جدول المحتويات
صحة حديث أثقل الصلاة على المنافقين نُقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عدد لا يحصى من الأحاديث النبوية، والتي تتحدث عن جميع مناحي الحياة، وخاصةً المنحى الأحب إلى قلب المسلمين ألا وهو الصّلاة، ومن المعروف أن الأحاديث النبوية الشريفة تقسم من حيث صحتها إلى أحاديث صحيحة وأحاديث ضعيفة، وموقع ومن خلال المقال التالي سيقف على حقيقة صحة أحد هذه الأحاديث وهو حديث أثقل الصلاة على المنافقين.
حديث أثقل الصلاة على المنافقين
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليسَ صَلَاةٌ أثْقَلَ علَى المُنَافِقِينَ مِنَ الفَجْرِ والعِشَاءِ، ولو يَعْلَمُونَ ما فِيهِما لَأَتَوْهُما ولو حَبْوًا، لقَدْ هَمَمْتُ أنْ آمُرَ المُؤَذِّنَ، فيُقِيمَ، ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا يَؤُمُّ النَّاسَ، ثُمَّ آخُذَ شُعَلًا مِن نَارٍ، فَأُحَرِّقَ علَى مَن لا يَخْرُجُ إلى الصَّلَاةِ بَعْدُ).
صحة حديث أثقل الصلاة على المنافقين
إنّ حديث أثقل الصلاة على المنافقين هو حديث صحيح، فقد أخرجه البخاري (657) ومسلم (651) والراوي هو أبو هريرة رضي الله عنه، أما بالنسبة لمحدثه فهو أبن باز، وذُكر في مجموع فتاوى ابن باز، في الصفحة رقم 117/30.[1]
شاهد أيضًا: من أكثر من روى الحديث عن الرسول عليه الصلاة والسلام
أثقل الصلاة على المنافقين شرح
يوضح الرسول صلى الله عليه وسلم من خلال الحديث النبوي الشريف إحدى صفات المنافقين الذين يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر، فقد كانوا يراؤون الناس، ولا يذكرون الله عزّ وجلّ إلّا أمامهم، حيث كان المنافقون يتوارون بين المسلمين في المدينة، ولا يؤدون جميع الصلوات جماعة وخاصةً صلاة العشاء وصلاة الفجر، ويصلون هذين الفرضين في بيوتهم فرادى من دون وجود عذر، وإنّما بسبب تكاسلهم عن الخروج لأنّ العشاء وقت الراحة ونوم، وبعدها يوضح رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل هاتين الصلاتين فلو علمه المنافقين لأتوا لأدائهما جماعةً في المسجد، ولو منعهم مانع من المشي على أقدامهم، لأتوهما زحفاً، كما يزحف الصغير، ومن ثمّ يشرح الرسول الكريم موقفه من المتخاذلين أنّه قد همّ بمعاقبتهم بأن يأمر رجلًا يؤم الناس بدلًا عنه، ويذهب مع مجموعة من الرجال يحملون حزمًا من حطب إلى المتخاذلين عن أداء الصلاة جماعة فيحرق عليهم بيوتهم بالنار، لتبيان شدة ما ارتكبوه من معصية في تخلفهم عن صلاة الجماعة، إلّا أنّ وجود النساء والصبيان الأبرياء في المنازل هو ما منعه عن حرقهم.[2]
لماذا يتكاسل المنافقون عن صلاة الفجر والعشاء
يتكاسل المنافقون عن أداء صلاتي الفجر والعشاء جماعة لأنّ وقت العشاء هو وقت الراحة، وأما الفجر فهو وقت النوم العميق في الصيف والبرد الشديد في الشتاء، لذلك يتكاسل الناس عن الذهاب إلى المساجد لأدائهما، والمنافقون يؤدون الصلوات المفروضة في وضح النهار كي يراهم الناس يذهبون إلى الجامع، أما صلاتي العشاء والفجر وبحكم أنهما تقعان في وقت لا يوجد فيه ضوء النهاء فلا يبادرون إلى أدائهما جماعة، لأن الناس لا يشاهدونهم، فيستخفون بعدم أدائهما لأن الأهم عندهم أن يتباهوا بالصلاة أمام الناس.
شاهد أيضًا: ما هي اول سورة نزلت في القران كاملة على الرسول
تخريج حديث أن أثقل صلاة على المنافقين
إنّ تخريج حديث أن أثقل صلاة على المنافقين هو حديث صحيحٌ، ومن الأحاديث المتفق عليها، فقد أخرجه الشيخان في صحيحيهما: (657)، (651)، وأخرجه ابن ماجه في صحيحه (791)، كما وأخرجه ابن حبّان في صحيحه (2098)، بالإضافة إلى ابن عساكر في معجمه (2/1233)، وابن حجر في صحيحه (8/44)، وأحمد في مسنده (2/424)، وابن أبي شيبة (1/332)، وأبو داود في سننه (548)، كما أخرجه البيهقي في سننه (3/55).
بعد أن تأكدنا من صحة حديث أثقل الصلاة على المنافقين نصل لنهاية مقال اليوم، الذي تحدث عن هذا الحديث النبوي الشريف بالتفصيل، شرحه وتخريجه وبيّن سبب تكاسل المنافقين عن أداء صلاة الفجر والعشاء.