توجد العديد من المفاهيم والأمور الخاطئة التي تتداخل في طاعة الوالدين وبرهما وصلة الرحم، ويكثر التساؤل بين قطاع كبير من المسلمين ما حكم طاعة الأم في ظلم الزوجة ؟ وهل من الصواب فعل ذلك، أم أنه إثم يقع على الزوج؟، ومن أجل معرفة الإجابة الصحيحة حول هذا السؤال سنحرص من خلال الفقرات التالية على إجابة علماء الدين حول هذا الأمر، وما يجب على المسلم فعله في تلك الحالة؟.
طاعة الأم في ظلم الزوجة
- لا يوجد أي شك في أن طاعة الوالدين وخاصة الأم أمر واجب، على
أن يكون ذلك في طاعة المولى عز وجل وليس في معصية. - ويجب على الزوج أن يحرص على تحقيق التوازن بين علاقته بأمه وزوجته.
- كما يجب عليه أن يعطي كل من الأم والزوجة حقوقهما دون التفريط في حق أحدهما إرضاءً للآخر.
- أما في حالة قيام الزوج بظلم الزوج بسبب أوامر الأم وتعليماتها، فإن في ذلك إثم ومعصية.
- فلا يجب على الأم التدخل وإلحاق الضرر بحياة ابنها الزوجية.
- ويجب أن نتذكر أن الإسلام قد نهى المسلم عن إلحاق الضرر والأذى عن أخوه المسلم، وقد قالرسول الله – صلَّى الله عليْه وسلَّم -: «كلُّ المسلِم على المسلِم حرام: عرضه ومالُه ودمه، التَّقْوى هاهُنا، بِحسب امرئٍ من الشَّرِّ أن يحقر أخاه المسلم».
حكم طاعة الوالدين في ظُلم الزَوجة
وكما ذكرنا أنه يجب على المسلم طاعة والديه فقد حثنا الدين على ذلك حيث قال تعالى : “( «وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً»، (سورة الإسراء)، ولكن يتم ذلك وفق قواعد حددها الدين أيضًا:
- لا يجب على المسلم إلحاق الضرر أو الأذى بزوجته بناء على تعليمات الأهل أو رغبة في إرضاء الوالدين.
- كما تجدر الإشارة إلى أنه يجب على الزوج أن يتذكر أن لزوجته حقوق عليه يجب أن يقوم بها.
- فيجب أن تسود بينهما المودة والرحمة، وأم تكون العشرة بينهما بالمعروف.
- ومن الجدير بالذكر أنه قد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم: لا تباغضوا ولا
تحاسدوا ولا تدابروا ولا تقاطعوا وكونوا عباد الله إخواناً، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث. - ويجب التأكيد على أنه يجب على المسلم محاولة الإصلاح بين زوجته ووالدين
وألا ييأس من ذلك ويعمل جاهدًا على الإصلاح بينهما مهما طال ذلك. - ويؤكد علماء الدين على أن في ظلم الزوجة سواء كان ذلك الظلم
مادي أو معنوي إثم ومعصية كبيرة تقع على الزوج.
ظلم الزوجة لإرضاء الأهل
واستكمالًا لموضوعنا يجب أن نؤكد على عدة نقاط من بينها:
- يجب عليك أخي المسلم أن تعطي الزوجة كافة حقوقها وأن يتم معاملتها معاملة حسنة طيبة، ويتم الإنفاق عليها وعشرتها بالمعروف.
- وعلى الجانب الآخر يجب عليك أن تحسن لوالديك، حتى وإن أصرا عليك في ظلم زوجتك، يجب عدم طاعتهما في ذلك مع الحفاظ على برهما.
- وتذكر ظلم الزوجة إثم ومعصية حذر منها رسول الله
صلى الله عليه وسلم حيث قال صلى الله عليه وسلم: اللَّهُمَّ إِنِّي أُحَرِّجُ حَقَّ الضَّعِيفَيْنِ: الْيَتِيمِ، وَالْمَرْأَةِ. رواه ابن ماجه. - لذا يجب عليك الموازنة في علاقتك بأهلك وعلاقتك بزوجتك، وعدم ظلم أي منهما.
وإلى هنا نكون قد تعرفنا على إجابة سؤالنا المتعلق بحكم طاعة الأم في ظلم الزوجة، داعين المولى عز وجل أن يرزقنا جميعًا بر الوالدين وصلاح الأسرة والتوفيق بين أفرادها، ويمكنك أيضًا الاطلاع على هل أطلق زوجتي إرضاء لامي واخوتي لوجود مشاكل بينهم؟.