جدول المحتويات
موت الأحبة من أشد ابتلاءات الدنيا، وهو كأس سيشرب منه الجميع، لقوله تعالى: { كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} (سورة الرحمن:26-27)، وقد أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصبر والاحتساب،
لما فيهما من أجر عظيم، وفي هذا المقال سوف نوضح لكم دعاء فجعه الموت.
دعاء فجعه الموت
- أوضح لنا أهل العلم أن أفضل دعاء عند استقبال خبر موت الأحبة هو إنا لله وإنا إليه راجعون،
اللهم أجرني في مصيبتي، واخلفني خيراً منها. - وقد استدلوا على ذلك بما ورد عن أم سلمة رضي الله عنها حين توفي زوجها أبو سلمة رضي الله عنه قالت:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “ما من عبد تصيبه مصيبة،
فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي، واخلفني خيراً منها،
إلا آجره الله في مصيبته، وأخلف له خيراً منها ” قالت: فلما توفي أبو سلمة
قلت: ومن خير من أبي سلمة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
ثم عزم الله عليَّ، فقلتها ، قالت: فتزوجت رسول الله صلى الله عليه وسلم ،ومن خير من رسول الله؟!.
آيات الصبر على الموت
- سورة آل عمران : 185 ” كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ” - سورة المائدة : 106 “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ
حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ
فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا مِنْ بَعْدِ الصَّلَاةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ
لَا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلَا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذًا لَمِنَ الآثمين “ - سورة الأنعام : 60- 61 ” وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ
ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ
تعملون وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ
الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يفرطون “ - سورة البقرة : 45 ” وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ “
- ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ” (سورة البقرة:15)
- سورة البقرة :177 ” لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ
وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ
عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ
وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا
وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ” - سورة الرعد : 24 ” سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ”
- سورة النحل : 127 ” وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ”
دعاء الصبر على موت الابن
أوضح لنا أهل العلم أن فقد الابن من أكثر المصائب إيلامًا في الدنيا، ولكن العبد إذا صبر وحمد واسترجع،
أي قام بتريد دعاء فاجعة الموت المذكور في الفقرة الأولى، فإن له أجر عظيم، ونستدل على ذلك بالآحاديث التالية:
- جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا مات ولد الرجل يقول الله تعالى لملائكته:
أقبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم. فيقول -وهو أعلم-: أقبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم.
فيقول: ماذا قال عبدي؟ قالوا: حمدك واسترجع. فيقول الله جلَّ وعلا: ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة،
وسمُّوه بيت الحمد“. والبيت لابد له من ساكن فيا لها من بشارة ما أعظمها!. - كما روى الإمام أحمد رحمه الله من حديث معاوية بن قرة أن رجلاً كان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم
ومعه ابن له، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: “أتحبه؟” فقال: يا رسول الله!
أحبك الله كما أُحبُّه. فتفقده النبي! فقال: “ما فعل ابن فلان؟” فقالوا: يا رسول الله! مات.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبيه: “أما تحب أن تأتي باباً من أبواب الجنة إلا وجدته عليه ينتظرك؟”
فقال رجل: يا رسول الله! أله خاصة أم لكلنا؟ فقال صلى الله عليه وسلم: “بل لكلِكم“. - وقد روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم بصبي لها،
فقالت: يا رسول الله! ادعُ الله له؛ فلقد دفنت ثلاثة قبله. فقال صلى الله عليه وسلم: “دفنت ثلاثة؟!
” -مستعظمًا أمرها- قالت: نعم، قال:” لقد احتظرت بحظار شديد من النار “.
أي: لقد احتميت بحمى عظيم من النار. - كما جاء في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
“يقول الله عز وجل: ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صَفِّيَه من أهل الدنيا، ثم احتسبه إلا الجنة“.
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا اليوم، ونقترح عليكم الإطلاع على هذا المقال: ما يخفف سكرات الموت من آيات وأدعية