جدول المحتويات
ترغب في معرفة بعض سنن الجنائز ومستحباتها ؛ حتى تتبع هدي الرسول -صلى الله عليه وسلم- فيها؟ تابعنا في هذا المقال وسنعرضها لك، وحتى تكون على دراية بالعديد من الأمور التي تخص هذا الشأن.
سنن الجنائز ومستحباتها
- نعرض لك إجابة بعض الأسئلة التي تخص الجنائز والتي قد ترغب في معرفتها في هذا الشأن، والتي قد توضح لك بعض سُنن الجنائز؛ فتابعنا في السطور التالية.
ما حكم رفع الصوت عند تشييع الجنازة بالذكر
- ليس من السُنة رفع الصوت بالذكر وقراءة القرآن ونحوهما فهو أمر مكروه ففيه
إخلال بآداب الجنائز والخروج عن هدي سيدنا رسول الله، وينبغي لمن تبع الجنازة
أن يطيل السكوت ويلتزم الصمت، كما ذكرت دار الإفتاء في موقعها الرسمي؛ فعَنْ قَيْسِ بْنِ عَبَّادٍ قَالَ: “كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يَكْرَهُونَ رَفْعَ الصَّوْتِ عِنْدَ ثَلَاثٍ: عِنْدَ الْقِتَالِ، وَفِي الْجَنَائِزِ، وَفِي الذِّكْرِ” أخرجه البيهقي في “السنن الكبرى”.
وهذه الكراهة: قيل: كراهة تحريم، وقيل: ترك الأولى، وروى ابن أبي شيبة في
“مصنفه” عن المغيرة قال: “كَانَ رَجُلٌ يَمْشِي خَلْفَ الْجِنَازَةِ وَيَقْرَأُ سُورَةَ الْوَاقِعَةِ،
فَسُئِلَ إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ عَنْ ذَلِكَ، فَكَرِهَهُ”. - وعليه في حال أراد السائرُ خلف الجنازة أن يذكر الله تعالى ففي نفسه -أي سرًّا
بحيث يسمع نفسه-؛ فجاء في “الفتاوى الهندية” (1/ 162، ط. دار الفكر): [وَعَلَى مُتَّبِعِي الْجِنَازَةِ الصَّمْتُ، وَيُكْرَهُ لَهُمْ رَفْعُ الصَّوْتِ بِالذِّكْرِ وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ، كَذَا فِي “شَرْحِ الطَّحَاوِيِّ”، فَإِنْ أَرَادَ أَنْ يَذْكُرَ اللهَ يَذْكُرُهُ فِي نَفْسِهِ، كَذَا فِي “فَتَاوَى قَاضِي خَانْ”]،
وقال الخطيب الشربيني في “مغني المحتاج” (2/ 48، ط. دار الكتب العلمية):
[(وَيُكْرَهُ اللَّغطُ) -بِفَتْحِ الْغَيْنِ وَسُكُونِهَا-، وَهُوَ ارْتِفَاعُ الْأَصْوَاتِ (فِي) السَّيْرِ مَعَ
(الْجِنَازَةِ)؛ لِمَا رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ مِنْ أَنَّ الصَّحَابَةَ كَرِهُوا رَفْعَ الصَّوْتِ عِنْدَ الْجَنَائِزِ وَعِنْدَ
الْقِتَالِ وَعِنْدَ الذِّكْرِ. قَالَ فِي “الْمَجْمُوعِ”: وَالْمُخْتَارُ بَلْ الصَّوَابُ مَا كَانَ عَلَيْهِ السَّلَفُ
مِنْ السُّكُوتِ فِي حَالِ السَّيْرِ مَعَ الْجِنَازَةِ، وَلَا يَرْفَعُ صَوْتَهُ بِقِرَاءَةٍ وَلَا ذِكْرٍ وَلَا غَيْرِهِمَا،
بَلْ يَشْتَغِلُ بِالتَّفَكُّرِ فِي الْمَوْتِ وَمَا يَتَعَلَّقُ بِهِ وَمَا يَفْعَلُهُ جَهَلَةُ الْقُرَّاءِ بِالتَّمْطِيطِ وَإِخْرَاجِ الْكَلَامِ عَنْ مَوْضُوعِهِ فَحَرَامٌ يَجِبُ إنْكَارُهُ، وَكَرِهَ الْحَسَنُ وَغَيْرُهُ قَوْلَهُمْ: اسْتَغْفِرُوا لِأَخِيكُمْ، وَسَمِعَ ابْنُ عُمَرَ قَائِلًا يَقُولُ: اسْتَغْفِرُوا لَهُ غَفَرَ اللهُ لَكُمْ فَقَالَ: لَا غَفَرَ اللهُ لَكَ،
رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ فِي “سُنَنِهِ”]. - وفي حال كانت هناك حاجة لرفع الصوت من أجل الجنازة فلا حرج في رفعه على
قدر هذه الحاجة فقط.
