الموت حق على كل نفس بشرية كما جاء في قوله تعالى: “كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ” [آل عمران: 185].
لذا قررنا أن نخصص هذا المقال لنوضح لكم دعاء الرسول عند سكرات الموت.
دعاء الرسول عند سكرات الموت
- روى البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
عندما حضرته الوفاة كان بين يديه ركوة فيها ماء فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بهما وجهه
ويقول: لا إله إلا الله، إن للموت سكرات، ثم نصب يده فجعل يقول: في الرفيق الأعلى حتى قبض ومالت يده. - حدثنا أبو أسامة وابن نمير عن هشام بن عروة عن عباد بن عبد الله بن الزبير قال:
سمعت عائشة تقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مستند إلى ظهري:
اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق . - حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مسروق عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يكثر أن يقول قبل أن يموت: سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك، قال : فقلت: يا رسول الله،
ما هذه الكلمات التي أحدثتها ؟ قال: جعلت لي علامة لأمتي إذا رأيتها قلتها إذا جاء نصر الله والفتح . - حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مسلم عن مسروق عن عائشة قالت: لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اللهم اغفر لي، وألحقني بالرفيق، قالت: فكان هذا آخر ما سمعت من كلامه.
- حدثنا يونس بن محمد حدثنا ليث بن سعد عن يزيد بن حبيب عن موسى بن سرجس عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يموت،
وعنده قدح فيه ماء فيدخل يده في القدح، ويمسح وجهه بالماء ثم يقول: اللهم أعني على سكرات الموت.
السورة التي تخفف سكرات الموت
- ذهب الفقهاء إلى استحباب قراءة سورة يس عند المحتضر واستدلوا على ذلك بما روى أحمد وأبو داود
عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « اقْرَءُوا يس عَلَى مَوْتَاكُمْ». - كما روى أحمد عن صَفْوَان قال : حَدَّثَنِي الْمَشْيَخَةُ أَنَّهُمْ حَضَرُوا غُضَيْفَ بْنَ الْحَارِثِ الثُّمَالِيَّ (صحابي)
حِينَ اشْتَدَّ سَوْقُهُ ، فَقَالَ : هَلْ مِنْكُمْ أَحَدٌ يَقْرَأُ يس ؟ قَالَ : فَقَرَأَهَا صَالِحُ بْنُ شُرَيْحٍ السَّكُونِيُّ،
فَلَمَّا بَلَغَ أَرْبَعِينَ مِنْهَا قُبِضَ، قَالَ : فَكَانَ الْمَشْيَخَةُ يَقُولُونَ : إِذَا قُرِئَتْ عِنْدَ الْمَيِّتِ خُفِّفَ عَنْهُ بِهَا .
قَالَ صَفْوَانُ : وَقَرَأَهَا عِيسَى بْنُ الْمُعْتَمِرِ عِنْدَ ابْنِ مَعْبَدٍ، وأوضح القرطبي في كتابه «التذكرة»
قائلًا: «وهذا يحتمل أن تكون القراءة عند الميت في حال موته، ويحتمل أن تكون عند قبره».
ما الذي يهون سكرات الموت
- أوضح لنا أهل العلم أن هناك بعض الأمور التي تخفف من سكرات الموت مثل بر الوالدين وصلة الرحم،
وقد استدلوا لعى ذلك بالحديث الآتي: -
قال صلى الله عليه وسلـم: “من أحب أن يخفف الله عز وجل عنه سكرات الموت فليكن لقرابـته وصـولا
وبوالـديه بـارا، فإذا كان كذلـك هون الله عليه سكرات الـموت ولم يصـبه في حيـاته فقـر أبدا”. - وقد أوضح أهل العلم أيضًا أن هذا التخفيف على المؤمن عند خروج الروح الذي ذكر في الحديث
لا ينافي أنه قد يشدد عليه شيئا ما عند الاحتضار أو بطريقة الموت نفسها
كما ذكر عمرو بن العاص رضي الله عنه، ففي المستدرك: أنه كان عمرو بن العاص يقول عجبا لمن نزل به الموت وعقله معه كيف لا يصفه فلما نزل به الموت قال له ابنه عبد الله فصف لنا الموت وعقلك معك،
فقال يا بني الموت أجل من أن يوصف ولكني سأصف لك منه شيئا أجدني كأن على عنقي جبال رضوى
وأجدني كأن في جوفي شوك السلاء وأجدني كأن نفسي تخرج من ثقب إبرة. - وقد قال الحافظ : وفي الحديث أن شدة الموت لا تدل على نقص في المرتبة بل هي للمؤمن
إما زيادة في حسناته وإما تكفير لسيئاته.
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا اليوم، ونسأل الله لنا ولكم أن يرزقنا خير الدنيا ونعيم الآخرة،
ولمزبد من المعلومات يمكنكم الإطلاع على هذا المقال الطريقة الصحيحة في تلقين المحتضر وما يسن عند احتضار الميت