أطهر الأشهر وأعظمها قدرًا ومنزلةً وبركة، لذلك له مكانة خاصّة لدى المسلمين أجمعين، ولذلك سيتمّ فيما يأتي تقديم خطبة كاملة عن شهر رمضان المبارك واستقباله بالتوبة النصوح:
الخطبة الأولى عن استقبال رمضان بالتوبة
إنّ الحمد لله الحمد الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، الحمد لله نحمده ونستهديه ونسترشده ونتوب إلى الله ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له وليًا مرشدًا، والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا وقرّة أعيننا محمد من بعثه رحمةً للعالمين هاديًا ومبشّرًا ونذيرًا، فهدى الله به الأمة وكشف عنها الغمة، وقد أدّى الأمانة وبلّغ الرسالة ونصح الأمة، ونشهد أن لا إله إلا الله ونشهد أن محمدًا رسول الله، أما بعد:
فإنّنا يا أمّة الإسلام نستقبل ضيفًا عزيزًا وغالٍ على قلوبنا، وهو ميدانٌ يتنافس فيه المتنافسون، ويتسابق فيه الصالحون، وهو مجالٌ لتهذيب النفوس وتزكية القلوب، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إذا كانَ أوَّلُ ليلةٍ من شَهْرِ رمضانَ: صُفِّدَتِ الشَّياطينُ ومرَدةُ الجنِّ، وغُلِّقَت أبوابُ النَّارِ فلم يُفتَحْ منها بابٌ، وفُتِّحَت أبوابُ الجنَّةِ فلم يُغلَقْ منها بابٌ ، ويُنادي مُنادٍ يا باغيَ الخيرِ أقبِلْ، ويا باغيَ الشَّرِّ أقصِرْ وللَّهِ عُتقاءُ منَ النَّارِ، وذلكَ كلُّ لَيلةٍ”.[3]
فلازمٌ علينا وعلى عباد الله أن نستقبل رمضان تائبين آيبين أوابين مطيعين لله عابدين، فالصيام تحقيق وتربية وتعويد، فهو يحقق التقوى ويربي على حسن الخلق، ويربي على حسن الاستجابة لأمر الله، فيا عباد الله أوصيكم أن تستقبلوا هذا الشهر الكريم بالتوبة الصادقة، الخالصة النصوح، التي فيها الإقلاع عن كلّ معصية، والندم على كلّ ما مضى، من معصية الله، فقد أمر الله عباده بقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا}.[4] فالذين تهاونوا في الصلاة، رمضان قد أقبل فعودوا إلى الله، ويا من أذنبوا كثيرًا، إنّ رمضان قد أقبل فعودوا إلى الله، أقلعوا عن الذنوب واندموا على ما فاتكم، واعزموا على عدم العودة إلى الذنوب ثانيةً، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فيا فوزًا للمستغفرين استغفروا الله.
شاهد أيضًا: صحة حديث اذا بلغت الناس بشهر رمضان حرمت عليك النار
الخطبة الثانية عن استقبال رمضان بالتوبة
الحمد لله ربّ العالمين كما أمر وانتهوا عمّا نهى عنه وزجر وأخرجوا حبّ الدنيا من قلوبكم، فإنّه إذا استولى أسر، الحمد لله الذي اختار للخيرات أيّامًا وأوقاتًا، وأشهد أن لا إله إلا الله كتب الغفران لمن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا وأشهد أنّ محمدًا رسول الله بعثه للناس إمامًا وصلى الله على النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم، أمّا بعد:
هكذا أيّها المسلمون تمّ استقبال شهر رمضان بالتوبة والطاعات والمسارعة للخيرات ويتبحقيق المقصد منه والمرجوّ من صيامه، ولكن في هذا الزمان بات شهر رمضان يتمّ استقباله بالطعام والزينة والشراب وأصناف الحلوى، وفيه ما لذّ وطاب من أطايب الطعام، وهذا ممّا لا شكّ فيه خرج به عن مفهومه التعبدي، وخرج من كونه موسم الطاعات إلى كونه موسم الأطعمة، فالواجب على المسلمين أن لا يكونوا من أولئك الذين سابقوا بعضهم البعض في الذهاب إلى الأسواق للشراء والتنافس فيه، ولا أن يكون ممّن يسهرون فيه على المسلسلات ونحوها، فالصوم أيّامٌ معدودات، فالصوم من يسير العبادة، فكيف لا يغتنم المسلمون هذه النفحات والبركات، نسأل الله أن يعيننا على طاعته وأن يجعلنا من المقبولين برحمته والمعتوقين من النار بفضله.