يمكنكم كذلك معرفة: الدعاء للميت
حكم صلاة الجنازة في المسجد
- ثبت أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلى الجنازة في المسجد،
وفي المصلى، وهو مكان في الصحراء تُصَلَّى فيه صلاة العيدين؛
فروى مسلم وأبو داود والترمذي وغيرهم عن عباد بن عبد الله بن الزبير عن
عائشة رضي الله عنها قالت: “لما توفي سعد وأتي بجنازته أمرت به عائشة
أن يمر به عليها، فشق به في المسجد، فدعت له، فأنكر ذلك عليها، فقالت:
ما أسرع الناس إلى القول، ما صلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على
ابن بيضاء إلا في المسجد”، وأخرج ابن أبي شيبة وسعيد بن منصور عن ابن
عمر رضي الله عنهما: أن عمر رضي الله عنه صُلِّي عليه في المسجد،
وصلى عليه صهيب. - وعليه، وحسبما ذكرت دار الإفتاء، تجوز أن يُصلى على الميت في المسجد
وفي غيره من أي مكان طاهر لم يرد النهي عن الصلاة فيه. - وإذا دخل الميت المسجد بعد أداء الصلاة المفروضة فتصلى صلاة الجنازة أولا؛
لأن تعجيل الدفن واجب، وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي
صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أسرعوا بالجنازة؛ فإن تَكُ صالحةً فَخَيْرٌ تقدمونها إليه، وإن يَكُ سِوَى ذلك فَشَرٌّ تَضَعُونَهُ عن رقابكم» رواه أصحاب الكتب الستة. - وقالت دار الإفتاء: “من شاء أن يحضر الجنازة ويصلي عليها مع الجماعة فعل،
ومن شاء صلى السنة وحده مع إقامة صلاة الجنازة في المسجد، ومن شاء خرج
أو جلس في المسجد؛ لأن الصلاة في المسجد فرض كفاية، ولا تعطل الصلاة
على الجنازة من أجل صلاة السنة؛ حيث إنه لا تعارض بينهما أصلا.”
يمكنك معرفة المزيد عن: سنن الجنائز ومستحبات الجنازة
صلاة الجنازة ودفن الميت قبل المغرب
- قالت دار الإفتاء المصرية إنه من الجائز شرعًا صلاة الجنازة ودفن الميت قبل المغرب، وإنما يكره تعمد تأخير الدفن إلى هذا الوقت؛ فعن عقبة بن عامر الجهني رضي الله
عنه قال: “ثَلَاثُ سَاعَاتٍ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يَنْهَانَا أَنْ نُصَلِّيَ
فِيهِنَّ، أَوْ أَنْ نَقْبُرَ فِيهِنَّ مَوْتَانَا: حِينَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ بَازِغَةً حَتَّى تَرْتَفِعَ،
وَحِينَ يَقُومُ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ حَتَّى تَمِيلَ الشَّمْسُ،
وَحِينَ تَضَيَّفُ -أي تميل- الشَّمْسُ لِلْغُرُوبِ حَتَّى تَغْرُبَ” رواه مسلم. - وقال الإمام النووي في “شرح صحيح مسلم” (6/ 114، ط. دار إحياء التراث العربي): [قَوْلُهُ: “كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وسلم ينهانا أن نصلي فيهن أو أن
نَقْبُرَ فِيهِنَّ مَوْتَانَا”؛ قَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّ الْمُرَادَ بِالْقَبْرِ صَلَاةُ الْجِنَازَةِ، وَهَذَا ضَعِيفٌ؛ لِأَنَّ صَلَاةَ الْجِنَازَةِ لَا تُكْرَهُ فِي هَذَا الْوَقْتِ بِالْإِجْمَاعِ، فَلَا يَجُوزُ تَفْسِيرُ الْحَدِيثِ بِمَا يُخَالِفُ الْإِجْمَاعَ،
بَلِ الصَّوَابُ أَنَّ مَعْنَاهُ تَعَمُّدُ تَأْخِيرِ الدَّفْنِ إِلَى هَذِهِ الْأَوْقَاتِ، كَمَا يُكْرَهُ تَعَمُّدُ تَأْخِيرِ الْعَصْرِ
إِلَى اصْفِرَارِ الشَّمْسِ بِلَا عُذْرٍ، وَهِيَ صَلَاةُ الْمُنَافِقِينَ…، فَأَمَّا إِذَا وَقَعَ الدَّفْنُ فِي هَذِهِ الْأَوْقَاتِ بِلَا تَعَمُّدٍ، فَلَا يُكْرَهُ].
وإلى هُنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا، وعرضنا لكم أحكام الجنائز.. آملين أن نكون قد قدمنا لكم ما تبحثون عنه، ووجدتم أجوبة لكل سؤال تريدون معرفته.. إذا رغبتم في معرفة شيء آخر شاركونا إياه في التعليقات في الأسفل لنعرضه لكم فيما بعد.. يمكنكم كذلك معرفة: أحكام الجنائز وهل يجوز أن تذهب النساء للجنازة والدفن؟