شرح استراتيجيات التعلم النشط الجديدة

استراتيجيات التعلم النشط تُعتبر من أهم الطرائق التعليمية الحديثة التي قد برهنت بشكل مؤكد على أنها من أفضل السبل التي يُمكن من خلالها الوصول إلى أكبر قدر من الفائدة المطلوبة في العملية التعليمية سواء للمتعلّمين أو المعلّمين؛ لأنها تضمن مشاركة الطالب في العملية التعليمية بقدر أكبر إلى جانب أنها تُساعد المعلم في تقييم الطلاب بشكل أكثر دقة وسهولة في نفس الوقت، ومن هنا؛ أصبح هناك اتجاه كبير إلى الاعتماد على استخدام استراتيجيات التعلم النشط الحديثة.

ما مفهوم التعلم النشط

التعلم النشط (بالإنجليزية: Active learning) هو عبارة عن نهج تعليمي حديث تبنّاه وقام بتطويره علماء الفلسفة وتبعهم العلماء في مختلف المجالات الأخرى، وهو ينطوي على تعزيز دور مشاركة المتدّربين أو المتعلّمين في سير عملية تلقي المعلومات.

وبالتالي؛ فإن مصدر الحصول على المعرفة هنا لن يكون المعلّم فقط؛ وإنما سوف يكون المتعلم مُشاركًا فيها أيضًا بشكل كبير وفعّال، وسوف يكون هو مصدر البحث والحصول على المعلومات وفهمها ومناقشة المعلّم فيها داخل الصف، وهذا بالطبع يُساعد بشكل كبير في تعزيز المهارات العقلية والإدراكية لدى المتعلمين بشكل كبير.[1]

اقرأ أيضًا: استراتيجية فراير

شرح استراتيجيات التعلم النشط الجديدة

لا يوجد نوع واحد من استراتيجيات التعلم النشط؛ ولكن قد ظهر بالفعل عدد كبير من أنواع الأفكار الإبداعية المتعلقة بتلك الاستراتيجيات التعليمية، وقد أشار إليها العلماء على النحو التالي:

  • استراتيجية الحوار: وهي القائمة على إحداث نوعًا من المناقشة بين المعلم والمتعلم من أجل فهم وجهة نظر كل طرف ومن ثم تفعيل مهارة التحليل والتفكير والنقاش.
  • استراتيجية العصف الذهني: من أهم استراتيجيات التعليم النشط؛ لأنها تجعل المتعلم حريصًا على إعمال عقله والتفكير والتحليل الدقيق للمفاهيم والمعلومات من أجل الوصول إلى أصل تلك المعلومات وترسيخها في الذهن.
  • استراتيجية التعلم الذاتي: وهي الاستراتيجية التي تُشير إلى تحفيز المتعلم على أن يقوم بنفسه بالبحث عن المعلومات والمواد المعرفية وفهمها بنفسه دون الاعتماد على المعلم، وهذه الطريقة التعليمية تُعد هي الأفضل من بين جميع الطرائق الأخرى؛ نظرًا إلى أنها تهدف طوال الوقت إلى تدريب المتعلم على أن يقوم بالبحث بنفسه عن أصل أي معلومة يسعى إلى فهمها، وبالتالي؛ تثبت هذه المعلومات في ذهنه بشكل أسرع وأسهل.
  • استراتيجية تبادل الأدوار: وهي التي لا يكون للطالب بها مهمّة واحدة فقط؛ حيث أنه يكون تارة من يقوم بالشرح وتارة من يقوم بتوجيه الأسئلة سواء إلى المعلم أو إلى أقرانه.
  • استراتيجية الخرائط الذهنية: من خلال تلك الخرائط؛ يتم تدريب الطالب على المصطلحات المتعلقة ببعض المفاهيم والمصطلحات التي لا تمت لها بصلة، وتحديد درجة القرب بين المصطلحات وبعضها البعض وأيهم أقرب إلى المعنى وأيهم بعيد بعض الشيء وأيهم بعيدة تمامًا عن ماهية المفهوم محل الدراسة بالخريطة الذهنية وهكذا.

