رفض الزوجة الرجوع بعد الطلقة الأولى

رفض الزوجة الرجوع بعد الطلقة الأولى فالرجل يستطيع إرجاع زوجته بعد الطلقة الأولى وحتى بعد الطلقة الثانية، وهذه الفترة تكون فترة عدة للزوجة وتحصل على مهر  وعقد جديدين، وفي مقالنا التالي سوف نتعرف على رفض رجوع الزوجة بعد الطلقة الأولى.

رفض الزوجة الرجوع بعد الطلقة الأولى

رفض الزوجة الرجوع بعد الطلقة الأولى يعتبر نوع من النشوز، ولا يجوز للزوجة رفض الرجعة إلى بيت زوجها، لأن الرجعة في فترة العدّة حق للزوج، ولا يشترط في صحتها علم الزوجة أو رضاها، أو علم أهلها أو رضاهم وذلك بإجماع أهل العلم، وتمنّع الزوجة ورفضها العودة إلى بيت زوحها أو محادثته أو مقابلته هو نوع من النشوز، قال ابن قدامة: “أن الرجعة إلى الزوج لا تفتقر إلى وليّ ولا صداق، ولا رضى المرأة ولا علمها بإجماع أهل العلم”.[1]

شاهد أيضًا: مواضيع للنقاش مع الزوج عليك التحدث معه فيها باستمرار لابعاد الملل

معنى النشوز

معنى النشوز هو: معصية الزوج فيما فرض الله تعالى على المرأة من طاعة، والنشوز مأخوذ من الفعل نَشَزَ، وهو الإرتفاع، فكأن الزوجة ارتفعت وتعالت عما فرض الله تعالى عليها من طاعة لزوجها، فمتى ظهرت من الزوجة أمارات النشوز مثل: أن تتثاقل وتدافع إذا دعاها، ولا تصير إليه إلا بتكرّه وغضب، فيعظ الزوج زوجته في هذه الحالة، ويخوفها من الله عز وجل ومن غضبه وسخطه، ومن الأفضل بذل الزوج بذل الجهد للتفاهم مع زوجته، وإرضائها إذا كان هناك سبيل لذلك، مع التأكيد أن الحياة الزوجية لا تخلو من المنغصات والمشاكل فهذه سنة الله في الأرض.[2]

شاهد أيضًا: معنى تخبيب الزوجة على زوجها

ما هو الطلاق الرجعي

الطلاق الرجعي هو: الطلاق الذي يقع في حق المرأة بعد الدخول بها، فإذا طلقها الرجل طلقة واحدة أو طلقتين وهي حامل أو في طهر لم يمسها فيه يقال له في هذه الحالة الطلاق الرجعي، وأما إذا طلقها الطلقة الثالثة فهذا لا يتعتبر طلاق رجعي، بل هو طلاق بائن بينونة كبرى، ولو طلق الرجل زوجته في طهر ولم يجامعها طلقة واحدة أو طلقتبن، فإنه يستطيع إرجاع زوجته، ادامت هي في العدة، وعدة المرأة التي تحيض هي ثلاث حيضات، وعدة المرأة التي منقطعة عن الحيض هي ثلاثة أشهر، وأما إذا طلقها في الحيض أو النفاس، أو في طهر جامعها فيه، فهنا لا يقع الطلاق بحسب أصح أقوال العلماء المسلمين.[3]

شاهد أيضًا: طلق رائد زوجته طلقة واحدة في طهر جامعها فيه، حكم الطلاق هنا طلاق بدعي.

ماذا يترتب على الطلاق الرجعي

إذا طلق الرجل زوجته طلقة واحدة، وتركها حتى تعتد، فهي طلقة واحدة، وأما إذا اعتدت فهي في هذه الحالة بانت منه، وحلّت لغيره من الأزواج، وإذا أحب أن يرجع إليها بعقد جديد، فلا بأس بذلك، إذا كان قد طلقها طلقة واحدة أو طلقتين، وإذا خرجت من العدة، له الرجوع لها بنكاح جديد، يخطبها من جديد إذا رضيت، ورضي أهلها، تزوجها، وأما إذا طلقها طلقة واحدة أو طلقتين، وأراد إرجاعها وهي في العدّة، فهنا على الزوج أن يشهد له شخصان أنه راجع زوجته، ما دامت في العدة قبل أن تروح عليها الحيضات الثلاث إن كانت تحيض، أو قبل ثلاثة شهور إذا كانت لا تحيض، أو قبل الجمل إذا كانت حاملاً، فله أن يرجعها سواءًا كان قد طلقها واحدة أو طلقتين، أما إذا طلقها ثلاث طلقات فتحرّم عليه حتى تنكح زوجًا غيره.[4]

أدلة مشروعية الطلاق الرجعي

لقد ثبت مشروعية الرجعة بالكتاب والسنة النبوية الشريفة وبإجماع العلماء، وأدلة مشروعية الطلاق الرجعي هي:[5]

الدليل من القرآن الكريم

قال تعالى: }وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا}[6]، أي أن أزواجهن أحق برجعتهن، وهذا يختص في الطلاق الرجعي دون الطلاق البائن.

قال تعالى: }الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَان}[7]، فالرجل يملك في الاثنين الرجعة ولا يملكها في الطلاق الثالث، والردّ والإمساك هو تفسير للرجعة.

الدليل من السنة

في الحديث النبوي الشريف عن لرسول صلى الله عليه وسلم قال: (أتاني جِبريلُ، فقال لي: راجِعْ حَفْصةَ؛ فإنَّها صوَّامةٌ قوَّامةٌ، وإنَّها زَوجَتُك في الجنَّةِ)[8]، وهذا دليل واضح على مشروعية رجعة المرأة بعد الطلقة الأولى والاثنية.

الدليل من الإجماع

لقد أجمع العلماء على مشروعية رجعة المرأة أثناء العدّة عند استيفاء شروطها، ولم يخالف في ذلك أحد، فقد جاء في كتاب الروض المريغ التص التالي: “أجمع أهل العلم على أن الحر إذا طلق دون الثلاث أن له الرجعة في العدّة”.

شاهد أيضًا: احاديث عن احترام الزوج لزوجته

في نهاية مقالنا تعرفنا على رفض الزوجة الرجوع بعد الطلقة الأولى يعتبر نوع من النشوز، ولا يجوز للزوجة رفض الرجعة إلى بيت زوجها، لأن الرجعة في فترة العدّة حق للزوج، ولا يشترط في صحتها علم الزوجة أو رضاها.