شاهد أيضًا: يثبت دخول شهر رمضان
دعاء خطبة استقبال رمضان بالتوبة
أسأل الله العليّ العظيم أن يبلّغنا وإياكم رمضان وأن يحسن عملنا فيه، فهو المسؤول الأجود، والمأمول الأخير، { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنّك حميدٌ مجيد، اللهم أيقظنا من سبات الغفلات قبل الممات، اللهم وكما هديتنا برحمتك للإسلام، فثبّتنا عليه حتّى نلقاك وأنت راضٍ عنّا غير غضبان، اللهم بلغنا شهر رمضان وبارك لنا فيه، وأعنا فيه على الصيام والقيام والإتمام وغض البصر وحفظ اللسان، اللهم أعنّا في على القيام، واجعل أعمالنا فيه خالصة لوجهك الكريم، اللهم احفظ الإسلام والمسلمين، اللهم واغفر للمسلمين والمسلمات، ووفّق وليّنا وولاة أمر المسلمين لما تحبّ وترضى اللهم احفظ بلادنا وبلاد المسلمين، اللهم اجعلنا في رمضان هداةً مهتدين، غير ضالين ولا مضلين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، سبحان ربك ربّ العزّة عما يصفون وسلامٌ على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
شاهد أيضًا: من يباح له الفطر في رمضان ويجب عليه الكفارة
ما يستحب فعله في رمضان
إنّ شهر رمضان المبارك هو شهر الأعمال الصّالحة الّتي من واجب المسلم الإكثار منها والمثابرة عليها في هذا الشّهر الفضيل، ولقد حثّ الشّريعة الإسلاميّة على بعض العبادات والطّاعات بشكلٍ خاصّ أكثر من غيرها، وسيتمّ في الآتي عرض ما يستحب فعله في رمضان:[5]
- الإقبال على مكّة المكرّمة لأداء العمرة في رمضان فأجرها بأجر حجّة تامّة.
- الإكثار من الدّعاء والاستغفار وذكر الله جلّ وعلا.
- إخراج الصّدقات والإنفاق في سبيل الله تعالى.
- تناول وجبة السّحور لما فيه من بركةٍ وخير دلّت عليهما السّنة المباركة.
- قيام اللّيل والصّلاة فيه والدّعاء.
- الاعتكاف في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك.
- تحرّي ليلة القدر بقيامها والإكثار من الدّعاء والاستغفار.
- الإكثار من تلاوة القرآن الكريم.
- المثابرة على صلاة التراويح.
- برّ الوالدين وصلة الرّحم.
شاهد أيضًا: متى يأتي رمضان مرتين في السنة في اي عام
خطبة استقبال رمضان بالتوبة pdf
لا بدّ للمسلم أن يسارع للتوبة والاستغفار لذنوبه في شهر رمضان المبارك فهو شهر المغفرة والرّحمة والرّضوان، ولتحميل خطبة استقبال رمضان بالتوبة pdf يمكن الضّغط “هنا“.
خطبة استقبال رمضان بالتوبة doc
شهر رمضان هو أيّامٌ فضيلةٌ خصّها الله تعالى بالكثير من الرّحمات، وجعل فيها الخيرات والفضائل الّتي لا تعدّ ولا تُحصى، وقد خصّه الشّهر المبارك هذا بليلة القدر الّتي هي خيرٌ من ألف شهر، لذا فإنّ التوبة والعودة إلى الله تبارك وتعالى هي واجبة في مثل شهر العبادة العظيم، فيمكن لمن يرغب بتحميل خطبة استقبال رمضان بالتوبة doc النقر “من هنا“.
شاهد ايضًا: متى موعد ليلة الشك رمضان 2022 السعودية
هنا نختتم مقالنا خطبة استقبال رمضان بالتوبة حيث تمّ الحديث عن شهر رمضان المبارك وعن فضله والأعمال المستحبّة فيه، كما ذُكرت فيه خطبتان عن استقبال شهر الرحمة والعبادة بالتوبة النصوح، مع ذكر بعض الروابط لتحميل الخطبتين.
المراجع
- ^
صحيح البخاري , البخاري/أبو هريرة/1901/صحيح - ^
binbaz.org.sa , فضل شهر رمضان المبارك , 10/03/2022 - ^
صحيح الترمذي , الألباني/ أبو هريرة/ 682/صحيح - ^
سورة التحريم , الآية 8 - ^
alukah.net , شهر رمضان: عبادات وأعمال واجبة ومستحبة , 10/03/2022