اقرأ أيضًا: انواع القراءة السريعة واهم الاستراتيجيات والتقنيات

استراتيجيات التعلم النشط في الرياضيات

تُعد مادة الرياضيات من المواد التي قد نالت قدرًا كبيرًا من اهتمام خبراء التعليم ومطوّري النظريات والاستراتيجيات التعليمية الحديثة، ومن أشهرها، ما يلي: [2]

  • استراتيجية “فكر، حلّل، أجب”.
  • استراتيجية “الرؤوس المرقمة”.
  • استراتيجية “جيسكو”.
  • استراتيجية “الكرسي الساخن”.

ويهدف تطبيق استراتيجيات التعلم النشط في الرياضيات إلى:

  • تدريب المتعلمين على التحليل الذهني للأرقام والمعادلات والقوانين الرياضية، ومن ثَم؛ يكون قادرًا على رفع مستواه التعليمي في مادة الرياضيات بسهولة ودون عناء.
  • تُركز هذه الاستراتيجية بشكل أكبر على الطلبة والطالبات أصحاب المستوى التدريسي المنخفض، لأنها تُساعدهم في الحصول على الوقت الكافي للفهم والتحليل لدروس وقوانين المادة، ومن ثم؛ القضاء على الشعور بالدونية لديهم.
  • تعمل تلك الاستراتيجيات أيضًا على رفع المستوى المهاري والإدراكي للمتعلمين، ومن ثَم؛ يكونون قادرين على أن يُبلوا بلاءً حسنًا ليس في مادة الرياضيات فقط؛ ولكن في أي مادة أخرى قائمة على إعمال العقل والتفكير في المقام الأول، مثل الفيزياء والعلوم الطبيعية بوجه عام، لأنها تجعلهم قادرين على مواجهة الدروس الأكثر صعوبة وتعقيدًا بعقل أكثر ذكاءً وتفتحًا.

اقرأ أيضًا: نظرية تبادل الأدوار ودورها في استقرار العلاقة بين الآباء والأبناء

استراتيجيات التعلم النشط للتربية الإسلامية

لقد امتدت استراتيجيات التعلم النشط حتى تمكنت من أن تُسيطر أيضًا على تلقي العلوم الدينية؛ ومن أهم الاستراتيجيات التعليمية النشطة في التربية الإسلامية، ما يلي:[3]

  • استراتيجية القصة ذات الاتجاهين: وهي التي يقوم بها أحد الطلاب بشرح أحد القصص التي قد قرأها أو شاهدها أو سمعها ويطلب منه المعلم أن يوضح الدروس المستفادة منها، ثم يطلب من طالب آخر أن يقوم بالتعقيب على تلك القصة وأن يشرح قصة أخرى تخدم نفس الهدف، مع إتاحة الفرصة للنقاش المتبادل بين الطالبين في كلتا القصتين.
  • استراتيجية العصف الذهني: وهي التي يقوم المعلم من خلالها بطرح أحد القضايا سواء الدينية أو السياسية أو الاجتماعية، ويبدأ في المناقشة مع الطلاب حولها؛ من أجل التوصل إلى آراء وأفكار جديدة إبداعية من خلال المشاركة بين الطلاب وبعضهم البعض في التفكير والتحليل والعصف الذهني.
  • استراتيجية المحاكاة: وهي استراتيجية يتم من خلالها تبسيط بعض المواقف المعقّدة التي لا يُمكن للطالب تخيّلها في صورة محاكاة للواقع عبر بعض المشاهد التي يقوم الطلاب بتنفيذها، أو ربما يعتمد المعلم هنا على القصص المصورة كما هو الحال في قصص القرآن الكريم وقصص الأنبياء وغيرها، وتكمن أهمية تلك الاستراتيجية في قدرتها على مساعدة الطلاب على تخيّل الأحداث الكبيرة بشكل بسيط ويسير يصل إلى عقولهم بسهولة.

وبعد أن قُمنا بشرح استراتيجيات التعلم النشط الجديدة وأهم الاستراتيجيات التعليمية الحديثة المستخدمة في مادة الرياضيات والتربية الدينية الإسلامية؛ تُجدر الإشارة إلى أن الدول الناجحة والمتقدمة في مجال التعليم في الوقت الحالي هي التي قد اتجهت بالفعل خلال العقدين السابقين إلى تطبيق تلك الطرائق والاستراتيجيات الحديثة والفعالة.